أحدث الأخبار

بعد عزل ترامب اميركا الى اين واسرائيل تأخذ مكانها

مجلة تحليلات العصر - ناجي امهز

من يعتقد بان ترامب او الحزب الجمهوري، خسر المعركة الكبرى فهو واهم، او انه لم يسمع بالسيستم او فهم النظام العالمي الذي يحكم العالم.
يا سادة هناك نظام شديد الخطورة معقد التركيب، متعدد الاساليب، وعليكم ان لا تنسوا معركة هرقل مع الافعى هيدرا صاحبة الرؤوس التي لا تنتهي، فكلما قطع لها القديس هرقل راسا خرج مكانه رؤوس، وهذه حقيقة النظام العالمي.
وقد نكون جميعنا هواة بالسياسة او المعرفة امام هذا السيستم منذ فجر التاريخ، لان السؤال الكبير، الذي يجب ان نطرحه دائما على انفسنا، من حرق روما، وهي الدولة التي وضعت علم الادارة، وخلع سلطة الكنيسة عن اوروبا، وانهى الخلافة الاسلامية، وهزم هتلر، وحجب الشمس عن بريطانيا المملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس.
انه النظام العالمي الذي ما ان ينتهي دور دولة ما انشائها، حتى يرميها ببرميل النفايات، وثم يشعل فوقها تاريخها، فتتبخر، وينتج عن حريقها نظام عالمي جديد.
وهذا ما يحدث اليوم لامريكا، فالنظام العالمي نجح بخلق اتباع لترامب بسابقة لم تسجل في امريكا منذ استقلالها عام 1776، فالشعب الامريكي لم يتبع يوما لشخص بل لمشروع يقدمه مرشح او حزب، وقد شعرت النخبة الحرة بامريكا بخطورة ترامب ومن يدعمه، لذلك كان للشعب الامريكي الكثير من المواقف المعارضة لترامب وقد كتبت عنها قبل عامين بمقال: الشعب الأمريكي يدعو لإعلان الحرب على سياسة ترامب بقلم ناجي امهز
ان اخطر ما يحصل اليوم هو هذا النفق الذي صنعه ترامب حيث نجح ببناء الحقد على الاقليات والمهاجرين، بل استطاع ان يفرض رؤيته على كل رئيس سياتي من بعده، فأرث ترامب، سيكون مسبب اساسي بان كل رئيس من اي حزب كان سوف يستعمل الكثير من مفراداته ويستخدم الكثير من اساليبه كي يربح الاصوات التي اصبحت متطرفة داخل الولايات المتحدة الامريكية.
اميركا لم تعد كما كانت ويمكن اعلان اقتراب تقسيمها كما اخبرتكم قبل وصول ترامب، وسقطت الديمقراطية الامريكية وهي بالاساس مزيفة استغلها النظام العالم كما استغل النخب الفكرية ابان الثورة الفرنسية1779 – 1789، ولكن هل سالتم انفسكم من سياخذ مكان امريكا.
لو رجعتم قليلا بالتاريخ وقراتم كيف سرقت بريطانيا وهج الثورة الفرنسية ومن ثم كيف اخذت امريكا مكان بريطانيا، لعرفتم ان الوريث الاتي لامريكا هي الصهيونية ومركزها اليوم بفلسطين المحتلة وما يسمونه باسرائيل، التي تسيطر على الاعلام، وعلى منصات السوشيال ميديا، والتي استثمرت عشرات ملايين الدولارات بعالم الانترنت، واصبحت المركز الاول بانتاج البرامج للعالم الافتراضي والتجسسي وجمع المعلومات،
انه العدو الاسرائيلي الذي سيصبح منذ 20 – 1 – 2021 هو الذي يقرر في البيت الابيض وفي العالم الذي حوله النظام العالمي الى عالم مقسم ابيض اسود.
اثبت اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الاعلام بامريكا، انه قادر على صناعة الراي العام، والدليل انه حول من احمق اسمه ترامب الى زعيم هناك من هو مستعد ان يموت من اجله داخل الولايات المتحدة الامريكية, وايضا بلحظة واحدة شطب ترامب من الوجود عندما حجب حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونحن ما زال اعلامنا ونخبنا ان كانوا نخب يبحثون عن الفاصوليا داخل مرقة الدجاج.
نحن بحاجة الى حركة نخبوية قبل ان ندخل المجهول، لان كل نظام ينهار ينتج عنه انظمة، امريكا تنهار نعم تنهار وقد اخبرتكم بالمقال الشهير الذي نشر قبل سنوات وما زال ينشر على مساحة العالم وباكثر من لغة، وهو حمل عنوان: هل سحب الجيش الأمريكي من العالم تمهيدا كي تأكل البشر لحوم بعضها .
انظروا اليوم الناس تاكل لحم بعضها، فالمريض العجوز ينزع عنه الاوكسجين من اجل وضعه للشاب، والنظام الاقتصادي انتهى، والحدود اغلقت، حتى بين القرية الواحدة.
استيقظوا قبل نهايتكم جميعا النار قادمة، النار قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى