أحدث الأخبارفلسطين

بعد 74 عاما على النكبة … الداخل المحتل نحو انتفاضة شعبية

*كتب: عماد عفانة*
*مدير مركز دراسات اللاجئين*

بعد أن تخلت عنهم منظمة التحرير في اتفاق أوسلو، وتركتهم كأقلية يواجهون وحدهم إجراءات العدو العنصرية، نجح الجيل فلسطينيي الجديد في ادخال أراضي الـ48 إلى قلب الصراع بتمسكهم بهويتهم الفلسطينية في وجه محاولات التذويب والتطبيع والتعايش.

عرف الجيل الفتي الجديد الطريق إلى اعادة التواصل مع أقرانه في الضفة الغربية وغزة والشتات، وثبت قاعدة للنضال المشترك لوحدة المصير الذي يجمع الكل الفلسطيني، في الدفاع عن عاصمة دولته، وعن مسرى نبيه الاكرم صلى الله عليه وسلم.

الجيل الجديد استطاع بكل جسارة واقتدار مد الجسور بين أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم، وتمكنوا وعلى مدار سنوات طويلة من الاستجابة للاحتفال بالمناسبات الوطنية الجامعة كيوم الأرض على سبيل المثال، وتنظيم فعاليات ومسيرات متزامنة أحياناً في حيفا ويافا والقدس ورام والله والنقب وغزة والشتات.

وقد مثل زيادة كيان العدو من عنصريته وقمعه لهم، بقانون القومية العنصري في ظل عجز الأحزاب العربية في الداخل وفشل قياداتها بفهم طبيعة ولب الصراع، وتماهي بعض تلك القيادات مع قيادة منظمة التحرير ومشروعها الاستسلامي.


مثل هذا التطرف الصهيوني في القمع والاستهداف سببا اضافيا في اصطفاف فلسطينيي 48 في الانتفاضة التي جمعت الكل الفلسطيني ابان معركة سيف القدس، ما أربك حسابات أجهزة الأمن الصهيونية، لأول مرة منذ تاريخ قيامها، ما اضطر العدو لسحب الكثير من قواتها وآلياتها من الضفة الغربية إلى الداخل المحتل لضبط الأمن في عكا وحيفا وأم الفحم ويافا واللد وبئر السبع، وغيرها من مدن وبلدات الداخل المنتفض.

الظروف التي سبقت ورافقت انتفاضة الكل الفلسطيني في سيف القدس قبل عام، ما زالت على حالها، والفرصة لتجدد تلك الانتفاضة ما زالت متاحة، لكن ما ليس جاهزا هو القيادة الفلسطينية العاجزة عن الارتقاء للموقف المتقدم لشعبنا الذي يسارع الخطى للتمسك وتثبيت هويته في مواجهة محاولات التذويب والأسرلة.

تعودنا ان تسبق القيادة الشعب في التفكير والاعداد والتجهيز والتخطيط واقتناص الفرص وتوظيف الأوضاع المواتية، لكن ما لم تقرأ القيادة المتغيرات الحقيقية الجارية على الأرض، فان احتمال أن يسبق شعبنا في الداخل المحتل قيادته في إطلاق مقاومة شعبية شاملة، احتمال مرتفع.

لذا يجدر بقادة المقاومة تبني خطة تثوير متدرجة للداخل المحتل، تبدأ بإطلاق المقاومة الشعبية السلمية المتمثلة بالمسيرات والاعتصامات الكبرى، والعصيان المدني، والمقاطعة.
مرورا بتشكيل لجان شعبية في أحياء المدن والقرى لمساعدة قادة الحراك في حفظ الأمن الداخلي وقيادة العمل الشعبي المقاوم.

ولا تنتهي بجمع أسلحة الجريمة الذي عمل العدو على نشره بين شعبنا في الداخل المحتل كالفطر السام، كي لا توظف في اغتيال والقضاء على قادة الحراك السلمي الجديد والمحرج والاكبر تأثيرا في الوعي الجمعي الداخلي والعالمي، وصولا لدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة الى إعادة تبني وتفعيل قرارها رقم 3379 الذي اعتبر الصهيونية مساوية للعنصرية لجعل الكيان أكثر انكشافاً، وإقناع العالم بالكف عن معاملة الكيان المحتل كدولة طبيعية وشرعية، تتبارى الأنظمة العربية للتطبيع والتحالف معه.


بعد 74 عاماً على النكبة تشير آخر الإحصاءات بأن عدد الفلسطينيين ما بين النهر والبحر قد تجاوز عدد اليهود، وهو عامل قوة ودفع اخر لإصرار الشعب الفلسطيني على استعادة وطنه وقيام دولته ونيل حريته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى