أحدث الأخبارالثقافة

بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس قناة الجزيرة الإعلامية أعيد نشر مقال سابق نشر بتاريخ 2008-01-22 تحية للجزيرة .. التي تصنع ثورة..

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

بداية أتوجه كإعلامي فلسطيني محاصر إلى قناة الجزيرة الفضائية بتحية حارة مجللة بعبارات الشكر والعرفان من جميع الذين نجحت الجزيرة في نقل معاناتهم وآلامهم إلى كل بيت ومؤسسة ومحفل في العالم وليس في الدول العربية والإسلامية فقط.
تحية الانتفاضة التي نجحت الجزيرة في بثها في جسد كل أحرار العالم وليس الشعوب العربية والإسلامية الذين خرج بعضهم في مظاهرات متواضعة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
تحية القومية العربية التي ما قامت إلا لبث الوعي العربي القومي في أوصال الأمة بقضاياها التي تتهدد وجودها وتحتل أراضيها وتنهب ثرواتها، حيث أضحت الجزيرة اكبر محفل قومي عربي أسلامي يسكب الوعي في أذهان العرب والمسلمين بقضاياهم سكبا.
تحية الصحوة الإسلامية التي باتت الجزيرة تمثل رأس حربتها الإعلامية في بث الروح الثورية الإسلامية في أوصال ومفاصل الأمة لجهة توحيد الفهم والهم والحراك نحو قضية الأمة الأولى لنفض الغبار الذي اعتلاها على مر السنين.
تحية الغيظ والغضب الذي نجحت الجزيرة في زرعه في صدور الصهاينة الذين وصفوا الجزيرة “بالوكيل عن المقاومة الفلسطينية التي نجحت في دفع شعوب العرب والمسلمين للخروج في مظاهرات واسعة في كل من لبنان وسوريا والأردن والمغرب العربي, وبذلك وفرت دعما كاملا للشعب الفلسطيني ورأس الحربة في مقاومته حركة حماس داخل الشارع العربي”.
تحية النجاح الذي اعترف به الصهاينة للجزيرة بأنها تسببت في توجيه أصابع الاتهام إلى (إسرائيل) في تدهور الأوضاع في قطاع غزة” وبأنها قلب ظهر المجن في وجه إسرائيل التي “كانت تتوقع أن يثور الناس ضد حماس نتيجة لهذا الوضع لكن هذا لم يحدث” وحدث العكس بأن ثار الجميع في وجه إسرائيل وظلمها وعنجهيتها.
تحية الثورة للجزيرة الثائرة عن كل القوالب العربية الجامدة، وتحية لكل مراسلي الجزيرة المميزين الذين نجحوا من خلال تغطيتهم الحية والمباشرة لكل تفاصيل الألم والمعاناة والموت الذي يتربص للفلسطينيين في كل زاوية من زوايا تفاصيل حياتهم التي تطفح تحديا وصمودا، في نقل جزء من صورة المعاناة المستمرة منذ سنوات طويلة إلى الشعوب العربية والإسلامية الغارقة في تفاصيل همها الداخلي.
تحية المهنية الإعلامية والرسالة الإنسانية المقدسة، والمسؤولية العربية والإسلامية التي نجحت الجزيرة في تجسيدها في أكثر الأوقات دقة وأهمية وخطورة في حياة شعبنا وأمتنا الذي يعج بالأزمات التي تمس المصالح العليا للشعب والأرض والأمة، في الوقت الذي تضاعف فيه هذا التعاظم في حالة فلسطين المحتلة من قبل دولة البغي والاحتلال الصهيوني، وشعبها المحاصر والمنكوب والمشرد بمباركة دولية وصمت وعجز عربي وإسلامي، وتعاون محلي

تحية بكل معاني الحرية ومفرداتها التي تجهد الجزيرة في بثها في روح الأمة المكبلة بأغلال الدكتاتوريات والأنظمة، أغلال الخوف والرعب من أشباح الجلادين الذين ولى زمنهم وأبانت الشمس التي بدأت تبزغ عمق ضعفهم وخورهم.
تحية العرفان والتميز من جميع مؤسساتنا الإعلامية الفلسطينية للجزيرة المميزة التي نجحت في إيصال صوتنا ومعاناتنا ولب قضيتنا إلى العالم في الوقت الذي فشلت فيه المؤسسات الإعلامية الفلسطينية الرسمية ولسنوات طويلة في إيصاله، دون إغفال الدور الهام لفضائية الأقصى رغم حداثة تجربتها، والتهديدات المتواصلة بقصفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى