أحدث الأخبارالإماراتالخليج الفارسيةشؤون آسيويةشؤون امريكية

بوادر الإقليم السّنّي برعاية أميركية-تركية و بتمويل إماراتي

مجلة تحليلات العصر الدولية

ما تشهده ديالى وصلاح الدين بين فترة و أخرى من أعمال إرهابية تستهدف الجيش العراقي أو الأهالي الآمنين كما حدث في قرية الرشاد قبل ثلاث أشهر من الآن، و ما تشهده سجون قسد العميلة من هروب لعصابات داعش الارهابية في الآونة الأخيرة يحمل دلالات أمنية تتم برعاية الاحتلال الاميركي لتثبيت ركائز الاقليم السّنّي بقيادة الحلبوسي وفيما يلي عرض بعض النقاط التالية بهذا الخصوص:
⁃ عمِل المحتل الاميركي و بتعاون استخباري بولندي التي تعمل قواته تحت غطاء الناتو المحتل على رعاية ميليشيات الحلبوسي (أشباح الصحراء) في قاعدة عين الأسد والتي تم اختيار عناصرها من المناطق الغربية وهم ممن يحملون العداء الطائفي ضد الشيعة ، وهذا ليس من قبيل التحليل ، بل انها معلومات مؤكدة و ذلك لتكون قوات رسمية للإقليم حالها كحال البيشمركة الكردية فيما بعد.
⁃ لا يقتصر دور هذه الميليشيات على تأمين المناطق السّنيّة بل يحاول المحتل الاميركي على أن تأخذ ميليشيات الحلبوسي معززة بدواعش اميركا الآتية من سوريا أدواراً إرهابية في بعض مناطقنا وخصوصاً المختلطة ديموغرافياً لإحداث إختلالات أمنية تلعب على أوتارها و توظّفها لصالح أجنداتها
⁃ هذه الميليشيات هي طلائع لحماية جديدة للمحتل الأميركي و لا يُستبعَد أن تأخذ أدواراً أمنية في مناطق حساسة في بغداد
⁃ الى هنا يستطيع الحشد المقدس إمساك الملف الامني في ديالى لإحباط استغلال ميليشيات الحلبوسي من الانتشار في اطراف ديالى بحجة حماية الأهالي والذين يستهدفهم داعش الارهابي التي يعمل تحت غطائها هذه الميليشيات ، و هذا ما يُستشَف من تغريدة الحلبوسي اليوم في محاولة منه لتوظيف دماء الجيش العراقي خدمة لشرعنة تواجد ميليشياته الطائفية في ديالى. الحلبوسي الذي لم يعزي لسقوط شهداء من الجيش العراقي بل برهن بدليل قاطع على أن ميليشياته هي من تقف خلف هذا الاستهداف . ولكن الأخطر في الأمر هو انكشاف الساحة السياسية الشيعية و تفككها بفعل نتائج الانتخابات و انقسام المشهد بين فريق يسير بالقطار الاماراتي الذي يموّل مشروع الحلبوسي ، و فريق آخر ينشد وحدة المكون الشيعي لتفكيك المؤامرة. هذا الانقسام هو الذي يراهن عليه طرفان محليان لضرب الشيعة وهما : البارزاني و السّنّة ، وأطراف إقليمية تركية و خليجية و الاردن، و أطراف دولية هي اميركا و الكيان الصهيوني و بريطانيا و فرنسا.
⁃ الإمارات هي اللاعب الأساسي الآن والذي يدير خيوط اللعبة لإقامة الاقليم السّني عبر إفتعال احداث امنية على تخوم بغداد في محاولة لإشغال القوى الامنية عن المناطق الغربية و التي وافق الحلبوسي على أن تكون ممراً لتقسيم العراق باتجاه وانشاء (مملكته) الخاصة في اقليم مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني .
كنت قد نشرت مقالاً في يوم ٢-١١-٢٠٢١ بعنوان (ملامح لسيناريو ارهابي في ديالى مشابه لسيناريو الانبار و دور عملية تزوير الانتخابات في ذلك ) و تضمّن احتمال اعادة سيناريو ٢٠١٤ لقلب نتائج الانتخابات آنذاك وما جرى بعدها من إدخال داعش للموصل و تثبيت من يقوي وجود المحتل سياسياً على أرض الواقع، وهذا ما يُمنّي الاحتلال نفسه به لتثبيت عملاء سّنّة و من بعض الشيعة الذين توافقت مصالحهم مع وجود المحتل الاميركي.

على الأمة اليقظة و الحذر من لعبة جديدة تمارسها ادارة بايدن و جيشها الاحتلالي في العراق بتعاون اطراف نافذة سنية و كردية لضرب الشيعة .

وأخيراً… مادام الاحتلالان الاميركي و التركي يتواجدان على الارض العراقية فإن ذلك يشكّل أرضية خصبة لتمرير مخططات التقسيم و التطبيع، والحل هو بمقاومة هذه الوجودات اللاشرعية بقوة و من يقف لحمايتها أيّا كان من الميليشيات و العصابات التكفيرية، وكذلك يجب تقوية الحشد المقدس و إطلاق يده الضاربة لمسك الاراضي التي تُعتبر حواضن إيواء للارهابيين لضربها حتى يتم افشال التخلخل الامني الذي يمكن استخدامه من قِبل الأميركي و اتباعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى