أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

بوتين يقطف أول ثمار الحرب… وزيلينسكي يبقّ البحصة: نقبل الحياد ونريد ضمانات … روسيا رابح أول من العقوبات… تليها إيران وفنزويلا… وأوروبا أول الخاسرين…

مجلة تحليلات العصر الدولية

رغم الحملة الإعلامية الغربية المستمرة للتركيز على النتائج المأساوية للبعد الإنساني في نتائج الحرب في أوكرانيا، وجعلها سبباً لإضعاف الموقف الروسي، فقد حملت نهاية الأسبوع الثاني من الحرب أول النتائج السياسية التي سعت إليها موسكو، بعدما قام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بـ “بق البحصة”، فقال إن الرهان على الانضمام الى حلف الناتو قد سقط بالضربة القاضية، ولم يعد على جدول أعمال أوكرانيا، ولذلك لا مانع من التفاوض على إعلان الحياد،طه ولكن مقابل ضمانات دولية تريدها أوكرانيا لمستقبل حدودها، مع استعداد مسبق لبحث مستقبل جزيرة القرم من جهة وجمهوريتي دونباس من جهة أخرى، بينما بقي التقدّم الهادئ في العملية العسكرية الروسية موازياً لترتيبات إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة، وسط نجاح روسي بوضع قضية مختبرات الأسلحة البيولوجية التي كشفت عن قيام واشنطن بإنشائها في أوكرانيا، كبند أول على الطاولة مع توزيع نسخ من الوثائق المكتشفة على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة المعنية.

حلف الناتو بدا مرتبكاً بعد تصعيد إعلامي وسياسي تحت عنوان دعم أوكرانيا بالسلاح، فمن جهة بدأ الحديث عن المخاوف من فوضى إرسال وتخزين وتوزيع الأسلحة القابلة للحمل والنقل كصواريخ ستينغر خصوصاً،طه والخشية من خروجها من تحت السيطرة وتسرّبها الى أسواق السلاح السوداء، ووصولها إلى أيدي جماعات مناوئة للغرب، ومن جهة مقابلة تسبب الحديث عن منح أوكرانيا طائرات مقاتلة بإرباك أميركيّ بولنديّ، اضطرت معه واشنطن لسحب الموضوع من التداول، تحت عنوان لا نريد مواجهة مباشرة مع موسكو، بينما خسرت كييف الرهان على استخدام مطارات رومانيا وبولندا لإقلاع وهبوط مئة طائرة حربيّة تمتلكها أوكرانيا وتمّ تهريبها إلى الدولتين الجارتين العضوتين في الناتو تفادياً لتدميرها بعدما تمّ تدمير المطارات.

في تداعيات العقوبات، بدأت التقارير الأميركيّة والأوروبية تتحدث عن نتائج عكسية تتمثل، باستفادة روسيا من زيادة الطلب على النفط والغاز وارتفاع أسعارهما، بحيث سجلت مبيعاتها اليومية ما يقارب مليار دولار بدلاً من ثلاثمئة مليون دولار، وتحوّل السعي لتفادي أزمة في الأسواق عبر تأمين مصادر إضافية لضخ المزيد من النفط والغاز سبباً لإضعاف الموقف الأميركي والأوروبي تجاه خصوم جذريين، كإيران وفنزويلا،طه اللذين يبدوان رابحاً ثانياً بعد روسيا من العقوبات على مصادر الطاقة الروسية، وسط تداعيات معلومة سلفاً لتنامي حضور إيران في الشرق الأوسط وحضور فنزويلا في أميركا اللاتينية، كلما زادت مواردهما المالية، بينما بدت أوروبا كخاسر أول في ظل ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الاستهلاكية بدأت تسجلها الأسواق، التي شهدت ارتفاعات بين 50% و150% في أسعار الكهرباء والبنزين والقمح والزيوت، التي أصابتها نتائج الحرب الأوكرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى