أحدث الأخبارفلسطين

بيت العنكبوت ما له وما عليه

مجلة تحليلات العصر الدولية

عرض الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي “سرايا القدس” فيلم وثائقي بعنوان” بيت العنكبوت”، ويحكي الفيلم قصة معركة ناجحة، هي استمرار للمعارك المستمرة والمتواصلة مع العدو الصهيوني، وعلى كافة الأصعدة الأمنية والميدانية والسياسية … الخ.
الفيلم وجه رسالة قوية وواضحة للعدو، أن للمقاومة القدرة على اختراق جبهتك الأمنية وأن هذا الأمر لم يعد حكرا عليك.
كما أثبت قدرة المقاومة على كسب التحدي الأمني عبر توجيه ضربات مؤلمة له أمنيا واستخباراتيا، سجلتها كتائب القسام في اكثر من محطة بكل قوة واقتدار، وها هي سرايا القدس على ذات الطريق.
فالصراع مع العدو ليس قاصرا على جبهات المواجهة العسكرية، بل خلفها معارك في ميادين المكر والدهاء، تخوضها المقاومة بقدرات متواضعة لكنها تحرز فيه تقدما مقدرا.
كما يشير إلى أن المقاومة امتلكت زمام المبادرة في العمل الأمني، لجهة تنظيم اختراق صفوف العدو وخلخلة جبهته الأمنية، الأمر الذي يمثل نقلة نوعية، تفتح آفاق واسعة لتحقيق انجازات أمنية في اطار ادارة حلبة الصراع.
كما يحذرنا الفيلم في المقابل، من أن العدو يواصل الليل بالنهار لتجنيد عملاء له في صفوفنا، للنيل من قوة المقاومة وكشف وتدمير مقدراتها، ما يوجب على المقاومة تطوير أساليبها لتحصين جبهتها، وكشف المدسوسين في صفوفها.
الفيلم كذلك يقول لشبابنا وأجيالنا أننا نستطيع اختراق اجهزة امن العدو، وأنه عدو يمكن قهره وفي عقر داره، وأنه يمكن خداعه وتضليله وتحقيق نجاحات مهمة، فهو أوهن من بيت العنكبوت.
لكن في المقابل، وكما أن العدو يقاتلنا من جبهة واحدة قوية ومتماسكة، تدير حلبة الصراع من خلال توزيع الأدوار وتكاملها، فان على المقاومة الفلسطينية تعلم الدرس واستخلاص العبر، لجهة توحيد جبهتها العسكرية والأمنية، وأن تحرص على توزيع الأدوار وتكاملها.
فلو أن كل فصيل وكل حزب أو حركة في ساحتنا الفلسطينية أدار معركته الأمنية بمعزل عن البقية، فان أي انجاز مهما بلغ حجمه سيبقى صغيرا محدودا ومحفوف بالمخاطر.
وبما أن الله تعالى تبارك اسمه منّ على غزة بحكومة مقاومة، وبأجهزة أمنية تمثل ظهير قوي للمقاومة، فقد بات لزاما على المقاومة التوحد في إدارة المشهد الأمني، واسناد الأمر الى عنوان رسمي ومعروف، واردافه بكل الكوادر والقدرات اللازمة لجعله قادراً على تحمل التبعات، لتلافي التضارب والاختلاف ومنع العدو من النفاذ من بين الصفوف بداعي أن لكل فصيل أو حركة عملها الأمني المستقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى