أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

بين الأمس واليوم .. المُدافع عن الحشد الشعبي كالقابض على الجمر

مجلة تحليلات العصر الدولية - وسام الكعبي

نشاهد دائماً قبل أي حرب عسكرية بين دولتين وما شابه ذلك وتيرة متصاعدة من المهاترات الإعلامية الكبيرة لتسقيط احد أطراف الحرب ، والهدف منها كسب تعاطف لأحد الأطراف المتخاصمة فضلاً عن ولادة ميول دولي أو محلي تلقائي لصاحب الجيوش الإلكترونية التي تغزو الشوارع والشاشات و وسائل التواصل الإجتماعي أخبارها ، حتى أصبح الإعلام ركن أساسي من أركان الحرب .
ودائماً ما نتابع في هذهِ السنوات أن أساليب الجيوش الإلكترونية أخذت على عاتقها تلقين المجتمع حول كيفية التعامل مع الوقائع وطرق التسقيط الإعلامي حتى أصبحت الحملات الإعلامية من الجيوش الإلكترونية على نشر الأخبار الكاذبة والإشاعات التي تظلل المجتمع بهدف كسب جولات في الحرب النفسية ضد العدو طريقة حديثة لتحقيق الأهداف والأجندات بدون قتال .
لكن المتبادر للعقل البشري إن هذا الشيء من بديهيات الامور وليس من مسلماتهِ ( كون البديهيات لا تحتاج إلى برهان وهي تُستخدم كدليل لغيرها وهي لا تحتاج إلى دليل مثل (١ + ١ = ٢) ، أما المسلمات فهي من وضع
العقل البشري الذي ابتدعها بغية استعمالها وادخالها في سلسلة من المحاكات ، فبالرغم من أننا نسلم بها مباشرة الا أن وضوحها يتوقف على ما يؤسس عليها ( شيء نفترض صحته ) ) .
على مدى قرون تعددت أنواع الحروب و وسائلها التي أدت إلى نشوء وتطور عقلية الكائن البشري منذ بداية الخليقة ولغاية الان ، وتمخضت عنها عُصارة كان نتاجها ( حروب التلقين الجمعي ) وهي وسيلة إعلامية تكون أشد من الحروب الطاحنة وشبيهاتها ، لأنها بدون موارد عسكرية وتكون بالنيابة لكن النتائج المتحققة منها مرعبة فهي تستطيع تلقين مجتمع كامل عبر السلوك الجمعي بدون معرفة الحقائق ، ومن الاستحالة تحقيق نصر في حرب لا تعرف فيها من هو عدوك اصلا فضلاً عن إنعدام المعلومات عنها مثل ( من يتحكم بها أو كيف يتوغل بها أطرافها وكيف نشأت وما هي وسائلها وادواتها ) لأن فيها زخماً إعلاميا يجعل المتلقي من المجتمع يخلط الشائعات بالحقائق وتصديق ما يسمعه أو يقرأه دون عملية فحص وفرز للأخبار الصحيحة من المزيفة لأنها تحكم على عقول المجتمع بقبضة من حديد من خلال استهداف ما يؤثر على المجتمع سواء في الجانب الديني أو السياسي أو الاجتماعي ، ولا يوجد مهرب منها إلا لم لديه بصيرة تغلب البصر بسبب إحاطة الجيوش الإلكترونية بنا من جميع الجهات ، فهي مصدر سهل الرجوع إليه والتزود منه بكل سلاسة لما نريده من أخبار ومعلومات في كل دقيقة ولحظة عن ما يجري حولنا سواء كان محلي أو دولي .
تقوم حروب التلقين الجمعي على الدعاية والدعاية المضادة ، عبر استراتيجية التأثير على المجتمع لتغيير سلوكهم الجمعي ونمط التفكير لديهم دون الافصاح عن نفسها ودون عنوان محدد و واضح مستغلين طابع ذاكرة السمكة الذي طغى على المجتمع في نسيان أبرز الأحداث الأخيرة ، الغاية منها ارهاق المقابل وتفكيك عناصر قوته على المدى المتوسط أو البعيد حسب الآلية التي أُعدت للمنطقة مستغلين تتجنب الصدام المباشر والمقاومة التي قد تحصل لو تم طرح الفكرة الحقيقية .
ومن أبرز واخطر حروب التلقين الجمعي ، هي استخدام نظرية فوضى الكون في الفيزياء الحديثة (الشواش) ، والتي تقوم على تكسير النظام القائم بالفوضى وخلق نظام جديد من هذه العشوائية الظاهرة وتنقيته من خلال السلوك الجمعي للمجتمع دون فرز للحقائق والبحث عن مصدرها ومحركها (أي بمعنى أنها تحاول أن تستكشف النظام المخفي في هذه العشوائية الظاهرة محاولة إيجاد شيء من اللاشيء) ، ومن نتائجها احياناً انسياق المجتمع وتبعيته المطلقة للاستقطاب مرة والتدمير مرة أخرى ، حتى يصبح المجتمع مجرد أرقام لصاحب الحرب الإعلامية والذي يزداد قوامه أو يقل حسب تلاعب من يقوم بالعزف على وتر العاطفة والحقوق المفقودة والفساد وأحياناً الغرائز والإثارة حسب نوع المجتمع الذي تدور فيه رحى حروب التلقين الجمعي ، ويتلقى المجتمع هذه الأدوات المحفزة على أشكال فمنهم من يجذبه الخوف ( الهجوم خير وسيلة للدفاع ) والخوف يجعله يشترك بالسلوك الجمعي للمحافظة على مكتسباته وإبعاد الشبهة عنه ، ومنهم من تجذبه صورة الشجاعة ، ومنهم من تستفزه صور الحرمان الذي يعاني منه ، ومنهم من تجذبه مظاهر الثراء والقوة ( لأن في هكذا امور تنطلق حملات التبرع المالي والمادي مجهولة المصدر لادامة الزخم في الفوضى بهدف تمرير شيء أو الحصول على مكتسب وأما القوة فتأتي من أدوار القيادة التلقائية ) ، وبعدها تبدأ طوابير المعلومات والأخبار واللقاءات والصور التي أُعدت لتخاطب السلوك الجمعي للمجتمع بفعل الغرائز المكنونة في الجسد البشري لكي يقبع في حضن السلوك الجمعي أسيراً لا يمكنه الفرار من قضبانه .
ومن أبرز الشخصيات التي تحدثت عن هذا الموضوع هو الجنرال والخبير العسكري الصيني صن تزو (قرابة ٥٥٠ قبل الميلاد) بقوله الشهير (الانتصار في المعارك ليس هو النجاح التام في المعارك التي تخوضها … النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو من دون أن تخوض قتالا ) وكذلك قوله (من الأفضل مهاجمة تفكير العدو بدلا من البدء بشن الهجوم على مدنه المحصّنة) ولأن الحروب تطورت منذ الخليقة لغاية الوقت الحالي على عدة مراحل مقسمة على حقب زمنية متعددة وهي ( حقبة الحروب القديمة والتي تعتمد على قوة الرجل البدنية ، وحقبة الحروب الوسطى والتي تعتمد على استثمار صناعة الحديد والنار في الحروب ، وحقبة الحروب الحديثة والتي تعتمد على حصار القوة العسكرية لإضعاف العدو ، ونجد العنصر المشترك بين الحروب (القديمة والوسطى والحديثة) هو تدمير قوة العدو فقط واحتلال أرضه وتكبيده الخسائر ، أما (حقبة الحروب المتطورة) فهي حروب من دون قوة عسكرية لكن تأثيرها أشد وقعا وخطورة من سابقاتها فهي تعكس هدف تدمير القوة العسكرية بتدمير القوة المدنية وتخريب عقول المجتمع من خلال مبدأ التشكيك وإسناد تهم ليست موجودة على أرض الواقع أو الارتكاب بأحداث مجهولة .
هذه الحروب تلعب على الوعي الفردي والوعي الجمعي لكي تصل إلى الأهداف المرجوة منها وهي انهيار عقلية الخصم والسيطرة عليه وهي بذلك تخلق نوع من التهييج والإثارة لدى المجتمع من خلال مطالب مفقودة لتأمين الحياة اليومية وبالتالي يفقد معها الإنسان القدرة على التمييز بين من يقول الحقيقة ومن يكذب وصولا إلى الانهيار الشامل والشلل التام ( كما حصل في بعض المحافظات العراقية سواء في عام ٢٠١٤ أو ٢٠١٩) وبذلك تبدأ حرب نفسية من خلال منصات فردية أو جماعية لجيوش إلكترونية تستهدف تغيير السلوك الجمعي للمجتمع وطريقة التفكير والتأثير عليه إما لأغراض إيجابية وإما لأغراض سلبية إيمانا منها بأن من يكسب المعركة الإعلامية والنفسية يكسب بسهولة الحرب العسكرية ، الأمر الذي يثير داخل نفسية المتلقي شكوكا تلو الأخرى في نفسه وفي غيره وبالتالي شكوكا في كل ما هو إيجابي مقابل التركيز على كل ما هو سلبي ( والحرب الإعلامية الأخيرة ضد الحشد الشعبي خير شاهداً بعد أن كان رمزاً ومدعاة للفخر ، استطاعت الجيوش الإلكترونية من خلال حقبة الحروب المتطورة أن تجعل الحشد الشعبي مليشيات خارجة عن القانون ومتطرفة وتعمل على التغيير الديموغرافي للمحافظات ، وبهذا تمكنت من الوصول للخطوط الشعبية الأولى التي كانت داعمة له ومن المؤيدة له وبطريقة إخراج الماضي للحاضر – المقتطع حسب الطلب – متناسين الناسخ والمنسوخ وكون اغلب ما مضى كان لحادثة آنية لزمن معين وليست ممتدة للمستقبل (المقصود هنا تداول بعض الأشخاص لمقاطع فيديوية قديمة لشخصيات دينية مؤثرة ونسبها لحوادث معينة حديثة) فأصبح مبدأ التشكيك فيه حاضراً كون التهم معدة مسبقاً وما على السلوك الجمعي إلا إنتظار لحظة ساعة الصفر لانطلاقها دون فرز نتائج ذلك على الواقع ومن هي الجهة المستفيدة من هذا كله ولماذا هذا التوقيت بالذات وحتى احيانا فرض تهم بعيدة كل البعد عن الواقع لكن السلوك الجمعي فرض ذلك بقوة الجماعة وأسلوب القطيع التابع ) وهنا إذا أراد أصحاب البصيرة أن يتكلموا بالمشاريع التي أُعدت للمنطقة من أجل طمس هويتها وجعلها دون مستوى الارتقاء أو الحديث عن التآكل لدفاعات الردع ضد الجيوش الإلكترونية ، ستكون هناك خشية من اقرب الناس إليهم بسبب الصدمة لكميات الردود السلبية والاتهامات المبطنة وبذلك يسهل تكبيل المجتمع بحاجز التردد وعدم الثقة إذا أراد أن يعلق وأن يوضح الواضحات ، خشية أن تصيبه لعنة المهاترات في وسائل التواصل الاجتماعي وسيل من اللعنات والشتائم ، ومن ثم يصاب بالعدمية والسلبية والخروج من الطريق الذي كان يسير فيه ، إلا فئة بقيت محافظة على بصيرتها تجاه زخم الحروب المتطورة التي عصفت كل أركان المجتمع وهذه الفئة اصطدمت بنقاش حاد من اقرب الناس إليها ليعكس مدى تأثير السلوك الجمعي في المجتمع اي بمعادلة أخرى وبشكل تقريبي وليس حتمي كل (١٠ افراد بينهم ٥ قد تأثروا بهذا السلوك ) والتركيز على السلوك الجمعي من خلال هؤلاء مدروس بعناية فائقة حتى اصبح مفتاح يؤدي في البداية إلى التشكيك بالولاء وبعده إلى المسايرة ومن ثم إلى عدم التفريق بين الشائعات والحقائق ومن ثم كانت الدعاية والدعاية المضادة ترجمة فورية وسهلة المنال ممن أعدها للمجتمع للنيل من وحدته وتفكيك انسجامه لأن هذا النوع من الحروب المتطورة يعمل بالأساس على استهداف قوى الدولة السياسية والأمنية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية ، وإذا حاولنا إعادة الذاكرة قليلاً بنسبة ٥٪ من الوقائع والأحداث التي شهدناها ومنها ( كيفية إنكسار القوات الأمنية في الموصل ومحيطها وما هو دور الحرب الإعلامية بذلك بغض النظر عن الأسباب الأخرى وليس تناسياً عنها ، وحادثة الثلاجة المشهورة ، وكذلك الاتهامات عن التغيير الديموغرافي للمحافظات ، وتهمة حرق ممتلكات ونهب بعضها في تكريت ، وتهمة انتهاكات الفلوجة ، وتهمة إعدام طفل وسحقه في دبابة ، وتهمة حرق شاب في الأنبار ، وتهمة مجزرة بروانة ، وتهمة اختطاف مجموعة من الرجال والفتيان في الأنبار ، وتهمة قتل المتظاهرين ، والتهمة البارزة الآن والمتداولة هو المليشيات الولائية والغير ولائية والأمر الآخر الذي ظهر حديثاً تهمة إنتهاك السيادة ) حيث تفوقت وسائلها في بداية الأمر على ترويج الأمر وتصويبه إعلاميا بشكل صحيح لكن كانت القاعدة الجماهيرية لديها بصيرة واعية وتمكنت من دحض الاتهامات إلا في الأعوام الأخيرة تغيرت المعادلة بشكل طفيف وتمكنت من ترسيخ بعض الاتهامات في أذهان المجتمع وادامة زخمها من خلال أدوات السلوك الجمعي .
ومن أقذر العناصر في الحروب المتطورة هي الحروب النفسية والتشويهية لشهداء الحشد الشعبي ورموزه وتمرير عدة نظريات للتأثير في العقول والمشاعر وشن حملات تجاه الشهداء ، وهذه الحروب تشن على مدار الساعة مدعومة بأخبار وتسريبات وفيديوهات متقطعة تهدف إلى خلق الإثارة والغضب ، فتصور الدفاع عن كرامة الإنسان المقدس من قبل الحشد الشعبي فوضى والتعدد في تشكيلات شرا والوسطية بين مكوناته نفاقا .

وعادةً تهدف الحروب التي تخاض بجيوش إلكترونية مختصة في الدعاية المضادة إلى تحطيم ثقة الفرد بنفسه ومحيطه والنيل من ثقافته وتقاليده ومن أمثال ذلك (الوحدة ٨٢٠٠ الإسرائيلية) و(المعاهد الأمريكية لتطوير القيادات الشبابية) و (المعاهد المحلية المشبوهة) وغيرها تعمل على اختيار الفوضى كمحرك استراتيجي ، الهدف منه خلق الانطباع بأن الإصلاح بالوسائل المحلية سبيله متعثر وأن الدفاع من قبل شباب الحشد الشعبي مستحيل وبالتالي تأمين استسلام المجتمع لمشيئة كبار صناع فوضى الكون أو نظرية الشواش .

تعمل الحروب المتطورة بشكل هندسي يتخذ شكل دائري حول الهدف المراد استهدافه وقد تطورت الجيوش الإلكترونية في أعمالها حتى وصل الأمر إلى إعداد مجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي مغلقة ومقتصرة على عدد من الأفراد ويرتبطون بخلايا فرعية وكل خلية لديها عضو ارتباط وكل هذا الأمر يتم بأسماء وهمية (احيانا في حال تم إنسحاب احد أعضاءه وكشف الأوراق) لتمرير الأهداف بشكل صحيح فضلاً عن تمويل شهري للترويج يبلغ ١٠٠$ لإنشاء صفحات وهمية يتم تسليمه للمتدربين وبإشراف مختصين من أساتذة وإعلاميين وحتى رجال دين منحرفين ، ويكون المشرفين عليها من العراق وبعض الدول المجاورة وأحيانا من دول أوربية بعدد (٢ إلى ٤ مشرف – ادمن – من العراق و ١ مشرف – ادمن – من دولة مجاورة أو أوربية) ، فضلاً عن تقديم دورات مكثفة وسريعة في مجال الإعلام والأمن السيبراني في بغداد أو شمال العراق أو في تركيا أو لبنان وتكون الدورات المتطورة للمشرفين على المتدربين في الولايات المتحدة الأمريكية .
في بداية الأمر لم يكن استهدافا للأشخاص أو المجتمع وقيمه بشكل مباشر بل حالات فردية ونوعية ، لأن الأفراد الذين تم استخدامهم لهذه المهمة إن استشعروا بذلك الاستهداف يمس أشخاصاً دون سواهم سيولد شك و ريبة وهذه فطرة بشرية تولد التحرك للدفاع عنها تلقائيا بسبب انتقاء أفراد دون سواهم ، لأن الجميع لديه هوية انتماء أو حب او تأثر بشخصية معينة أو شك داخلي تجاه الجميع ومن دونها يتجرد من هويته ، إلى أن يتم صقل شخصية المتدربين والتحكم بها كما يتحكم اللاعب بالبيادق ومن ثم يتم استهداف الأشخاص والرموز والمؤسسات والعقائد بالشكل المطلوب وابسط مثال على ذلك لم لديه ذاكرة قوية الهجمات الإلكترونية التي حصلت على بعض صفحات السياسيين وصفحات الحشد الشعبي أما من خلال تعليق موحد يتكون من (٣ آلاف) حرف وبشكل طولي من قرابة (١٠٠ إلى ٦٠٠) حساب فيسبوك توجه كلها صوب صفحات السياسيين (تعليق موحد من الجيوش الإلكترونية لادواتها والمهمة عبارة عن نسخ ولصق بدون حوار أو نقاش عن النتائج والاسباب) أو من خلال حملة بلاغات مكثفة على حسابات أو صفحات حشداوية أو صفحات معتدلة لها تأثير واسع على المجتمع وباستطاعتها خلق رأي عام حتى وصل الأمر إعتبار بعض الصور الشخصية انتهاكاً لسياسة ومعايير المجتمع ، وإذا تمعنا النظر قليلاً كم صفحة تتذكر انك ضغطت لها إعجاب وكنت تتابعها بشكل مستمر بقيت لغاية الآن (منذ نهاية عام ٢٠١٧ ولغاية الان) إذا افترضنا رقماً تقريباً (لكل ١٠٠ صفحة قد تكون هناك صفحة واحدة أو لا ، وان وجدت فهي غير فعالة ولا تصل منشوراتها إلى (١٠ آلاف) شخص (وصول وليس تفاعل) ) .
لكن في الحرب النفسية والشائعات الممنهجة أول ما يتم المخاطبة فيه هو لغة العاطفة والفساد والحاجة المادية أو المالية للمجتمع ويتم ذلك بأقل الكلمات وأحياناً بفيديوهات مصورة لضمان وصول المادة الإعلامية إلى من لا يجيد القراءة والكتابة وباستعمال الصورة التي تؤثر في المتلقي لذلك يمكن تصوير معركة تحرير ضد عصابات داعش على أنه اعتداء على ثوار العشائر أو الناس الأبرياء ، وتصوير تفكيك وحمل العبوات الناسفة الموضوعة في انابيب الغاز (قناني الغاز) بعيداً عن المنازل السكنية على أنها عمليات سرقة وهكذا ، وهي غالبا ما تعتمد على التهويل والتشويه بإضافة معلومة كاذبة ومغلوطة لخبر صحيح ( حرفاً أو نقطة واحدة تغير معنى جملة ، ولهذا نجد اغلب المترجمين العاملين في مقر الأمم المتحدة تم انتقائهم باختبارات صعبة جداً لأن الكلمة الخطأ هناك تعني حرباً بين دولتين أو عدة دول ) أو تفسير حدث بأسلوب غير صحيح وهذه العملية تحتاج إلى جهد مضاعف لكشف التضليل والزيف عنها ، وبالتالي يضطر المتلقي إلى السكوت مسايرا عقلية القطيع أو التعاطي معها ، إذ غالبا ما توضع هذه الأخبار والمعلومات بعناية بالغة لكي تحيط بالناس من كل جانب فتمرر دون أن يدركوا كيفية تصادفها في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي في كل دقيقة ولحظة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى