أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

بين التوافقية والاغلبية … صراعات سياسية

مجلة تحليلات العصر الدولية - ابو تراب الخرسان

بعد اسقاط النظام البعثي واقامة اول انتخابات نيابية عام 2005 حيث نتج عنها تشكيل حكومة توافقية تشترك بها جميع الاحزاب والتيارات ضمن الخارطة السياسية الجديدة وفقاً لمبدء المحاصصة سيئ الصيت حيث افرز اشخاصا غير مؤهلين تسنموا مواقع متقدمة في الدولة وفق هذا المبدء ، وكذلك ادى الى تعطيل الخدمات وانعدامها في مختلف القطاعات ناهيك عن الجانب السياسي السلبي الذي لاحظناه طيلة السنين السابقة حيث وجدنا حكومة غير منسجمة و شبه معطلة تعمل فيها احزاب وشخصيات مشاركة في العملية السياسية والحكومية وفي نفس الوقت معارضة ومعطلة للعمل والجهد الحكومي مما ادى الى انعكاسات سلبية اثرت على الدولة و المواطن في مختلف الجوانب ولقد استمر هذا العرف او النظام التوافقي المحاصصاتي حتى انتخابات 2018 ،ان ما حدث بعدها من احداث ومتغيرت عصفت بالعملية السياسية نتيجة عوامل داخلية وخارجية اسفرت عن قانون انتخابي جديد وانتخابات مبكرة، وبعد اجراء هذه الانتخابات و الاعلان عن نتائجها شهدت الساحة السياسية صراعا سياسيا غير مسبوق جراء تلك النتائج التي شكك بها الكثير سواءً من الاحزاب او الكتل او الشخصيات السياسية المشاركة وغير المشاركة في السباق الانتخابي ، وبعد هذا الاعلان اعلن التيار الصدري المتصدر والحاصل على ٧٣ مقعدا الى ذهابه بطريق تشكيل حكومة لكن بطريقة مختلفة هذه المرة عن سابقاتها وهي الذهاب الى حكومة الاغلبية السياسية وبالعودة الى سنين سابقة نجد ان اول من نادى بالاغلبية السياسية هو المالكي في انتخابات ٢٠١٠ لكن التوافقات السياسية جعلتها في طي النسيان وهنا نطرح تسائلاً مهما جدا …. هل سينجح التيار الصدري في تشكيل حكومة الاغلبية ؟ في ظل نظام سياسي قائم على التوافقية و المحاصصة والطائفية والمكتسبات غير المشروعة ولا ننسا ان جذورهذا النظام التوافقي اصبحت عميقة وقوية وان التيار الصدري هو جزء لا يتجزء من نظام المحاصصة وبل احد المؤسسين له صحيح ان الدعم والرغبة الدولية تتجه صوب نظام الاغلبية السياسية،لكن بالمقابل هنالك معلومات تقول ان الاغلبية السياسية لن تمر في ظل اصرار وتماسك الاطار التنسيقي الذي يمتلك في جعبته ادلة دامغة على عمليات التزوير فالتيار يسعى الى استمالة بعض الكتل داخل الاطار من اجل تمرير مشروعه وفي حالة الفشل حسب تحليلي سيذهب التيار الى المعارضة شكليلا وسيشارك توافقيا بصورة مبطنة وهنا يكون الاطار التنسيقي واصدقائه قد بلعوا الطعم الذي اعده التيار لهم حيث سيقوم بحملة شبيهه بتشرين وبدعم دولي وسيسحب البساط من تحت اقدامهم ولن يكون له في حينها اي منافس يعكر صفوه انتصاراته وستندثر الكثير من قوى الاطار دون رجعة نتيحة الضربة القاضية التي سيتلقونها في ذلك الحين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى