أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

بين جريمة المطار واستقالة حكومة عادل عبد المهدي

مجلة تحليلات العصر - المحامي عبد الحسين الظالمي

 

🔹لاشك ان انتصار العراق على داعش ودور الحشد في الانتصار وبالتالي دور من وقفوا الى جانب الحشد ، شكل هاجس قلق للقوى التي تقف خلف اضعاف العراق ، خصوصا ان الانتصار اعطى زخما قويا للقوى التي صنعت هذا الانتصار وعلى راسها القوى المجاهدة التي انبثق عنها تحالف الفتح والذي شارك في انتخابات عام ٢٠١٨ وحقق نتائج متقدمة جدا رغم الظروف والملابسات التي احاطت بالانتخابات المذكور ونتائجها ومحاولة الالتفاف على النتائج التي حققها الفتح ورغم ذلك بقى الفتح ومع انظمام دولة القانون معه ليشكل اكبر كتلة مطالبة بتشكيل الحكومة انذاك.

🔸ولكون الاعداء جرت الامور عليهم وامامهم بما لا تشتهي انفسهم وحدث ما لم يكن بالحسبان
فا بدل ان يدمر العراق خرج منتصرا وبدل ان يعالجوا قوى مجاهدة لا يروق لهم وجودها برزت قوى اخر اكثر تنظيم واكثر قوة ومنعه من القوى السابقة الا وهي قوة الحشد الشعبي التي عقدت الموقف على الاعداء والخصوم واصبحت شفرة الحلاقة التي وقفت في نصف البلعوم ،خصوصا بعد اقرار قانونها وجعلها قوة نظامية قانونية تابعة الى القوات المسلحة العراقية وهذا ما يزعج كثير من الاطراف الداخلية والخارجية والتي لا ترغب بوجود قوة مانعه وقوية تدافع عن العراق والعملية السياسية الجديدة في العراق .

🔹بعد ان تمكن الفتح من تقديم شخصية اقتصادية سياسية لها باع طويل في هذه المجالات ، لمنصب رئيس الحكومة وقد اختاروا دكتور عادل عبد المهدي الذي اظهرت خطواته دعمة ومساندته الحشد وخصوصا عندما اقدم على وضع مجموعه من ابناء الحشد ضمن حرس الشرف وذلك تعبيرا واعترافا ان الحشد جزء من القوات المسلحة التي هي واجهة العراق ورمز قوته ثارت ثائرة المعترضين وقد زاد في الطين بلل قيام رئيس الحكومة انذاك بخطوات اكثر جدية واستقلالية ومنها عدم الذهاب الى قاعدة الاسد لمقابلة الرئيس الامريكي هناك وأعتبر ذلك تقليل من قيمة الحكومة العراقية
وكذلك فتح المعبر الحدودي في القائم المغلق بامر. الامريكان وكذلك موقفة من الحصار الامريكي ضد الجمهورية الاسلامية واخر قشة كانت الاتفاقية مع الصين تلك الخطوات التي جعلت من الدكتور عادل عبد المهدي حاكم قد تجاوز الخطوط الحمراء ويجب ابعاده .
لا شك ان خروج العراق من حربة ضد داعش والتي تزامنت مع انخفاض اسعار النفط مما خلق ظروف اقتصادية صعبه جدا ناهيك عن الفشل السابق وحجم الفساد مما جعل العراق يعاني من ازمة مالية حاده اثرت كثير على الخدمات والتي هي بالاساس موروثة منذ عدت عقود سابقة مما جعلها سببا قويا لتحريك الشارع العراقي وخصوصا الشباب ضد حكومة تجاوزت الخطوط الحمراء ولكن كيف يمكن اسقاطها؟.

🔸ومن يمنع عملية اسقاط الحكومة ؟.
وهم يعلمون ان مجرد التظاهر في الشارع من قبل الشباب وبعض من كلفوا بهذه المهمة والتي تتخلص بخلط الاوراق ما بين مطالب حقه
ينادي بها اغلب ابناء الشعب ويتعاطف معها
وبين عمليات خلق الفوضى والقتل والدمار التي تذهب هيبة الدولة وتشوه صورة الحكومة امام المواطنين والتي جندت لهذا الغرض عشرات المواقع والقنوات والمدونين لا تكفي لاسقاط الحكومة والتي
بقت متماسكة وتتجاوب مع طلبات ابناء الشعب الحقة وعدتها واجبا يجب عليها تنفيذه قدر المستطاع وقد نحجت نسبيا في استيعاب الاوضاع رغم شراسة الموقف وتداخل الاوراق وحجم الضحايا الذين سقطوا من المتظاهرين والقوات الامنية ولكن الحكومة لازالت متماسكة وتؤدي دورها في تسير الامور .

وان سر في ذلك هو ان الذين جاءوا بالحكومة لازالوا لا يجهرون بموقفهم الحقيقي منها بعد تنصل الحكومة من تلبيت طلبات قسم منهم
ولن يعلنوا صراحه عن سحب ايدهم عنها لوجود من يساند الحكومة في قضية مسك الامور خوفا من الانفلات والفوضى والذهاب الى المجهول
ومن يقف خلف ذلك وبكل صراحه هم قادة النصر (الشهيد المهندس والشهيد سليماني)
وبالتالي قوى الحشد والتي حاول البعض اغراقها في وحل التصدي المباشر للمتظاهرين لتوريط الحشد اولا وسحب الاطراف لحافة الصدام والحرب الاهلية ثانيا . ولكن حكمة الشهيد المهندس وقيادات الحشد. ومن خلفهم الشهيد سليماني وقفت بوجه هذا المخطط لذلك اصبح المهندس وسليماني موانع حقيقة لسقوط الحكومة وذهاب الامور الى المجهول ومن هنا اصبح وجود المهندس والشهيد قاسم سليماني مشكلة في وجه المخطط الذي يرمي الى احراق العراق وخصوصا المناطق الوسطى والجنوبية ولاجل تحقيق ذلك ولدور الشهيد سليماني في ساحات اخرى مهمه هذا الدور الذي منع نجاح مخططات الاعداء. وخصوصا في سوريا ولبنان لذلك قررت الحكومة الامريكية متمثلة بالرئيس اترامب اتخاذ قرار تصفية هذين البطلين والسدين المانعين ضد مخطاطتهم .

بعداستشهاد الشهيدين بفترة وجيزه ازدات حدة الفوضى مما جعل البعض من المساندين للحكومة بسحب يده عنها بعد ان غاب من يمنعهم من ذلك وبذلك كشف ظهر الحكومة وبقت وحيدة واصبح الفتح محرجا بعد ان غاب مهندس وجوده وهنا بالضبط زادت حدة الضغوط في الشارع وفي الاعلام مما اجبر الحكومة على الاستقالة وبدء مارثون انتخاب البديل والذي اتضح جليا ان المخطط يدور برمته على وجود بديل خارج اطار قوى الانتصار او مؤيديهم وبعد ان تم انتخاب البديل تم التراجع عن كل الخطوات التي تجاوزت الخطوط الحمراء للحكومة السابقة بل بدى العد العكسي لتجاوز كل الخطوط الحمراء التي وضعها الشعب على الحكومات السابقة واليوم اصبح تجاوزها مجرد وقت والغريب بالامور اختفاء لافتات
المطالبه بالخدمات ووصل الامر الى المطالبة بالرواتب واليوم المطالبة بالبقاء على سعر صرف العملة وغدا سوف نطالب بالبقاء مجرد احياء.
والله المستعان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى