أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةلبنانمحور المقاومة

بين سقيفة بني بخاري وقطعان القوات: لبنان لن يكون متأسرِلاً ولا متسعوِداً!

مجلة تحليلات العصر الدولية - خليل إسماعيل رَّمال

ما حصل في لبنان الأسبوع الماضي بزَّ كل ما يمكن أن يحصل فيه بعد اليوم من عحائب وغرائب حتى بالمقياس اللبناني الفريد في مسخه من بين دول العالم قاطبةً.
فقد تقاطر وحوش السياسة والدين من المنبطحين والمستفيدين والجواري والحرائر، زرافاتٍ ووحداناً، إلى خيمة نصبها خارج سفارة مملكته، سفير السعودية البخاري نكاية بالجمهورية اللبنانية ورئيسها وشعبها بحجة إهانة وجهها وزير الخارجية المستقيل في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي، لمحلِّل سعودي نزق بلا أدب ولا أخلاق وصاحب نرجسية وعنجهية مقيتة، واصفاً إياه بالبدوي بعد أن أهان الأخير رئيسه وبلده. وقد إصطف هؤلاء اللاعقين المتملقين لزيارة كبيرهم الذي علمهم السحر لإعلان مبايعتهم في سقيفة بني بخاري كما أعلن آخرون من الفنَّانين والإعلاميين تأييدهم ودعمهم لمملكة نعمتهم، وأفاضوا في زحفهم المهين ووضاعتهم في الخيمة وفي البيانات في حين يتعرض الشعب العربي في فلسطين لمجازر أدَّت إلى استشهاد المئات من الأطفال والنساء والمدنيين العُزَّل فلم يَرُفْ لهم جفن ولم تستحق عندهم فلسطين زيارة رمزية لسفارتها كما استقطبت خيمة راعي الطويسة كل هذا الحشم المطواع، كما لاحظ المناضل الشريف نجاح واكيم!
حتى القوات اللبنانية (!) صاحبة التاريخ الحافل بالإجرام والعنصرية والشوڤينبة والتطهير العراقي والذبح على الهوية لأسباب مذهبية والتي سبقت الدواعش بعقود، انتقد رئيسها الجزار وصف المحلل السعودي بالبدوي وأعلن مساندته للسعودية بينما يذكر التاريخ أن القوات، عندما كانت داخل الرحم النجس لحزب الكتائب، بدأت حربها الأهلية بمصادرة وتدنيس نسخ من القرآن الشريف في منطقة الكحالة، أرسلتها السعودية آنذاك (من بين كل الدول). وكذلك يذكر الأرشيف خطابات مهينة للسفاح القاتل بشير الجميل وهو يصف العرب والسعوديين بأبشع النعوت العنصرية وأقذعها وكان ينوي مسح المخيمات الفلسطينية عن الأرض وتحويلها إلى حديقة حيوانات ثم أصبح رئيساً بتنصيب من العدو الإسرائيلي الغازي وبدعم من قليلي الوفاء والكرامة بني سعود.
هذه القوات المجرمة وجماعة الثاو ثاو السفاراتية التي سرقت ثورة الشعب اللبناني الحقيقية، قامت اليوم بالثأر لمن تربت في كنفه بعد هزيمته المُنكرَة في غزَّة العِزَّة وتحوير الرأي العام العالمي وحتى الأميركي ضد جرائم ومجازر إسرائيل، وقامت بالثأر من إخفاق جرائمها في صبرا وشاتيلا تحت العين الصهيونية الساهرة، ومن حقدها وتآمرها على سوريا الأبية، عندما هاجم قطعانها الذين يشبهون قطعان الصهاينة بكل شيء، الناخبين السوريين المتوجِّهِين لانتخاب رئيسهم السيد بشَّار الأسد الذي صمد بقوة شعبه وجيشه وحلفائه في محور المقاومة، على أكبر حملة كونية من الجراد المرتزقة الخوارج أكلة الأكباد والذبَّاحين الوهَّابيين والتي تعرضت لها بلاده الصامدة صموداً أسطورياً قل نظيره في التاريخ.
إن خيمة بخاري واعتداء القوات ما هي إلا قنابل دخانية لصرف الأنظار عن جرائم العدو، وكل من شارك فيها هو بلا شرف ولا كرامة لأن هولاء الشياطين الساكتين عن الحق لم تهزهم إهانة جريدة الشرق الأوسط المملوكة لبني سعود عندما وصفت لبنان بكذبة نيسان ولا احتجاز رئيس حكومتهم وربطه بالكرسي وضربه بالفلق لدرجة أنه في فرنسا شوهد وهو يعرج بعد إطلاق سراحه، ثم سبِّه وإهانة عرضه وشتمه واحتجاز عائلته كرهينة وإجباره على الإستقالة مما كاد يتسبب بفتنة مذهبية كبيرة ثم منعه من تأليف حكومة ثم مشاركة الأعداء في حصار وتجويع لبنان وانهياره المالي بحجة معاقبة المقاومة وآخرها منع استيراد المزروعات اللبنانية بحجة تهريب المخدرات في الرمان وبنو سعود هم المصدر الأول للكبتاغون في العالم، وقبل ذلك إطلاق دواب الدواعش المجرمين الذين خرجوا من رحم الوهابية الإبليسية الشيطانية الشريرة ليعيثوا فساداً وقتلاً وتدميراً وتشويهاً للدين الحنيف، والأنخراط في مشروع كوشنر-ترامب الجهنمي بالتطبيع مع العدو لا بل الإلتحام معه ضد إيران وطمس قضية فلسطين المقدسة. كل هذه المثالب السعودية لم يجرؤ جبناء الخيمة من سؤال بني سعود عنها وهم مشغولون بتقبيل أيدي قصير العمر ولم يتذكروا مجازر بني سعود ضد شعب اليمن العظيم الذي رغم بلائه وجوعه وعطشه والحصار الظالم المُحكَم عليه وقتل أطفاله قام بأكبر تظاهرة تأييداً للقدس وفلسطين ووضع سيده القائد كل إمكاناته أمام شعب فلسطين.
وإن نذكر، نتذكر الرقاص في اليونان نهاد المشنوق الذي رفض مؤامرة السعودية بتنصيب بهاء الحريري، زعيماً على السُنَّة أثناء احتجاز شقيقه سعدو، وصرح يومها أنه ليس قطيعاً وذلك قبل أن يتصالح معهم ويعلن ولادة حركة “الإستقلال” (!)الثالث ويصبح قطيعاً طيعاً في خيمة جوهر، خادم فارس ونجود.
بعض اللبنانيين، للأسف، هم من أحط المتملقين المستعدين أن يبيعوا كرامتهم وشرفهم وكل ما عندهم من أجل المال والأمثلة كثيرة على ذلك من جارية البلاط المعلوفة لراقصة الرينغ واللاأمين واللاجابر وقطيش أبو تنورة وأحقر إعلامي عرفه التاريخ وغيرهم من وحوش السياسة والإعلام، وخصوصاً المحسوبين على الطائفة الشيعية. والمفارقة أن هؤلاء يصبحون مقبولين لدى بني سعود حتى ولو ظلوا شيعة بالإسم، رغم تكفير بني سعود للشيعة ودفعهم ٣٠٠ مليار دولار لمحاربة معتقداتهم في دول المجازر الآسيوية.
ولم يشهد التاريخ مطلقاً أن استخدمت دولة جالية من المغتربين في أراضيها كورقة مساومة ومراهنة فتلوح بطردهم كلما راق لها ذلك بالرغم من ان هذه الجالية لها أفضال كثيرة على رقبة هؤلاء المبتَزِّين.
ففي أميركا، حجزت مواطنيها من أصل ياباني في مخيمات اعتقال خوفاً من مساعدة اليابان في الحرب حسب زعمها لكنها ما زالت تدفع ثمن ذلك حتى اليوم. هذا في بلاد الحضارة لا بلاد البجم وربما لهذا السبب كانت ضحكة بن سلمان رطلاً وهو يراقب ترامب الأرعن يهينه أمام عيون العالم ويصف بلده ووالده بالبقرة الحلوب التي حان وقت مصادرة حليبها لحساب البيت الأبيض، ولم يحتج بن سلمان عندما كان ترامب يصف لجمهوره كيف تجاهل والده ملك السعودية وحقَّره عندما اتصل به للإحتجاج الخجول على نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة. يومها لم يفتح البخاري أو بن سلمان ولا أي متملق جعاري بوقه وخيمته في واشنطن دي سي ولم يرسل بطلب بقرات سبع سمان لكي يتهكم على ولي نعمته!
بنو سعود يريدون الإمعان في إذلال لبنان واللبنانيين وهم يرون ذلك هيناً بسبب بعض الجبناء الأوغاد المنبطحين على بطونهم وظهورهم، ولكن نحن نراه مستحيلاً لأن لبنان الباقي الحر الذي ردَّتْ له المقاومة الأبية عِزَّتَه وشموخه وكرامته بعد أن مرَّغها بالتراب النظام القوادي الترانزيتي الخدماتي (على أنواعها) والذي تطبع بعض اللبنانيين بطبعه، لن تجعل هذا البلد يسقط في متاهة الحياد الزائف المزعوم وسيطرة المُنحَطِّين السفلة والفاسدين ويوم الغضب المؤجل لا بد آت ولن تبقَ هذه المهزلة المتكررة من قبل الخونة وبائعي الضمائر والشرف في سوق النخاسة السعودي والإسرائيلي والغربي، وعندها على رأس السطح سنتخلص من هذا الوباء البشري بعد الڤيروسي ولتأخذ المقاومة المؤتمنَة لبنان لوين ما بدها. على إيران منيح، عالصين أفضل، على روسيا أحسن وأحسن، شاء من شاء وأبى من أبَى وليذهب إلى الجحيم هذا التكاذب المشترك الذي لا ينفع مع حُثالة مُباعة. أي شيء أفضل من هذا اللبنان المتسعوِد والمتأسرِل علناً فقط حتى لا يُسمح للزعران وشذاذ الآفاق بربح المعركة ومصادرة الإنجازات سياسياً ودبلوماسياً وتحجيم الإنتصارات الباهرة التي نحتفل بأعظمها هذه الأيام وهو يوم التحرير الأكبر في ٢٥ أيار.
أي شيء أفضل من هذا اللبنان المتسعوِد والمتأسرِل علناً فقط حتى لا يُسمح للزعران وشذاذ الآفاق بربح المعركة ومصادرة الإنجازات سياسياً ودبلوماسياً وتحجيم الإنتصارات الباهرة التي نحتفل بأعظمها هذه الأيام وهو يوم التحرير الأكبر في ٢٥ أيار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى