أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةايرانمحور المقاومة

بين واشنطن وطهران شروط وشروط مضادة وتعويضات

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

🔰 عامٌ ثالث شارف على نهايتهِ لإنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتاريخ ٨ أيار ٢٠٢١.
والتي تُطفئ فيه واشنطن شمعتها الثالثة رسمياً بمناسبة عدم إحترامها لتوقيعها على أوراق الإتفاق النووي الذي أبرمته دُوَل ألخمسة + واحد بتاريخ ١٤ تموز ٢٠١٥، وإعادة فرض العقوبات على إيران مما دفعها للتراجع عن البروتوكول الإضافي على دفعات وإرتفاع منسوب التوتر بين البلدين الذي جَرَّ تهديدات أميركية للجمهورية الإسلامية وتهديدات مضادة إتسَمَت بلهجة حادَّة لَم يسبق لها مثيل خلال الأعوام العشرة الماضية.
**بعد فوز جو بايدن الذي إنتقَد بشدَّة سلفه ترامب لخروجه من الإتفاق،
لَم ينفذ ما وعَدَ بهِ وبدأت المماطله والمراوغة الأميركية تأخذ دورها فيما يخص العودة إلى إحترام التواقيع وطالبَ بايدن إيران بالإلتزام ببنود الإتفاق كاملاً كشرط لعودة الولايات المتحدة إليه.
بطبيعة الحال طهران رفضت وبشدة الشروط الأميركية كما رفضت فتح باب النقاش بمشروعها الصاروخي وطالبت واشنطن بالإلتزام الشامل ببنود الإتفاقية وإحترام توقيعها ورفع العقوبات بالكامل ودفع تعويضات عن كامل الفترة التي تَلَت إنسحاب واشنطن الأحادي منه والتي كلفت الخزينة الإيرانية مليارات الدولارات من دون أي مسوغ شرعي.
**أيضاً واشنطن رفضت الشروط الإيرانية وأصَرَّت على إلتزام إيران أولاً، الأمر الذي عَقَّدَ الأمور أكثَر وصَعَّبَ الحَل بينما فُرص نجاح الوساطات الدولية وخاصةً الفرنسية بدأت تضمَحِل مع موعد إقتراب الإنتخابات الرئاسية في إيران الذي سيمثِل هذا الملف المادة الرئيسية في برامج المتنافسين فيها والتي ترجح الأوساط السياسية الدولية فوز المحافظين، مما سيرفع سقف الشروط الإيرانية إلى مستويات لا قِبَلَ لواشنطن بها وخصوصاً أن حجم الخسائر الإيرانية جَرَّاء العقوبات يرتفع وعداد التعويضات يسجل يومياً أرقاماً خيالية لن تقبل بها واشنطن ولن تساوم عليها طهران فتصبح الفجوة كبيرة إلى درجة أنه يصعب ردمها ويزيد من التعقيدات السياسية والمخاطر الأمنية بين البلدين.

🔰 إيران ألتي كلفها توقيعها على الإتفاق النووي عشرات مليارات الدولارات من الخسائر قَبِلَت بها شرط أن تنتهي من مسلسل العقوبات وتتفرغ إلى البناء والإنماء لكي يتنفس شعبها الصعداء الذي يعاني من ويلات حرب جائرة فرضها المقبور صدام حسين لثماني سنوات مشمولة بحصار خانق لا زال مستمراً منذ إثنين وأربعين عام،
**نفذت طهران ما توجَب عليها من بنود الإتفاق وفكَّكَت قلب مفاعل فوردو للماء الثقيل، وفككت الاف أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتطور، وصَبَّت الخراسانة في المفاعلات من الداخل لضمان عدم تركيب أي أجهزَة طرد مركزية جديدة، ونقلت بموجب الإتفاق ٢٠ طُن من الكعكة الصفراء المخصب بنسبة ٢٠٪ إلى موسكو فكانت التكلفة باهظة وتجاوزت الأربعين مليار دولار، ناهيك عن خسارة الإقتصاد الإيراني ما يزيد عن مئتين وخمسين مليار دولا خلال السنوات الثلاث الماضية،
حيث أتىَ ترامب ليمسح حبر توقيعهم عن ورق الإتفاق ويعيد العقوبات إلى سابق عهدها وبصورة أكبر مما كانت عليه! وتخسر طهران كل ذلك المال من خزينة الدولة بلا مبرر سِوا أن الطرف الذي طلب المفاوضات ووقعَ الإتفاق هو فريق منافق وغدار وناقض للعهود والمواثيق الدولية على نفس مبدأ الصهاينة،

🔰 إذاً الأمور معقدة جداً والفجوة كبيرة بينهما وإيران لن تتنازل عن التعويضات التي تطالب بها، وأميركا لَن تدفع؟ والحل أصبح بعيد في ظل التصميم والعناد الفارسي والمراوغة والكذب الأميركي مما يجعلنا نضع نصب أعيننا عدة سيناريوهات أفضلها شيطاني، وخصوصاً أن الإتفاق الإيراني الصيني نزَل كالصاعقة على رؤوس المسؤولين الأميركيين اللذين بدأوا يفكرون بمقايضة طهران التي لا تجيد لحس الحبر ولا تتراجع بإتصال هاتفي، وجو بايدن يترنح بين العودة واللااااااا عودة والأخيرة ستفوز، لدرجة أننا أصبحنا على أعتاب إنفجار كبير في المنطقة، وفي حال فكرَت واشنطن المقايضة فمهما كان نوعها طهران سترفض على مبدأ أن إنتصارات اليمن تُصرَف في اليمن وسوريا في سوريا ولبنان في لبنان، والحل الوحيد يكمن في عودة اميركية الى الإتفاق بلا شروط مرفقَة بدفع تعويضات تناسب الخسائر،

** على مقولة هاكوبيان الارمني الذي فقد جلال الحمار واتهم العصفور بسرقته فإحتجَز له صغاره وقال له :
(زيك ميك ما بعرف إنتَ بجيب جلال بياخد جلبوط)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى