أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

تاريخ الموساد في اليمن

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد راوح الشيباني

بعد الفضيحة التي تناقلتها كثير من الوسائل الإعلامية المقروءة منها بالذات عن الرجل اليهودي الذي يصلي بالمسلمين في الجزائر وانكشاف أمره وحقيقة
المهمة والدور المكلف للقيام به في هذا البلد العربي العزيز وما يحدث فيه من جرائم قتل مبتكرة ومفرطة في اجراميتها لدرجة أن (إبليس) يتبرأ منها ويترفع عن ارتكابها خصوصا عندما تذبح قرية بأكملها رجالا ونساء، شيوخا وأطفالاً بدم بارد ثم تلصق التهمة بالجماعات الإسلامية بكل غباء وسخافة دون أن يكلف أحد منا نفسه بالسؤال أن من يقوم بمثل هذه الأعمال الغاية في بشاعتها لا يمكن له أن يكون مسلما أو لديه مجرد فكرة أولية حتى عن الإسلام وسماحته ..
واختراق إسرائيل للدول العربية ليس جديدا وبصماتها واضحة في الجرائم التي تقوم بها في العالم العربي وتلصقها بالجماعات الإسلامية وليس آخرها مذبحة ” الأقصر ” في مصر في العام 96م إذا لم تخن الذاكرة والتي نفذت بتقنية عالية جدا في ذبح السواح السويديين واليابانيين لتشويه صورة الإسلام في تلك البلدان المتعاطفة مع القضايا العربية من ناحية ومن ناحية أخرى لضرب سوق السياحة معها من الناحية الأخرى ، وقبل ذلك لا زالت الذاكرة اليمنية في حالة جيدة تتذكر الجاسوس الإسرائيلي الشهير العقيد (باروخ مرزاحي ) الذي تم القبض عليه في مدينة الحديدة وهو يرسم ميناء الحديدة بكل تفاصيلها من على ظهر قارب صغير استأجره من احد الصيادين الفقراء وتم القبض عليه من قبل أحد جنود البحرية يدعى “محمد عباس ” يرحمه الله ، بينما كان هذا الجاسوس يعيش في الحديدة باسم “احمد الصباغ” كمواطن مغربي شارك في محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها الجنرال ” محمد أوفقير” في المغرب وانتهت بقتله هو وكثير من الضباط المشاركين معه فاستغلت إسرائيل الحادثة لترسل واحدا من اخطر وأدهى جواسيسها إلى اليمن بجواز مغربي مزور ،
وحسب ما جاء في كتاب “الانفجار” لعميد الصحفيين العرب والذاكرة السياسية العربية الأكثر نقاء وصفاء الأستاذ القدير / محمد حسنين هيكل أطال الله في عمره .. ذكر انه في العام 1963 م وبينما الحرب تدور رحاها بين الثورة الوليدة في اليمن وبين القبائل التي انضمت إلى صفوف الملكيين استغلت إسرائيل الفرصة وقامت عبر القاعدة الجوية الفرنسية في جيبوتي بإنزال جوي وإبرار بحري في بعض المناطق اليمنية لعدد من شباب اليهود اليمنيين الذين سافروا مع أهليهم في العام 48م عند قيام إسرائيل وتم استيعابهم في المجتمع الإسرائيلي ، حيث تم تدريبهم جيدا وتهيئتهم للدور المطلوب منهم القيام به في اليمن بقية حياتهم وتقدر المصادر أن عددهم في تلك الفترة كان يتراوح ما بين 350 – 400 فرد ..
وقد طلبت منهم القيادة الإسرائيلية العيش في اليمن بأسماء يمنية عربية وان يعيشوا حياتهم العادية في هذه الفترة حتى يذوبوا تماما في أوساط المجتمع اليمني وقد تم توزيعهم على كافة مناطق اليمن وتحديدا ما كان يعرف يومها بالشمال ، وكانوا يتراسلون مع إسرائيل عبر عناوين في عدة مدن أوربية تابعة للموساد في أوربا، وكانت إسرائيل ترسل لهم الأموال عبر بعض السفارات الغربية والمنظمات الغربية التي تعمل في اليمن بأسماء وأغطية متعددة للتمويه وتحديدا تلك المنظمات الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها ، وهؤلاء الأفراد كما ذكرنا مهمتهم العيش في اليمن يدرسون ويذوبون في المدن اليمنية ويستخرجون كافة الوثائق الرسمية ويتم إبتعاثهم إلى الخارج بعد الثانوية من قبل الحكومة اليمنية كيمنيين ويلتحقون بالجيش والشرطة و الطيران والبحرية وفي الجهاز الإداري المدني و كافة المجالات الحياتية الأخرى ثم تتولى إسرائيل رعايتهم سواء في اليمن عبر من ذكرناهم أو في البلدان التي يدرسون فيها وحمايتهم من أي أخطار ثم العودة إلى الوطن لتسلم الوظائف والتدرج فيها والوصول إلى أعلى الجهاز الإداري في الدولة بالمال والرشاوي والوساطات لتقلد المناصب القيادية بعد ذلك وتبتدئ مرحلة تنفيذ ما يطلب منهم ولا احد يشك في تصرفاتهم كونهم ( مواطنين يمنيين خالص ) وهم ينخرون البلد بكل ما لم يكن يخطر على بال من ضرب التعليم والأخلاق والقيم ونشر الرذائل والمتاجرة بالمحرمات والاغتيالات والخطف وعرقلة عملية البناء والتطور وضرب التنمية في كل صورها ومجالاتها و(تطفيش) الكفاءات وإفشال المشاريع وهدر الثروات ومحاربة الناجحين وإدخال المخدرات والمبيدات القاتلة للإنسان والأرض ووضع الرجل غير المناسب في وظائف قيادية كبرى وضرب الصحة والقضاء وجعل كل ما كان من العيوب والفضايح أمراً اعتيادياً ونشر الدعارة على أوسع نطاق وإفقار البلد وإشغالها بما ليس ينفعها وتبديد النفقات والصرفيات ونهب الثروات وتهريبها إلى الخارج وضرب العملة الوطنية والاقتصاد الوطني ومقوماته وإنهاك المجتمع في قضايا وأمور لا تخدم البلد في أي شيء واغتيال الكفاءات العلمية المتخصصة أو إغرائها بترك الوطن والسفر إلى الخارج والعيش فيه وتشويه سمعة أي شريف في أي مرفق والدفع بالفاشلين والبلداء والأميين إلى المراكز القيادية العليا لإدارة البلد إلى المجهول ومحاربة الناجح منهم وإدخال البلد في فتن وأزمات مفتعلة ليس لها آخر ، باختصار تدمير الأوطان كما حدث في الجزائر والصومال والعراق والسودان وغيرها !!!! نحن في اليمن نعاني من هؤلاء ومن أفعالهم الواضحة في كافة شئون حياتنا اليومية والمستقبلية لكننا لا نعرفهم بالاسم رغم أن أفعالهم تدل عليهم ، تخيلوا مثلا انه بحت أصواتنا ونفد حبر أقلامنا ونحن نطالب الجهات المختصة العمل بمجرد التوقيت الشتوي والصيفي أسوة ببقية خلق الله ،
حيث تتجمد الدماء في أوردة الطلبة في الشتاء وهم يذهبون إلى المدارس صباحا في عز الخريف والشتاء وفي مناطق قارسة البرد مثل صنعاء وصعدة وذمار وإب وتعز وحجة والمحويت والضالع وصعدة ومأرب والجوف وشبوة وسيئون وغيرها ، تخيلوا ولماذا تتخيلوا أصلا ونحن نعيشها مع كل عام دراسي تلتهب حناجر وصدور أطفالنا ويمرضون من شدة ما يعانونه ابتداء من قومتهم في الصباح الباكر إلى ذهابهم إلى المدرسة إلى جلوسهم في فصول باردة وجميع نوافذها مكسرة ، ومثلهم الموظفون الذين لا يقلون معاناة بجانب أطفالهم ومع كل ذلك لم نستطع إقناع هذه الجهات بمجرد التحول إلى العمل بنظام التوقيت الفصلي حيث يتم تأخير ساعاتنا اليدوية بمقدار ساعة واحدة في الشتاء ثم تعود إلى حالها الأول في الصيف ورغم كل هذه الحيثيات لم نفلح لا باسم الرحمة بالأطفال ولا احتراما للمنطق .. ثم نفاجأ باعتماد يوم الخميس إجازة كاملة دون مبرر منطقي مقبول ومعقول ..واليوم نفاجأ أن هناك من يطرح فكرة السبت أجازة بدلا عن الخميس !!! والغريب أن الحكومة قد أحالت الاقتراح إلى لجنة مختصة تمهيدا لاعتماده !!! وفي اعتقادي الجازم أن مثل هذا الموضوع لو نجحوا بتمريره فان ذلك يعني شيئا واحدا فقط هو أن عدد أولئك الذين تم إدخالهم إلى اليمن عام 63م سواء بالمظلات أو إبرارهم بالقوارب البحرية عبر المندب وذباب والمخاء والخوخة وغيرها قد أصبح عددهم اليوم يفوق الأربعين ألف ويزيدون وهم بحاجة إلى ممارسة شعائرهم الدينية يوم السبت براحة تامة وبأسم المصلحة العامة ..
أما مبررات أننا نتعامل مع دول أجنبية وبنوك خارجية فهذه سخافة قبيحة لا يشبهها سوى قباحة الفعل نفسه ، حيث ونحن نتعامل مع البنوك الخارجية والدول الخارجية منذ عشرات السنين دون أي مشاكل بيننا ونحن نعرف أن عطلتهم السبت والأحد وهم يعرفون عطلتنا الخميس والجمعة وليس بيننا ” إثنيات عرقية ” أو دينية كما هو الحال مثلا في مصر ولبنان وسوريا والأردن والعراق ، نحن والسعودية ودول الخليج لا نختلف عن بعض كثيراً مع بعض الخصوصية لإمارة دبي كسوق عالمي له حرية الاختيار في تحديد الإجازة وربما معه دولة البحرين المنفتحة على الآخر دون قيود ، عدا ذلك فهي مناسبة دينية يهودية محضة ولا تخدم سوى اليهود والمتيهودين من العرب فعلى هذا الشعب المسلم أن لا ينخدع بمثل هذه الأطروحات البالغة السخافة والاستخفاف والخطورة بنفس الوقت وعليها التنبه إلى من يحكمنا حقيقة ومن يعبث بأمننا واقتصادنا و حاضرنا ومستقبلنا وحتى أخلاقنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا
المصدر: صحيفة الوسط اليمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى