أحدث الأخبارالبحرينالخليج الفارسية

تجمّع القوى السياسيّة المعارضة في البحرين يُقدّم ورقة سياسيّة بمناسبة الذكرى السنويّة العاشرة لانطلاقة ثورة 14 فبراير تحت عنوان: رصّ الصفوف والثبات حتى النصر..

مجلة تحليلات العصر الدولية - الشيخ عبدالله الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[سورة التوبة، الآية 105]

* الترحيب والتحيّة..
الأحبّة الحضور في هذا المهرجان ممن تجشموا عناء التواجد معنا، الأحبّة المتابعون عبر البثّ المباشر، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

في البدء..
نرسل التهنئة والتقدير لأبناء شعبنا المجاهدين الغيارى، وأبطال الميادين، وفرسان الساحات، لصمودهم الأسطوريّ وصبرهم واستمرارهم في الثبات على مطالبهم العادلة المشروعة، فتحيّة إكبار وإجلال لأبناء شعبنا الثائر؛ نساءً ورجالًا وشيبًا وشبانًا وبنينَ وبنات، والمجد والرحمة للشهداء الأبرار، والفرج العاجل والخلاص للأسرى المظلومين الأحرار، والعودة الكريمة الظافرة للوطن لكلّ المنفيّين والمهجّرين والمبعدين ولكلّ بحرانيّ أصيل أجبره ظلم آل خليفة وقسوتهم على مغادرة البلاد.

وتحيّة من القلب لكلّ من وقف مع ثورة شعبنا الظافرة؛ ثورة 14 فبراير المجيدة، وتضامن معها ودعمها، ولكلّ الذين وقفوا مع قضيّتنا العادلة، وساندوا المطالب المشروعة التي رفعها شعبنا لتكون بحريننا بحرين العقيدة والعزّة والكرامة والديمقراطيّة وواحة الأمن والأمان، ومن أجل بناء الوطن على أسس سليمة بأيدي أبنائه المؤمنين الأخيار بكلّ طوائفه ومكوّناته ومواطنيه.

* معركة الثبات حتى النصر..
هي معركة إقامة الشرعيّة الشعبيّة المتمثّلة في: أنّ «الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات جميعًا» ضدّ مغتصبي السلطة ومزوّريها، شرعيّة ثابتة راسخة تحمي هويّتنا العربيّة والإسلاميّة، وقيم المواطنة الحقّة المتساوية، وتدافع عن الحقّ والعدل والمساواة، وترسّخ مبادئ الحريّة والعزّة والكرامة الإنسانيّة.

عقدٌ من الثورة عاشه شعب البحرين مجاهدًا ضدّ الاستعمار وعملائه، رافضًا الاحتلال السعوديّ ـ الإماراتيّ الذي دنّس أرض البحرين الطاهرة في 14 مارس 2011 ليرتكب أبشع الجرائم بحقّ شعبنا الذي لم يتنازل ولن يتزلزل، من أجل الله وفي سبيله، ولتحقيق العدل والمساواة وإنهاء الاستعمار والإحتلال والعنصريّة والديكتاتوريّة والاستبداد.

عقدٌ من الثبات على مطالبه العادلة المشروعة، لم يثنه القمع والترهيب والسجن والتعذيب والأساليب الحاطة بالكرامة الإنسانيّة التي يتعمّد آل خليفة استخدامها ضد الشرفاء الأحرار من أبناء شعبنا.

عقدٌ من الكرامة الإنسانيّة المهدورة في ظلّ حكم قبليّ شموليّ، كلّ همّه أن يحافظ على كرسيه باستخدام البطش والإذلال والقهر وقتل كرامة الإنسان التي فطر الله الناس عليها وكرّمهم على كثير ممّا خلق.

عقدٌ من الصمود الأسطوريّ الذي سطّره أبناء شعبنا وهم يواجهون آلات التعذيب والقمع البربري والقهر الهمجي والتضييق في العيش الكريم، وتحمّلوا أنواع الذلّ، والتمييز العنصريّ البغيض، والاتهام الرخيص بعدم الإخلاص والوطنيّة.
عقدٌ من الإصرار على تحقيق الديمقراطيّة العادلة والحقّ والمساواة وتحصيل الحقوق الوطنيّة كاملة غَير منقوصة، والوصول إلى السيادة الشعبيّة بعيدًا عن التبعية والأحلاف المعادية لتطلّعات أمّتنا العربيّة والإسلاميّة.

* موقفنا السياسيّ المشترك..
يطيب لنا كقوى سياسيّة معارضة في الذكرى السنويّة العاشرة لانطلاق ثورة ١٤ فبراير المجيدة أن نؤكّد تأييدنا لما تضمّنه الخطاب المركزيّ لسماحة الشيخ المجاهد آية الله عيسى أحمد قاسم ليلة الرابع عشر من فبراير من رؤية ثاقبة وقيم ومبادئ أساسيّة لا غنى لقوى المعارضة عنها، كما نجدّد العزم على توسيع رقعة العمل السياسيّ والحقوقيّ والميدانيّ في المرحلة المقبلة، متّخذين من مبدأ التعاون وتكامل الأدوار وتطوير آليّات التنسيق ركيزةً نحو تحقيق المزيد من التقدّم بما يعزّز من حضور قضيّة شعبنا في جميع المحافل الإقليميّة والدوليّة ويعجل النصر.

ونؤكّد أنّ إقامة الشرعيّة الشعبيّة الوطنيّة تتطلّب تحقيق الآتي..
أولاً: إقامة نظام ديمقراطيّ عادل حرّ وسيّد ومستقلّ يقوم على أساس التداول السلميّ للسلطة، والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وتكافؤ الفرص، عبر شراكة شعبيّة حقيقية تتمثّل في انتخاب مجلس تأسيسيّ مهمّته صياغة دستور جديد يلبّي طموحات شعب البحرين وتطلّعاته ويحفظ حقوق مواطنيه، تنبثق شرعيّته من استفتاء شعبيّ عام.

ثانيًا: إقامة مجلس تشريعيّ كامل الصلاحيّات يتولّى مهمّة التشريع والمراقبة وفق الشريعة الإسلاميّة والتقاليد والأعراف والعادات السائدة في المجتمع البحرانيّ، تصون كرامة المواطن وتحمي حدوده وثرواته وموارده ومقدراته.

ثالثًا: إقامة حكومة منتخبة منبثقة عن الإرادة الشعبيّة وخاضعة للسلطة التشريعيّة في الرقابة والمحاسبة.

رابعًا: إقامة سلطة قضائيّة مستقلّة هدفها تحقيق العدالة وصيانة الحقوق والحريّات للمواطنين وحمايتها، وتطبيق العدالة على الجميع.

إنّنا ننظر – كقوى سياسيّة معارضة ـ إلى البحرين على أنّها جزء أساسيّ من العائلة الخليجيّة العربيّة ومحيطها الإسلاميّ العام، والمحيط الدوليّ الداعي إلى السلام والأخوّة الإنسانيّة المحترمة، وتربطها بالمنطقة روابط اجتماعيّة وأسريّة وثقافيّة، وعادات وتقاليد، وحسن جوار، وإيثار بالنفس للإخوة، في منطقة موغلة في القدم لا يستغني بعضها عن بعضها الآخر، وهنا نُؤكد مجدّدًا أنّ التدخّل العسكريّ السعوديّ – الإماراتيّ الذي حصل في العام 2011 مخالف للقوانين والشرعة الدوليّة، ومخالف كذلك لقوانين مجلس التعاون التي تنصّ على أنّ قوّات درع الجزيرة مهمّتها مواجهة الغزو والعدوان الخارجيّ، وليس مواجهة الشعوب وقمعها واستباحة حرماتها.

* موقفنا من القضايا الإقليميّة..
حول فلسطين المحتلة: نشدّد على مركزيّة القضيّة الفلسطينيّة ومحوريّتها، كما نشدّد على رفضنا القاطع والحاسم لكافّة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونيّ الغاصب للأراضي الإسلاميّة والعربيّة، ونُعلن براءتنا وبراءة شعبنا من كافّة الخطوات التطبيعيّة التي أقدم ـ ويقدم ـ عليها النظام الخليفيّ الفاقد للشرعيّة، ونؤكّد مقاطعتنا كافّة الشركات والمؤسّسات التي تسقط في وحل التطبيع مع الكيان الصهيونيّ.

حول اليمن الشقيق: نؤكّد في القوى السياسيّة المعارضة أهميّة وقف الحرب العبثيّة على شعب اليمن الشقيق، والكفّ عن ارتكاب المزيد من الجرائم الفضيعة بحقّ الأطفال والنساء وكبار السنّ، وإتاحة الفرصة للشعب اليمنيّ العزيز الكريم ليقرّر مصيره بنفسه بمعزل عن التدخّلات الخارجيّة.

* الخاتمة..
إنّ شعب البحرين مصمّمٌ على إقامة الحريّات السياسيّة والعدالة وضمانها، ووضع حداً للاستبداد والديكتاتوريّة والحكم القبليّ والاستئثار بالدولة، وإنهاء عقود طويلة من الهيمنة والسيطرة الظالمة من قبل فئة خاصّة على موارد المجتمع ومقدراته.

والمجتمع الدولي – وبالرغم ممّا يظهره من مساندة ودعم لنظام آل خليفة – فإنّه مجبر على الرضوخ لإرادة شعب البحرين الراغب في إنهاء الاستبداد والديكتاتوريّة الجاثمة على صدره لعقود طويلة.

لذا فإنّ شعب البحرين ماضٍ ومستمرّ بثبات وعزيمة وإرادة راسخة في نضاله الوطنيّ من أجل إقامة النظام الديمقراطيّ العادل، ولا توجد قوّة في الكون تستطيع أن تمنعه من تحقيق تطلّعاته العادلة، والانتصار في ثورته حتى تحقيق أهدافه كاملة غير منقوصة.

هنيئًا لكم يا أبناء شعب البحرين، فهذا هو الثبات المؤدّي للنصر بإذن الله تعالى، إنه #عقدُالثبات، وهو #ثباتٌحتىالنصر الذي يعقبه بإذن الله تعالى #عقدُالحصاد والنصر وما ذلك على الله بعزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الشيخ عبدالله الصالح نائب أمين عام جمعية العمل الاسلامي “أمل”، عن تجمّع القوى السياسيّة المعارضة في البحرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى