أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

تحالف الصدر ، الحلبوسي والبرزاني في مهب الريح .. !

مجلة تحليلات العصر الدولية - علي الموسوي

صدور قرار المحكمة الاتحادية بالزام حكومة الاقليم تسليم كامل انتاجها النفطي في داخل الاقليم وخارجه الى بغداد هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وبداية التصدع الحقيقي في التحالف الثلاثي … هذا القرار القضائي لم يكن في حسابات السياسيين وجاء توقيت صدوره في ظرف عصيب ومهم للغاية ، وقلب الطاولة على الجميع !! ونظريا أفشل النظام التوافقي الذي فرضه بريمر على العراقيين على حساب الاغلبية الشيعية !! ….

قد لا يدرك البعض أهمية قرار المحكمة الاتحادية الاخير ولكنه يبقى هذا قرار استراتيجي ومن الممكن أن يغير قواعد اللعبة السياسية فيما لو احسنت الكتل الشيعية التصرف واتخذت قرارها باستقلالية كاملة بعيدا عن الضغوطات والاملاءات الخارجية والداخلية ..

بصراحة شديدة هذا القرار ( اجه ماي بارد على الگلب ) حيث سيكون له تأثير سلبي على الكثير من المخططات الامريكية وما رافق ذلك من تزوير في الانتخابات و الاحتجاجات والتظاهرات المدفوعة الثمن لتشكيل حكومة عراقية بإرادة امريكية وخليجية من خلال اقصاء المكون الاكبر والقضاء على الحشد الشعبي وتحجيم الدور الإيراني في العراق والمنطقة تحت شعار اللاشرقية ولا غربية !!

لقد حاولت الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة تقديم كل الامكانات والتسهيلات لاقامة التحالف الذي ضم الصدر والحلبوسي وبرزاني !
واليوم قد ينتهي هذا التحالف ويذهب ادراج الرياح، وما كل ما يتمنى المرء يدركه .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !

اخيرا ان الكرة باتت في ملعب الاطار التنسيقي فيما لو احسنوا التصرف وفرضوا انفسهم ككتلة قوية تستطيع الدفاع عن برامجها وتطلعات الناخبين ..
لذا .. يجب على الاطار التنسيقي ان يعيد جميع حساباته وتحالفاته واخطائه ونقاط ضعفه منذ عام 2003 الى يومنا هذا، فلم تعد أربيل قبلة السياسيين ولم يعد مسعود برزاني بيضة القبان ولا يمكن الوثوق به ولا التحالف معه ، فالرجل يعمل وفق مصالحه الحزبية والقومية والاسرائيلية ولا يعترف اصلا بالعراق الموحد ولا حتى استقراره !
وهو مستعد للتحالف مع الشيطان واسرائيل لاسقاط بغداد كما فعلها من قبل مع صدام ضد ابناء جلدته ! المهم من يدفع أكثر فهو صديقي !! يعني لا قيمة للعلاقات التاريخية والنضالية بين الكتل الشيعية والكردية التي قاتلت النظام الصدامي جنبا الى جنب ..

وبالعودة للتيار و مقتدى الصدر فهم الان في ورطة حقيقية وفي موقف لا يحسد عليه .. بعد ان وضعوا كل ما لديهم من البيض في سلة البرزاني والحلبوسي!
فإما التوافق والقبول بجميع الاملاءات البرزانية والحلبوسية ومنها فرض مرشح البارتي لرئيس الجمهورية وتجاهل قرار المحكمة الاتحادية الذي ألزم الاقليم تسليم الإنتاج النفطي الى بغداد وبالتالي الانخراط عمليا في المشروع الامريكي والتهيؤ لمواجهة الشعب الرافض لهذا التآمر ، واما انهيار التحالف والذهاب الى المعارضة او العودة الى الشارع والتظاهرات للخروج بالمظهر الوطني !

اخيرا علينا ان نعي ان حقيقة الصراع القائم اليوم بين الكتل الشيعية والسيد مقتدى لا يقتصر على الجانب السياسي فقط بل يتعدى ذلك الى الجانب المذهبي لرغبة الاخير بالسيطرة على مقاليد الحوزة وتحجيم المراجع الدينية والتحضير للاعلان عن مذهب الفرقة المقتدائية المدعومة من امريكا ودول خليجية معينة ! بصراحة .. هم أقرب إلى فكرة تنظيم داع/ ش الارهابي !!

واما حقيقة علاقة الاقليم بالمركز هو صراع وجودي بالنسبة للكرد .. وهذا الصراع يحتاج الى مزيد من الوقت والمقومات للوصول الى اعلان الانفصال وإقامة الدولة الكردية وأهم هذه المقومات الوصول الى الاكتفاء الذاتي من خلال حصة الاقليم من الموازنة وعائدات النفط والمنافذ الحدودية والجمارك والسيطرة على كركوك قدس الاقداس كما يحلو لبعض ساسة الكرد تسميتها والتي ستبقى عصية على الاقليم بسبب المخاوف من اجتياح تركي قد يحرق الأخضر واليابس ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى