أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

تحرير المعتقلين ذاتيا ..الرسائل والدروس

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

حتى وإن إدلهمّ ليل الفلسطينيين الطويل،بسبب الخيانات العربية السابقة والحالية،فإن المقاومة تضيء هذا الليل وتبعث الأمل في نفوس الحائرين الذين ربما فقد غالبيتهم الأمل بأي إشراقة تبزغ هنا وهناك،إنطلاقا من القناعة التامة بأن نشوء مستدمرة الخزر الصهيونية التلمودية الإرهابية ،كان بتوقيع مزوّر قام به يهودي تقمص الهوية العربية،وفرّط في فلسطين مقابل تمكين بريطانيا له من حكم الجزيرة العربية.
الإشراقة التي نتحدث عنها هنا هي إقدام ستة معتقلين فلسطينيين في معتقل جلبوع الصهيوني ،الذي يعد الأكثر تحصينا ضمن المعتقلات الإرهابية الصهيونية،فجر اليوم الإثنين،وإختفائهم بطريقة أثارت حنق العدو الصهيوني المدجج بالإرهاب والمسكون بالأمن،وها هو يتخبط كمن به مسّ ،لأن بطولة هؤلاء المعتقلين أحرجته محليا وإقليميا وعالميا،وهزّت من صورته المهزوزة أصلا هنا وهناك.
لست في معرض الحديث عن هذه البطولة لأن وسائل الإعلام أشبعتها نقلا وإستخداما لتعابير لا تليق بمثل هذا المجد،فهم لم يفرّوا من المعتقل أو يهربوا منه كما تقول وكالات الأنباء العالمية المنضوية تحت لواء الماكينة الإعلامية الصهيونية،ويتلقفها “الإعلام العربي”،الذي هو في حقيقته “محقانا” يتقبل أي سائل يصبّ فيه ويخرجه كما هو ،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على إنعدام المهنية وشيوع الجهل والجبن في الإعلام العربي،وأجدر ان نقول أن هؤلاء المعتقلين الأبطال نجحوا في تحرير أنفسهم ذاتيا ،بعد إنعدام الأمل في سلطة أوسلو الخائنة وحركة حماس المتربصة بأخذ مكانة سلطة اوسلو عند مستدمرة الخزر.
قضيتان سأركز عليهما هنا وهما :أن تحرير المعتقلين يجب ألا يكون من خلال المفاوضات التي تتذرع بها حماس للجلوس مع الصهاينة ،وإستغلالهم مسندا تتكيء عليه حماس لتحقيق مآربها،دون علم منها أن غالبية المعتقلين المحررين بالمفاوضات تم إعادة إعتقالهم من قبل الصهاينة،ولذلك لا داعي لمباحثات تبادل الأسرى بدون شروط تقضي بعد إعادة إعتقالهم،ومن يرغب بتحرير المعتقلين عليه إعتماد الوسائل الشريفة لذلك،مع أن هؤلاء المعتقلين الستة قد أنقذوا ماء وجوه الآخرين ،بقيامهم بتحرير أنفسهم من خلال حفر نفق في “المرحاض”.
القضية الثانية التي سأتحدث عنها وهي تركيز الإعلام الصهيوني وتصريحات مسؤوليه العسكريين والأمنيين ،على أن هؤلاء المعتقلين المحررين ذاتيا ،لجأوا إلى الأردن ،وهذه رسالة صهيونية قذرة لإرباك القيادة الأردنية التي إستقبلت مؤخرا وبالسر رئيس مستدمرة الخزر الذي فضح الطابق لاحقا ،وكشف كل مادار إبان اللقاء”السري” ،لإحراج الأردن الرسمي وإحباط الشعب الأردني الذي إنتفضت عشائره لنصرة الشعب الفلسطيني، إبان معركة سيف القدس التي انهتها حركة حماس لصالح مستدمرة الخزر،وهذا يعني أن هؤلاء الخزر لا ميثاق لهم ولا يرعوون ويجب عدم الإتصال بهم سلميا لأنهم لا يفهمون غير لغة القوة والردع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى