أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

تحليل المشهد الانتخابي بعد بدء عملية الترشيح

مجلة تحليلات العصر الدولية - ياسين عز الدين

1- حركة (ح) وضعها قوي في قطاع غزة حيث لها إمكانيات عالية للتنظيم والحشد، ورغم وجود انتقادات بخصوص الحصار والوضع الحياتي فلا اعتقد أنها سيؤثر كثيرًا خصوصًا في ظل غياب الخصم القادر على اقناع الناخب؛ فعند تخيير الناس بين من حاصر غزة ومن حاول فك الحصار سيختارون الثاني حتى لو لم ينجح بفك الحصار.

أما وضعها في الضفة الغربية فهو الأصعب والأكثر تعقيدًا، فمن ناحية فغياب الحركة عن الميدان فترة طويلة أضعف حضورها الشعبي ومن ناحية أخرى فإن طرحها السياسي ونجاحها في ميدان المقاومة وسخط الناس من السلطة وخصوصًا فشلها في مواجهة كورونا كلها أمور تعوض حركة (ح)، ويبقى الأمر المفصلي قدرتها على ترشيح شخصيات من الضفة وتشكيل ماكنة انتخابية في حدها الأدنى، والمؤشرات جيدة حتى الآن رغم صعوبة الوضع.

2) حركة فتح – جناح محمود عباس: ستستفيد من احتكارها لمؤسسات السلطة والعمل الميداني في الضفة، إلا أن تخبطها وأخطاءها الكثيرة وافتقارها لأي مشروع مقاوم والوضع الاقتصادي السيء سيفقدها الكثير.

سيكون أداؤها في قطاع غزة ضعيفًا للغاية بسبب قوة التيار الدحلاني، ودور السلطة في حصار القطاع الذي لن ينساه المواطن العادي، أما في الضفة فسيكون أداؤها أفضل حالًا ويبدو أن هنالك من يراهن على تخويف الناس وابتزازهم لانتخاب الحركة.

3) حركة فتح – جناح دحلان: اتوقع أن تحصد نصف أصوات الفتحاويين في قطاع غزة، وجزء أقل بكثير من أصواتهم في الضفة الغربية حيث لها وجود قوي في مخيمات الضفة.

السمعة السيئة لدحلان ستحد من فرص نجاح القائمة إلا أن السخط من محمود عباس سيساعدها على استقطاب الأصوات من حركة فتح، وأتوقع أن تأخذ المرتبة الثالثة في التشريعي.

4) اليسار: دخوله مشرذمًا للانتخابات بالإضافة لفشله بتقديم بديل ناجح عن فتح و(ح) طوال سنوات الانقسام وخطابه الاجتماعي العلماني كلها نقاط ضعف.

أتوقع أن وحدهم جماعة الجشـ سيستطيعون دخول التشريعي وسينافسون دحلان على المرتبة الثالثة، أما جماعة أبو النوف فمع دخولهم لوحدهم بالإضافة للانشقاقات الداخلية فسيخسرون مقعدهم الوحيد وسيحتاجون معجزة من أجل تخطي نسبة الحسم، وأيضًا سيخرج حزب الشعب من المولد بلا حمص.

5) قائمة ناصر القدوة: سيحاول الحصول على أصوات من داخل حركة فتح ومن الشرائح العلمانية في المجتمع الفلسطيني، مشكلته أنه يفتقد لشخصيات ذات ماضٍ نضالي وهو أمر أساسي لأي تنظيم فلسطيني باستثناء بعض الأسماء (إن صحت التسريبات) مثل الأسيرة المحررة عبير الوحيدي.

ما زال مبكرًا الحكم على حظوظ القائمة قبل الإعلان رسميًا عن أسماء المرشحين، لكن إن تمكن القدوة من اللعب بطريقة ذكية وحكيمة سيستطيع دخول التشريعي ببعض المقاعد.

6) قوائم المستقلين: تواجه ثلاثة مشاكل، أ- كثرتها وهذا سيحرق الكثير من الأصوات، ب- عدم معرفة الناس بها وكلما تأخر الإعلان عنها أصبحت مهمتها أكثر صعوبة، ج- افتقارها للشخصيات ذات الماضي النضالي وهو أمر أساسي لأي تنظيم أو تشكيل فلسطيني بدونه لن يكسبوا ثقة الناس.

باعتقادي أن هذه القوائم ستستفيد من حالة الغضب والفراغ في الضفة الغربية وتأخذ قسمًا من الأصوات وربما تنجح قائمة أو اثنتين منها الدخول للتشريعي بمقاعد محدودة، وستتضح الأمور أكثر خلال الأسبوعين القادمين مع الإعلان عن كافة هذه القوائم.

7) القوائم المشبوهة: مثل سلام فياض وبشار المصري وعدنان مجلي، ما زالت تشكيلاتها غير واضحة، وأظن أن تجربة الناس السابقة مع سلام فياض ستحرق أي إمكانية لنجاح مثل هذه القوائم رغم ما قد ينفق عليها من أموال.

هذا تقييم أولي للوضع الانتخابي والأمور قد تتغير في الأيام القادمة مع وضوح تشكيلات القوائم بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى