أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

تحليل لبعض نتائج الاستطلاع حول الانتخابات التشريعية. الذي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية

مجلة تحليلات العصر الدولية - جلال الاغا

يبدو أن الاستطلاع أخذ من عينة مقصودة في أروقة مدينة رام الله، فهو لا يبدو أنه جرى على مستوى الوطن وإلا كانت نتائجه مختلفة.
فمثلاً لو أخذ في محافظات غزة فقط لوجدت أن النسب مختلفة تماماً وقد تصل إلى درجة أن تكون معاكسة ومغايرة.
لن اتناول الاستبيان من حيث المنهجية، ولكن من حيث الظاهر والمضمون. فاعتقد أن الجهة المستفيدة من هذه البيانات، أرادت إيصال عدة راسائل وقد يستشف منها عدة أمور:

الأمر الأول وهو المهم، فاعتقد أن هناك نية لتعطيل الانتخابات من قبل قيادة السلطة ، لذلك جاءت النتائج عالية لتنظيم فتح من أجل إرضاء القاعدة الداخلية للتنظيم بينما المؤشرات على الأرض تشير أن التنظيم غير موحد خاصة بعد تشظيه لعدة قوائم متنافسة ومختلفة وعدم رضاه عن قيادات داخل قائمته ولا عن بعض القرارات الخاطىة والمجحفة بابناء التنظيم. فبعض (قيادة السلطة) أرادت أن تغش الرأي العام بأن سبب تعطيلها للانتخابات إذا تم إقراره هو عدم سماح الاحتلال بإجرائها في القدس وليس ضعف التأييد وترابط التنظيم، والدليل استطلاعات الرأي التي تشير لفوز فتح الحزب الحاكم للسلطة في رام الله.
ثانياً، أراد الاستطلاع تقزيم قائمة المستقبل فتح دحلان لإيصال رسالة أن أبناء فتح موحدين خلف قيادتهم في رام الله، وهذا تأسيساً لمرحة قادمة خلفاً لأبو مازن والتنازع على قيادة السلطة من بعدة.
ثالثاً. أراد ناشروا الاستبيان التقليل من حجم قائمة حماس الخصم السياسي الأول لفتح، مُوحِين بذلك لفشل مشروعها السياسي المستقبلي نتيجة سوء إدارتها خلال السنوات الماضية، وبالتالي تقليل فرص حماس في أن تكون ند لمنظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح مستقبلاً.
رابعاً. أراد الاستطلاع رفع من رصيد تنظيمات وأحزاب معينة مقربة من جهة راعية الاستطلاع، بمقابل تقليل لشخصيات وأحزاب أخرى.
خامساً. أراد تذكير الجبهات أن مكانتهم مع الحزب الحاكم في رام الله، لقطع الطريق على حماس التي تسعى لتقريبهم من محور المقاومة وابعادهم عن فلك السلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى