أحدث الأخبارالعراق

تحولات داخل القوى السياسية

مجلة تحليلات العصر الدولية

شهد العراق تحولات كبيرة بعد مظاهرات 2019وفي مقدمتها ظهور التيار المدني وانحسار القوى السياسية ذات العناوين الإسلامية بعد تعرض مكاتبها للحرق والغلق الدائم واعداد قانون الانتخابات الذي يعتمد الترشيح الفردي وإلغاء القوائم الانتخابية في حساب الأصوات وتشكيل حكومة خارج إرادة القوى السياسية واستخدام المتظاهرين وسيلة ضغط في زيادة التصفيات السياسية وعجز القوى السياسية عن تقديم رؤية او مبادرة في ابجاد حالة من التوازن واصبح بعضهم منساق مع التحول الجديد والبعض الاخر عاجز عن ابداء رأي او موقف .
في أجواء هذه التحولات تبرز نزعة التنصل عن الهوية والمسيرة التاريخية والتوجه نحو اللبرالية والمدنية والعلمانية والخروج من الأحزاب الإسلامية والسعي لتأسيس أحزاب سياسية خارجة عن المنظومة القيمية والمبادئ الإسلامية تماشياً مع الأجواء الضاغطة .
وهذه احد ملامح التحول التي تذكرنا بالاحزاب الإسلامية التي تأسست في فترة الاحتلال جمعية النهضة الإسلامية وحزب النجف السري التي تم تشكيلها بقيادة العلماء وبرعاية المرجعية ونخرط فيها الشخصيات السياسية وشيوخ العشائر وما ان تعرض العراق الى تحول من الاحتلال الى الانتداب وتوجيه الضرب للمرجعية بتسفير العلماء على يدي التوجه الطائفي والقومي المدعوم من الاحتلال البريطاني حتى تخلى الكثير عن تلك الأحزاب الإسلامية والتحق بالقوى اللبرالية والسياسية ليشارك في المعترك السياسي ببعده الوطني بعيداً عن العناوين العقائدية التي كانت تحرك الساحة في زمن الاحتلال والمواجهة .
او أصيب البعض بالذهول واصبح لا يحرك ساكناً ويكون حسب الطلب في جعله بوزارة او مجلس النواب او يتم ضمه للأحزاب اللبرالية بعد تأسيسها كما في حزب الاخاء الوطني عام 1930 الذي اسسه رشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي وناجي السويدي وعلي جوده الايوبي وغيرهم وضم في الهيئة الإدارية محمد رضا الشبيبي وعبد الواحد سكر ومحسن أبو طبيخ . بعد ان كانوا في جمعية النهضة الإسلامية التي تم حلها قبل عشر سنوات وهنا يتبادر السؤال والملاحظة والمتابعة هل يحصل للسياسيين في القوى ذات العناوين الإسلامية هذا التحول ويبادروا لتأسيس أحزاب سياسية جديدة بعيدة عن العقيدة والمبادئ وتناسق مع اللعبة السياسية اللبرالية وطلاء وجوههم بالشعارات المدنية والقومية والوطنية وتغيير وجهة تحالفاتهم من الشرق الى الغرب ومن الفرس الى العرب عند الغاء التاريخ والعقيدة والمبادئ للحركات الإسلامية الماجهدة ويكون الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد صادم حسين في ميزان واحد ويكون السجين سلطان هاشم مثل السجين مهدي عبد المهدي وفق المقاييس الجديدة التي يصنعها التحول الجديد .
هل يستدعي المراجعة قبل التحول مراجعة النفس الفكر العقيدة مصلحة البلد واقع العراق وهل يفكروا بصناعة واقع جديد ام يلتحقوا بالواقع الذي صنعته ساحة التحرير وساحة الحبوبي ووو…
هذه اثارة تأمل في أجواء التحولات وعند الصباح يحمد القوم السرى

حسين جلوب الساعدي
7/8/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى