أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

تحية إكبار لرجال الحرب والسلام في الجمهورية الإسلامية

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

في المثل عندنا نقول: “البوم يدلُّك على خراب عشَّه”، “الدَّبور يزنُّ على خراب بيته”، هكذا صار بالغدة السرطانية، والكيان المغتصب لفلسطين وقدينا الشريف، يعملون ويكيدون بمحور المقاومة ويُحاولون القتل، والتخريب، إلا أن ذلك ينعكس عليهم، ويرون كل أعمالهم تنعكس على رؤوسهم لأنهم لا يؤمنون بالله، وأما نحن فنؤمن بقوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30)
فبعد أن تفاخرت الغدة السرطانية باستطاعتها الوصول وتخريب جزء من قسم الكهرباء في منشأة نطنز النووية، ظنوا أنهم قضوا عليها وخرَّبوها ودمَّروها تماماً، فجاءهم الردُّ سريعاً حيث أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي اليوم الجمعة بأن إيران تنتج حالياً 9 غرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة في كل ساعة، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء “فارس”.
وأشار الأستاذ صالحي إلى أنه؛ “يجري حالياً تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ في منشأة الشهيد أحمدي روشن النووية بمدينة نطنز وسط إيران”، وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قدرة البلاد على تخصيب اليورانيوم بأي نسبة تُريدها قائلاً: “أن يوم الأربعاء بدأنا تخصيب اليورانيوم بنسبة ستين بالمائة وبعد منتصف ليلة الخميس الجمعة حصلنا على أول كمية منه”.
أي أن الإنتاج تسعة غرامات في كل ساعة من اليورانيوم المخصب بنسبة ستين بالمائة.
وأما حالة منشأة نطنز التي تعرضت إلى العمل الإرهابي يوم الأحد الماضي قال علي أكبر صالحي: “أن تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز لم يتوقف كما لم ينتج أي تلوث إشعاعي وان تيار الكهرباء الرئيسي للمنشأة سيتم إيصاله هذه الليلة”.
هكذا كانت العملية الغادرة وسيلة لتقوية المشروع النووي المشروع الضروري والسلمي والعلمي في الجمهورية الإسلامية ومضت قُدماً إلى الأمام لا يُثنيها شيء عن تحقيق مصالحها في امتلاك ناصية التقدم العلمي والتقني وبناء حضارتها الإسلامية الراقية والتي نأمل أن تكون صورة مصغَّرة عن دولة الحق والعدل المنتظرة، والحضارة الإسلامية العالمية في آخر الزمان، كما وعد الله العظيم، ورسوله الكريم (ص): (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص: 6)
وأما القوة الوهمية وخيوطها العنكبوتية للكيان المصطنع في فلسطين المغتصبة، فتراهم مرتبكين في أنفسهم، وخائفين من خيالاتهم، وقلقين من أي شيء، ويحسبون ألف حساب؛ أين وكيف سيكون الرَّد من رجال الحرس الثوري على اعتداءاتهم وإجرامهم بحقهم وتجاه المصالح المشروعة لشعبهم المقاوم البطل؟
وصحيح أن العملية التخريبية للمفاعل النووي أثَّرت ودمَّرت جزء هام من كهرباء المفاعل كما أعلنوا، ولكن العلماء الذين بنوا هذا الصَّرح كان لهم مواقع وخطط أخرى لتوقعهم مثل هكذا عمليات تخريبية فوضعوا في مخططاتهم مصادر وأماكن احتياطية بديلة لمثل هكذا ظروف تدميرية وهذا ما ساعد المهندسين على إعادة الكهرباء لتغذية المفاعل واستمرار العمل فيه، كما أعلن المسؤولون في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية..
وهذه كانت أول رسالة إلى المخربين وأذنابهم، بأننا هنا ولن تستطيعوا أن توقفوا حركتنا التقديمة الهادفة إلى امتلاكنا كل وسائل الحضارة النووية السلمية، وأما الرسالة القوية فكانت للمجموعة الأوربية المفاوضة؛ أنكم كونوا جديين أو أننا لن نستمر في ظل هذه المماطلات من قبلكم، واعلموا أن الورقة النووية مازالت في أيدينا وكذب الصهاينة فيما يدَّعون، فدعكم من الكذابين وانظروا إلى المفاوضات بجدية واضغطوا على الحكومة الأمريكية لرفع العقوبات الظالمة كاملة والعودة إلى الاتفاق النووي إلى حالته الطبيعية، ونفِّذوه كاملاً غير منقوص لنعود نحن إليه كما كان تماماً.
فكل التحية والإكبار لرجال العلم والعمل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الوعي الراقي والبصيرة النافذة في تسيير الأمور الداخلية، والمفاوضات الخارجية، والحفاظ على مشروع الطاقة النووية السلمية والعلمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى