أحدث الأخبارفلسطين

تدمير الأنفاق.. السلاح النوويّ لحماس.. إسرائيل: العملية الإستراتيجيّة فشِلت فشلاً مدويًا والمُقاومة اكتشفت التمويه ولم تقع بالفخّ.. الإخفاق تمثل بكيفية وآلية اتخاذ القرارات بالكيان خلال الحرب وحماس لم تُهزَم

2022/4/14
✍🏿زهير أندراوس:
على الرغم من مرور حوالي عامًا كاملاً على العدوان الإسرائيليّ على غزة في أيار (مايو) 2021، وما تخلله من تنفيذ فاشل لما أسماه الاحتلال عن عملية “مترو حماس”، لأيْ تدمير أنفاق حماس، التي تُعتبر بمثابة السلاح النوويّ للحركة، على الرغم من كلّ ذلك، ما زالت وسائل الإعلام العبريّة تنشر التقارير عن تلك العملية التي تمّ التخطيط لها سرًا لسنوات، وتمّ تسويقها على أنّها نجاح كبير، لكن، عمليًا وباعترافٍ إسرائيليٍّ رسميٍّ، نتيجتها تمثلت في حصول قسم العمليات في الجيش على سلسلة من الانتقادات اللاذعة بسبب أدائها الأقل من المتوقع، وهي الكلمة “المجملة” لعبارة الأداء الفاشل.
في الوقت ذاته، فقد توافقت قيادة جيش الاحتلال على تسمية العملية باسم “ضربة البرق”، لتدمير أنفاق المترو الخاصة بحماس شرق قطاع غزة، بزعم أنّ هذه عملية مخطط لها منذ سنوات، في سرية تامة، لكن مرور عام كامل على العملية الفاشلة شكل مناسبة لصدور الوثيقة السرية التي تداولها قسم العمليات في هيئة الأركان، وبموجب أدائها المتواضع فقد حصلت على انتقادات عديدة، وصولاً إلى المستويات العليا في الجيش الإسرائيلي.
إيلانه دايان مقدمة برنامج التحقيقات الأكثر مشاهدة”حقيقة”، ذكرت في شهادتها المنشورة على موقع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، ذكرت أنّ الجنرال بالاحتياط غادي آيزنكوت رئيس الأركان السابق، والذي كان خلال السنوات التي كانت الخطة سارية المفعول فيها، أكّد أنّ الفكرة ركزّت على تحويل أنفاق حماس إلى مصيدة موت، ومع اقتراب القوات الكبيرة من السياج فقد كان من المفترض أنْ تدفع هذه الخطوة مقاتلي حماس لدخول الأنفاق، التي يعتبرونها مكانًا محميًا، وكان مفروضا أنْ يقصف سلاح الجو بدقة، ويقتل العديد منهم”.



وأضافت أنّه “بعد مرور عام على تنفيذ العملية من قبل رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي خلال عملية “حارس الأسوار”، يتم الكشف عن الحقيقة بالكامل بشأن تخطيطه، وكيفية تنفيذه لتلك الليلة، رغم أنّ العنصر الأساسي في تنفيذ العملية هو الاحتيال، والقدرة على إقناع حماس بأنّ الجيش ينوي المناورة البرية في قطاع غزة، وعشية العملية، اقتربت قوات محدودة فقط من السياج، بحيث يأتي ضابط للمنطقة الحدودية لإجراء اتصال مفتوح “مفتعل”، وهو يعلم أنّ حماس تستمع إليه، ومضمون المكالمة “المفتعلة” أن الجيش ينوي الدخول فعلاً للقطاع”.
واعتبرت صحيفة (معاريف) أنّ موافقة الجنرال آيزنكوط على الإدلاء بأقواله حول العملية الحساسّة وغير المُتفق عليها، هي بحدّ ذاتها إشارة إلى أنّه ليس راضيًا عنها، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ عملية الاحتيال التي نفذّها جيش الاحتلال فشلت فشلاً مدويًا، وأنّ (حماس) علِمت بالخطّة وأمرت مقاتليها بعدم التواجد في الأنفاق، ولذا، أضافت الصحيفة العبريّة، فإنّ توقعات الجيش الإسرائيليّ بتصفية 800 مقاتلاً من حماس أخفقت إخفاقًا كبيرًا، وأنّه في المحصلّة العامّة قُتِل عددُ قليل من “مخربي” حماس، على حدّ تعبيرها.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ العملية، إلى جانب القدرات الاستخباريّة والتقنيّة التي تمّ تطوريها خلال سنواتٍ طويلةٍ كان هدفها الإستراتيجيّ أنْ تحسِم المعركة، مرّةً واحدةٍ وللأبد، في مقابِل حماس، وهو الأمر الذي لم يحدث، على حدّ وصفها.
وأشارت الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، أشارت إلى أنّه في الجيش الإسرائيليّ ما زالت المواقف متباينة حول نجاح أوْ فشل العملية، ولكن النقاش الحقيقيّ، أوضحت، ليس عن العملية وليس عن فشل الاحتيال على حماس، لأنّ هذه الأمور كانت بمثابة “الزينة” لفحص آلية وكيفية اتخاذ القرارات في إسرائيل خلال الحرب، وفق ما أوضحت.
وشدّدّت الصحيفة، نقلاً عن المصادر ذاتها، على أنّ الرواية الإسرائيليّة تغيّرت خلال العملية وبعدها، كما أنّ مواقف وزراء المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ انقلبت رأسًا على عقب، فيما تغيّرت مواقف الجهات المهنيّة الرفيعة، والتي كان من المفترض أنْ تراقب وتعطي المشورة خلال أوقات الطوارئ.
وخلُصت إلى القول إنّ مَنْ لا يهتّم بهذه القضايا اليوم، سيُواجهها في الحرب القادمة أوْ حتى في الأيّام العادية، وهي التي تتمحور حول بناء القوّة العسكريّة للجيش الإسرائيليّ وتحديد خطته المستقبليّة ومتعددة السنوات، على حدّ تعبيرها.
وكانت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ قد بثت تقريرًا عن أنفاق حماس، حيث وصف التقرير أنفاق حماس بالمشروع النوويّ للحركة، وأكّد المُراسِل الذي أعّد التقرير أنّه “رأى بعينه أعمق وأطول نفق لدى حماس تمّ اكتشافه”.



وشدّدّ التقرير على أنّه اتضح للطاقم الصحفي أنّ تصميم النفق يُمكِّن مقاتلي النخبة من حماس من البقاء داخله بضعة أيام للاستعداد، وتجهيز المعدات، ولهذا السبب عثر الجنود الإسرائيليون إبّان اكتشاف النفق على المنافذ الصغيرة التي يمكنهم الاعتماد عليها، الأمر الذي يؤكِّد أنّ العمل على حفر النفق استمر لسنوات، وتخلله إنفاق كمية كبيرة من المبالغ والموارد المالية، ويمكن الحديث عن ملايين الدولارات، بجانب ما يشمله من الجهد والمال والخطر الذي وضعوه في بناء هذه الأنفاق، كما قال المُراسِل.
🛡صحيفة الاحداث السياسية
🌎رئيس التحرير:ابراهيم ال درويش
الآراء المطروحة لا تمثل رأي الصحيفة
بالضرورة💎

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى