أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

ترامب: حلاوة الروح قد تكون قاتلة

مجلة تحليلات العصر الدولية - بسام ابو شريف / صحيفة الاحداث

نقول ان كل ذبيحة حتى ، وان قطعت رقبتها بسرعة ، وبضربة سكين واحدة تجد أن الذبيحة تنتفض ، وتتحرك ، وقد تقفز وتتحرك ، لكنها في جميع الأحوال تنتفض بغضب شديد وتكاد تهجم على من ذبحها ، وتسمعهم يقولون : هذه حلاوة الروح ، فالروح تغادر الجسد بعد ذبح وريده وسيلان دمه ، ويستخدم تعبير حلاوة الروح مجازيا لوصف تصرف من خسر ماله وعياله ، فتجده يتخبط ، ويضرب الحائط ، أو من هم حوله ، وقد يقتل نتيجة الخسارة الفادحة وكذلك يطلق التعبير على من أثخنت الجراح جسده في معركة من المعارك ، لكنه يستمر في القتال بقوة لا يدري مصدرها ، ومن يصاب بجراح عميقة ، وقاتلة بسبب ما استنزفت من دماء الجريح تصبح رؤيته للأشياء أوضح لوهلة قبل أن يسودها ضباب وغشاوة ، لكن هذه الوهلة تعطيه قوة اندفاع ، وعزم لايدري مصدرها ، فيمسك بسلاحه ، ويطلق النار على العدو، وقد يغمى عليه بعدها ، أو يرتمي أرضا لايستطيع حراكا ، ولا يحس الا بسيلان الدماء من جراحه
هذه أيضا حلاوة الروح .

أثخن ترامب بالجراح ، ونزف ، لكنه يمر هذا الشهر بمرحلة ” حلاوة الروح ” ، لذلك ترامب خلال هذا الشهر ( ديسمبر ويناير ) ، وحتى موعد خروجه من البيت الأبيض انسان مثخن بالجراح ، وينتفض ، ويقفز كالذبيحة يريد أن يقتل من ذبحه هو الخطر مجسما رغم معرفته ، ومعرفة كثيرين من حوله بأنه خسر الا انه سوف يستخدم ما تبقى من وقت له – كرئيس – لتسجيل أكثر أهداف يمكنه في شباك أعدائه .

سوف يتخذ من القرارات ما يجعل خبرة بايدن في البيت الأبيض لا تسمح الا باصلاح أخطائه المجرمة ، وشخص كترامب قد لا يتورع عن الحاق الضرر الواسع بالشعب الاميركي كي ينال من بايدن عبر سلسلة من المؤامرات الخفية في ميدان الكورونا …. هذا مثل من الأمثلة .

وقد يرتب مؤامرة لجعل العودة للأمم المتحدة ، ووكالاتها أمرا منهكا وصعبا ، وسيعين في الوزارات قبل مغادرته كبار الموظفين الذين يدينون بالولاء له ، ولا يتمكن بايدن من تغييرهم حسب القانون ، وهذا قيد التنفيذ في وزارات الخارجية ، والدفاع ، والعدل ، والمالية ، ويستطيع أن يضع لائحة مواقع داخلية ينفذ منها ترامب الآن ما يريد من توظيف طواقمها الأساسية ” وليست الاولى ” ، كي يكون ولاءها له .

حلاوة الروح عند ترامب لا تتجلى الا بما يتعلق بالشرق الأوسط ، وله أهداف محددة :
1- ضرب ايران ، وجعل ازالة العقوبات أمرا مستحيلا على بايدن ، وعلى الأغلب من خلال احراجه ، والضغط عليه من اللوبي اليهودي واللوبي السعودي – ” الشركات المستفيدة ، وهي السلاح ، والنفط ، والتكنولوجيا ” ، واستمرار تنفيذ صفقة القرن عبر التطبيع والتركيع وستكون اسرائيل ” نتنياهو ” ، أداة ترامب لتحقيق ذلك ، لكن ما بدأ بومبيو بتحقيقه في اسرائيل ، وأكمله كوشنر ، ويشرف على تنفيذه رئيس الأركان المشتركة الاميركية ميلر – هو أخطر ما في ” حلاوة الروح ” ، لدى ترامب ، فقد أقرت مجموعة من العمليات العسكرية الواسعة ، والقاتلة في الساحة السورية ، والعراقية ، واليمنية ، واللبنانية .

ولا شك أن التهيئة قد بدأت ( عملية ضرب ناقلة في ميناء جدة – كانت الخسائر تافهة مما يدل على أن التحالف الصهيوني يقف وراءها ، وضرب السفارة ببغداد غباء ، لكنه عملية اميركية لخلق مبررات لضرب الحشد عبر اسرائيل ، وداعش – شكلا واسرائيل عمليا – ) .

ولا يتردد في شيء ما وصلنا من معلومات خطيرة حول برنامج صهيوني – سعودي – اميركي للقيام بسلسلة من الاغتيالات تستهدف قائد حزب الله ، ومساعديه ، وعبدالملك الحوثي وكبار مساعديه ، وقادة الجهاد الاسلامي ، وابو احمد فؤاد من الجبهة الشعبية ، واربعة من قادة الحشد الشعبي ” كتائب حزب الله ” ، في العراق .

لاسرائيل جيش من العملاء المحليين في ايران ، وسوريا ، ولبنان ، واليمن ، وفلسطين وتستخدم ملفاتهم السرية والمال لاستخدامهم ، والدفع بهم نحو تنفيذ العمليات ، وواجب علينا أن نقول علنا هنا حتى يقرأ من يجب عليه أن يقرأ :
– اسرائيل تستهدف دائما اختراق جبهة المقاومة عبر شراء عملاء مقربين من القادة ( كانت هذه الحال مع اغتيال وديع حداد ، وياسر عرفات ) ، وان تحيط هدفها بمجموعة من العملاء يبقون على مسافة من الهدف لمراقبته ومراقبة تحركاته ، والابلاغ عنها من يبلغ عن الهدف هو من يراقب على الأرض ، ولا تنجح أي عملية اغتيال الا عبر هذا الجاسوس ، الذي يبلغ هاتفيا حول حركة ، ومكان المستهدف كانت هذه الحال مع الشيخ أحمد ياسين ، وابو علي مصطفى ، والفردان .

حلاوة الروح لدى ترامب سوف تترجم بارتكاب جرائم ضد المقاومة في اليمن خطر كبير من خلال من باعوا أنفسهم بالمال ، ترامب اتفق مع ابن سلمان أن تمول السعودية كل هذه التجليات ” لحلاوة الروح ” ، حتى لا يطلع أحد من الكونغرس على الخطط ، أما الأجهزة الاميركية فمساهماتها اللوجستية ، والعملية هي ”ترجمة لاتفاقيات معقودة حول الأمن المشترك” ، بين اسرائيل ، والبيت الأبيض .

✍️ بإذن الله تعالى .. محور المقاومة سيحول عملية “حلاوة الروح” لمحور الشيطان الأكبر الأميركي وحلفائه وأتباعه من الشياطين الأقزام في المنطقة إلى عملية خروج وإزهاق وزوال أرواح هؤلاء الشياطين والطواغيت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى