أحدث الأخبارشؤون امريكية

“ترامب” والدراما الأمريكية

مجلة تحليلات العصر - بشرى الشامي

في بداية الأمر سنتحدث عما يجري في الآونة الأخيرة من خلال إنعدام أجواء الأستقرار في أمريكا.
فما يحصل مؤشر لبدايات تاريخية تتجلى لنا من خلالها سقوط تاريخ أمريكا وانهيارها، لتعود المياه إلى مجاريها.
ومن خلال ما جرى على النسق الشكلي الحاضر، نرى أنه قد تغيرت أشياء كثيرة. بل أنه قد مهد لأمريكا أن تتراجع من الصفوف الأولى والأمامية من بلدان محور المقاومة التي تتواجد فيها مُنذ زمنٍ بعيد، وذلك بسبب خوفها من الرد القادم من كل أحرار بلدان محور المقاومة الذي سيقصم ظهرها، ثأراً للدماء التي أهدرتها ظلماً وعدواناً، من أجل إضعاف محور المقاومة، وذلك بإغتيال معظم قاداتها وشخصياتها ممن يمثلون خطراً على تواجد الكيان المغتصب في كل بلدان الأمة العربية والإسلامية. وممن يمثلون عائقاً أمام إنجاح خططها، ومخططاتها الإستراتيجية في توسيع خرائط الأحتلال الصهيوني.

وها هي أمريكا اليوم تقوم بدور التخطيط وعلى زبانيتها التنفيذ، والذي يحقق في تاريخ الأستعمار الحديث يرى أن زعماء العرب المطبعين قد كبدوا الأمة خسائر فادحة، وذلك من خلال تفريطهم بالأمة، وتفريطهم في القضية الفلسطينية التي لا تقدر بأية قيمة؛ فقد باعوها بثمن بخس بدمٍ بارد، ووصمة العار التي لحقتهم، وخير مثال على ذلك توافد المطبعين إلى صف أعداء هذه الأمة العربية والإسلامية،
وها هي أمريكا تحركهم كالدمى المتحركة أو “الماريونيت” فما هم إلا كـدمى صنعتها أمريكا بالشكل الذي تريد، وكذلك يتم تحريكهم بالطريقة والوقت الذي تريده أمريكا.

وما حصل في الآونة الأخيرة من أحداث من إنعدام أجواء الإستقرار في أمريكا. وذلك من خلال أقتحام أنصار ترامب لمبنى “الكابيتول” أثناء جلسة التصديق على فوز “جو بايدن” بالرئاسة، يوضح لنا أن ترامب لا يبدو أنه سينصرف، فترامب لم يصدق بعد أنه قد أنتهى دوره في تأدية مهامه كرئيس سابق، وأنه سينتهي وتنتهي سطوته وجبروته، فهو لم يُذكر نفسه بأنه لكل شيءٍ نهاية.
فترامب يعنّف ويطلب من رئيس الأنتخابات أن يجعله يفوز، ولكنه لم ينجح في إقناعه بأي من الطرق التي حاول بها لإقناعه، فكانت عملية إقتحامه للكونغرس هي كمحاولة لإنجاح أمره في إفشال جلسة التصديق على فوز “جوبايدن” بالرئاسة.

ولكن الأمور إنقلبت رأساً على عقب، فالكونغرس يُعتبر عمود المؤسسة الأمريكية السياسية وهي رئيسة الموقف.
ورغم ما فعله ترامب من خلال إقتحامه لمبنى الكابيتول، إلا أنها سترغمه للأقتناع بأن الموضوع قد إنتهى؛ ولكن ترامب إنزلق بنفسه إلى الأسفل بسبب تصرفه الأحمق.
فأفعال ترامب توضح لنا بأنه سيستمر كونه ترامب، وسيحاول مواصلة محاولة التلاعب لمواصلة تحقيق أهدافه، فترامب لايتوافق مع المؤسسة الامريكية الديمقراطية، فهو يخوض معركة كبرى ضد هذه المؤسسة.
وأتمنى أن لا تنتهي الأمور بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى