أحدث الأخبارشؤون امريكية

ترامب ونتائج الانتخابات المقبلة

مجلة تحليلات العصر-د بلال الخليفة

الليلة الماضية وفي المناظرة التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة الامريكية دونالد ترامب وجو بايدن, طُرِح سؤال على الاثنين ومفاده, في حال ظهرت النتائج, هل تعترف بصحتها؟
أجاب بايدن بالإيجاب, لكن ترامب تهرب عن السؤال ولم يجب. وهذا يدل على ان ترامب يحتمل الخسارة. فالسيناريوهات المحتملة تشير في حال خسارة الرئيس الحالي دونالد ترامب السباق، فانه لن يعترف بالنتيجة.
في مقال لمايكل جيرسون ذكر فية ان بارتون جيلمان من صحيفة أتلانتيك كتب رواية مرعبة عن خطط الرئيس ترامب الموضوعة جيدًا لتخريب شرعية الانتخابات الرئاسية التي يبدو أنها تتعارض معه. اتضح أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة يحتوي على مناطق رمادية مزعجة ولا يوجد حكام موثوق بهم ، مما يجعله عرضة بشكل مفاجئ لمخالف لا يرحم للمعايير الديمقراطية. يبدو أن ترامب لديه الوسائل والنية للطعن في بطاقات الاقتراع عبر البريد ، والمطالبة بالتزوير الانتخابي الهائل ، ورفض أي شكل من أشكال التنازل. إنها استراتيجية مصممة ليس للفوز بالانتخابات ولكن لإبطال نتائجها والتمسك بالسلطة من خلال التزوير.
كما يطرح الان تساؤل: ماذا سيحدث في حال أكد ترامب في الثالث من تشرين الثاني أن الانتخابات كانت مزورة ولم يتقبل النتائج؟
في تصريحات دونالد ترامب على شبكة تويتر، التي قال فيها “ما يحصل الآن يعتبر أكبر فضيحة في تاريخ الولايات المتحدة! حيث حاول الديمقراطيون الفاسدون سرقة الرئاسة مني وذلك عن طريق المساءلة، والآن يحاول جو بايدن والديمقراطيون الفاسدون سرقة هذه الانتخابات من الشعب الأميركي”.
وضح لورانس دوغلاس (أستاذ القانون وهو المؤلف لكتاب “هل سيغادر؟ ترامب والإنهيار الإنتخابي الوشيك سنة 2020″،) في محادثة هاتفية مع صحيفة الكونفيدنسيال: “أردت تأليف هذا الكتاب لمعرفة مدى استعداد نظامنا الدستوري لمواجهة رئيس يرفض قبول خسارته، علما وأننا لا نملك الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذا الخطر المحدق. وهذا مقلق للغاية”.
لكن يوجد راي اخر يرجح فوز ترامب وهو جوش ميندلسون، المدير التنفيذي لشركة الإعلام الرقمي “هاوكفيش”، وهي مجموعة أسسها مايكل بلومبيرغ وتعمل في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، قوله التالي: “نحن ندق ناقوس الخطر، ومن المحتمل جدا أن يحقق دونالد ترامب انتصارا مذهلا ليلة الانتخابات”.
وبالرجوع الى كتاب دوغلاس في كتابه “هل سيغادر؟ ترامب والانهيار الانتخابي الوشيك سنة 2020″، أن المشرعين الجمهوريين في الولايات الرئيسية سيعلنون أن ترامب هو الفائز ويقولون إن هناك مشاكل ومخالفات في التصويت بالبريد. من جانبهم، سيقول حكام هذه الولايات الديمقراطيون إن بايدن هو الفائز.
وختام ما سبق, ان ترامب وبهذه التصاريح يريد ان يحرج المشرع الامريكي بوضع محرج وان يستبق الاحداث بوضع العصى امام الدولاب عن طريق التشكيك المسبق بالانتخابات التي لم تحدث بعد.
ان مثل هذه الممارسات هي بعيدة عن روح الديمقراطية والشفافية التي تحاول امريكا ان تسوق نفسها للعالم. فهي تعني التشكيك بنتائج الانتخابات واعتبارها نتائج مزورة وهذا على لسان ترامب “لن نخسر هذه الانتخابات إلا إذا كانت مزورة”. , وقد تصل به الامور الى اتهام روسيا او الصين بذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى