أحدث الأخبارالإماراتالخليج الفارسيةشؤون امريكية

ترامب يُوافِق على صفقة بيع الإمارات طائرات “إف 35” ويُحيلها إلى الكونغرس.. ما هي فُرص اعتِمادها؟ وهل سيحظى طلبٌ قطريٌّ مُماثلٌ بالمُوافقةِ نفسها رغم العُلاقات مع إيران و”حماس”؟ وهل ستسير السعوديّة على الطّريق نفسه بعد الانتِخابات الأمريكيّة؟

مجلة تحليلات العصر / رأي اليوم

⚠️ترامب يُوافِق على صفقة بيع الإمارات طائرات “إف 35” ويُحيلها إلى الكونغرس.. ما هي فُرص اعتِمادها؟ وهل سيحظى طلبٌ قطريٌّ مُماثلٌ بالمُوافقةِ نفسها رغم العُلاقات مع إيران و”حماس”؟ وهل ستسير السعوديّة على الطّريق نفسه بعد الانتِخابات الأمريكيّة؟

يبدو أنّ دولة الإمارات العربيّة المتحدة حصلت على الدّفعة الأولى من المُقابل، أو المُكافأة لتوقيعها اتّفاق “سلام” مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي، والذّهاب في طريق التّطبيع الكامل إلى محطّته الأخيرة، بعد أنّ أكّدت مصادر أمريكيّة وثيقة أنّ البيت الأبيض أبلغ الكونغرس بأنّه ينوي بيع الإمارات 50 طائرةً من نوع “إف 35” المُتطوّرة جدًّا.

لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب الأمريكيّ تملك الحق في مُعارضة هذه الصّفقة، احتِجاجًا على دور الإمارات في حرب اليمن، واستِخدامها طائرات أمريكيّة قصفت مدنيين بينهم نِساء وأطفال، ولكنّ إعطاء بنيامين نِتنياهو الضّوء الأخضر لتمرير هذه الصّفقة ربّما يُزيل أيّ عقباتٍ يُمكن أن تَقِف في طريقها.

نِتنياهو يُدرك جيّدًا أن هذا النّوع المُتقدّم من الطّائرات لن يُستَخدم ضدّ كيانه المُحتل، وإنّما ضدّ إيران التي قال أمس الخميس إنّها العدوّ المُشترك للبلدين، أيّ الإمارات و”إسرائيل”، مُضافًا إلى ذلك أنّه، أيّ نِتنياهو، ضَمِنَ الحُصول على تعهّدٍ أمريكيٍّ بالمُحافظةِ على تفوّقِ المُؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة في المِنطقة العربيّة.

هذه الطّائرات “إف 35” تُعتَبر الأغلى ثمنًا في الصّناعة العسكريّة الأمريكيّة، ويَبْلُغ ثمَن الواحدة حواليّ 85 مِليون دولار عدا أثمان عُقود تتعلّق بالصّيانة والتّدريب وقِطَع الغِيار.

دولة قطر تقدّمت بطلبٍ مُماثلٍ للحُصول على هذا النّوع من الطّائرات لتعزيز قُدراتها العسكريّة تَحسُّبًا لحُصول حرب بينها وبين الإمارات زميلتها في مجلس التّعاون في ظِل الخلاف المُتفاقم بينهما، ولكنّ السّؤال هو هل سيكون ثمن حُصولها على هذه الطّائرات مَشروطًا بالتّطبيع مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي مثلما هو حال الصّفقة المُماثلة مع الإمارات.

تسريبات في الصّحف الإسرائيليّة قالت إنّ دولة قطر قد تكون من ضمن عدّة دول من بينها المغرب، والنيجر، وسلطنة عُمان، ومالي، ستُوقّع اتّفاق سلام مع تل أبيب بعد السّودان، ولكن لم يَصدُر أيّ ردّ فِعل من الحُكومة القطريّة ينفي أو يُؤكّد هذه التّسريبات، خاصّةً أنّ قطر تُقيم علاقات قويّة مع كُل من إيران وتركيا اللّتين عارَضتا اتّفاقات التّطبيع.

وزير الطاقة في الحُكومة الإسرائيليّة يوفال ستاينز قال لوكالة أنباء “رويترز” العالميّة، إنّ استِلام قطر لهذا النّوع من الطّائرات “مُمكنٌ” رُغم اعتِراض الحُكومة الإسرائيليّة، وهو الاعتِراض النّاجم عن عُلاقات قطر القويّة مع حركة “حماس” إلى جانِب إيران.

الولايات المتحدة التي تُواجِه ظُروفًا اقتصاديّةً صعبةً بسبب آثار انتِشار فيروس كورونا ربّما تمضي قُدمًا في بيع هذه الصّفقة لدولة قطر خاصّةً أنّ عُلاقاتها مع الأخيرة تُوصَف بأنّها جيّدة، وتُوجد فيها قاعدة “العيديد” الجويّة الأمريكيّة.

الحقيقة الثّابتة التي يجب التوقّف عندها أنّ جميع هذه الصّفقات جرى التقدّم لشِرائها في زمنِ إدارة الرئيس دونالد ترامب، وما زال من غير المعروف ما إذا فاز المُرشّح الدّيمقراطي جو بايدن سيَمضِي قُدمًا في تنفيذها في حالِ فوزه في الانتِخابات الرئاسيّة التي ستَجري يوم الثلاثاء المُقبل.

السّؤال الأخير المُتعلّق بهذه الصّفقة يتَعلّق بتجهيزاتِ هذه الطّائرات التي ستَحصُل عليها الإمارات وربّما قطر والسعوديّة لاحقًا بالمَعدّات والأجهزة التقنيّة المُتطوّرة على غِرار تِلك التي حصلت عليها دولة الاحتِلال؟

أسئلةٌ كثيرةٌ تظل مَطروحةً حول هذه الصّفقات ومواعيد تسليمها ومدّة ارتِباطها بشُروط التّطبيع مع دولة الاحتِلال، وانعِكاساتها على أمنِ مِنطقة الخليج واستِقرارها، ومِن الحِكمَة الانتِظار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى