أحدث الأخبارشؤون امريكية

ترمب وصهره يقبضان ثمن كارثة الخليج مرتين

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

ما أن تسلّم المقاول ترمب مقاليد الأمور في البيت الأبيض بطريقة مكشوفة للجميع،حتى بدأ وصهره المجند السابق في جيش الإحتلال الصهيوني جاريد كوشنير بإستثمار المنصب،وإستغلال سفه المراهقة السياسية في الخليج وخاصة في بلاد الحرمين،وكانت أول ضربة لهما – جنى من ورائها ترمب فقط 460 مليار دولار عدا ونقدا،بعيدا عن الهدايا والنقوطات التي حصل عليها ومرافقوه أمثال زرجته ميلانيا وإبنته إيفانكا وزوجها كوشنير من الرياض – هي كارثة الخليج المتمثلة في فرض حصار غاشم على دولة قطر ،تمهيدا لغزوها عسكريا والعبث فيها وتوزيع ثرواتها على المرتزقة الذين كانوا ينتظرون ساعة الصفر الترمبية،ولكن رجاحة عقل القيادة القطرية تعاملت مع الموقف بحزم،وحولت لحظة الإرباك والحرج إلى مناسبة إحتفال بالنصر على مخططات الأعداء.
لو عدنا إلى ملف حصار الخليج وتصريحات ترمب المتناقضة حول هذه الجريمة ،لوجدنا أنه كان بإنتظار شيء ما أن يحدث ليتنسى له المزيد من حلب المراهقة السياسية في الخليج،دون أن يعي أن سياسة دولة قطر الخارجية قد إخترقته في عقر بيته ،ونسجت تحالفات مضادة مع الجهات النافذة الأخرى في الإدارة الأمريكية ،ناهيك عن إستغلالها مكانتها المميزة عالميا ،إذ عقدت التحالفات الصادقة مع أشقائها في الإقليم وأصدقائها خارج الإقليم ،وحصّنت نفسها بحصن الأمن والأمان ،وحققت أهدافها التنموية والوجودية وإستمرت في مشاريعها المبهرة للعالم مثل الإستعداد للمونديال 2022 .
اليوم وفي ظل هزيمة ترمب /كوشنير على وجه الخصوص في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة وفوز الديمقراطيين،بادر ترمب وكوشنير والمراهقة السياسية في الخليج ،إلى تقليب صفحات ملف حصار قطر،وأعطوا الإشارات الواضحة للقيادة الكويتية كي تعيد السعي في مشوار حكيم العرب الراحل الشيخ صباح الأحمد،في موضوع المصالحة الكويتية،وبالفعل توجه وزير خارجية الكويت إلى واشنطن وإلتقى المجند السابق كوشنير،وها هو كوشنير يستعد لشد الرحال إلى الخليج كي يقبض الثمن مرة أخرى نظير سعيه وصهره المتخيل ،من أجل إنهاء كارثة الخليج ،وإنجاز مصالحة خليجية ،لرص الصفوف في مواجهة إيران كما قيل.
ربما الشيء الوحيد الذي أتقنه ترمب وصهره كوشنير أثناء وجودهما في البيت الأبيض، هو إستغلال الحلفاء وفي المقدمة المراهقة السياسية في الخليج وكذلك أوروبا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية،أما ما عدا فلم ينجزا شيئأ لجهلهما بالأمور السياسية والشأن الدولي ،ولذلك فإننا نقول بكل الأريحية أنهما سجلا سبقا في العبث باالسلام والأمن الدوليين ،وإخترقا القانون الدولي والإنساني بإسهامهما في فرض الحصار على دولة قطر والتشجيع على غزوها عسكريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى