أحدث الأخبارالعراقشؤون آسيويةمحور المقاومة

تشريح أستراتيجي:- السر الأعمق للتوغل التركي في شمال العراق .. والدور الكردي العميق في هذا !

مجلة تحليلات العصر الدولية - سمير عبيد

مقدمة مهمة :-
جميعنا نعرف ان النظام التركي مهووس بموضوع توفير المناطق الآمنة مع الدول المجاورة لتركيا وبمقدمتها الدول العربية .وهو موضوع قديم ومن زمن نظام الاسد الاب ،ونظام صدام حسين ،وحكومة توركوت أوزال التركية .وبعد المتغيرات التي حدثت في السنوات الماضية بسبب الارهاب، وبسبب ما يسمى بالربيع العربي، والخوف من ولادة دولة كردية في العراق تلتحم مع اكراد سوريا ، واحلام تركيا بالوصول لعام ٢٠٢٣ وهي سالمة دفع النظام التركي الحاكم الى المبالغة في الاندفاع في سوريا والعراق وليبيا والبحر المتوسط وصولا الى ارمينيا … الخ!..
فحقق منطقة آمنة جيدة داخل الاراضي السورية ، وكذلك حقل مناطق امنة بسيطة في شمال العراق قبل سنوات .ولكنه لم يقتنع بها. فقرر التوغل أخيرا بمناطق أوسع وأخطر. مما أثار علامات استفهام كبيرة .سوف نحاول تفكيك طلاسمها في هذا التحليل .

#الإستراتيجية الكردية الكبرى واستفزازها لايران وتركيا !
١-بعد فشل أكراد العراق في تحقيق حلمهم بالاستقلال. واخرها فشل الاستفتاء الكردي لولادة دولة كردية .وفشلهم في الهيمنة على كركوك بشكل نهائي .وفشلهم في التمدد نحو ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها والتي بالغوا فيها فباتت تصل لنصف محافظة ديالى، ومناطق من محافظتي واسط وصلاح ألدين والموصل.
٢-فبات العمل مختلف ومن خلال الاستراتيجيات العميقة جدا ومن خلال ( اضعاف جميع الاطراف العراقية ماعدا الطرف الكردي) ومن خلال غرفة عمليات سرية في اربيل تأسست مباشرة بعد فشل الاستفتاء. والتي فيها كبار المستشارين الاميركيين والفرنسيين والاسرائيليين والالمان وغيرهم. والتي باشرت بدور سري في تأجيج الاوضاع في جنوب ووسط العراق في اواخر ٢٠١٩ . وكان لها دور في عملية اسقاط حكومة عادل عبد المهدي عندما مال عبد المهدي لايران كثيرا وبعدها مال نحو الصين . ولعب الاكراد دورا سريا ومحوريا من خلال غرفة عمليات اربيل على حكومة عراقية بزعامة السيد الكاظمي. والمضي قدما وتحقق لهم ذلك . وكانت لدى الأكراد من وراء ذلك تحقيق اهداف عميقة ومنها :-
١-الهيمنة الاقتصادية الكردية على الاقتصاد العراقي وبات هذا واضحاً وجلياً من خلال الهيمنة الحكومة على منافذ الجنوب وترك منافذ كردستان بحرية تامة ودون رقابة .
٢- اضعاف الوسط والجنوب ماليا وتنمويا ولوجستيا ومجاملة غرب العراق وتقوية كردستان حصرا.
٣-منح الاكراد حرية التصرف في سنجار وضواحيها وضمن حسابات استراتيجية دقيقة وخطيرة استفزت تركيا وايران وروسيا !
٤-تنمية كردستان العراق على حساب جميع المحافظات العراقية بحيث دخل الوسط والجنوب والعاصمة في الفقر والازمات المالية وبالمقابل دخل الاقليم في تنمية كبيرة ومشاريع ضخمة .
٥-الاصرار على السياسة المالية الداعمة للأكراد والمتقشفة جدا تجاه الوسط والجنوب!
٦-تعطيل كثير من المشاريع في الوسط والجنوب وتحويل اموالها الى كردستان
٧- عدم محاسبة ومراقبة السياسة الخارجية للعراق بحيث بات وزير الخارجية يصول ويجول ودون رقابة ولصالح كردستان حصرا
٨- بحيث وصل الحال برئيس الجمهورية برهم صالح يخاف انتقاد تركيا بالاسم وراجعوا تصريحه الاخير .مقابل صمت محير من جهة المركز ” بغداد”

#ماهو جوهر الاستراتيجية الكردية العميقة !؟
جوهرها هو :-
١-هيمنة الأكراد على قرار المركز بنسبة عاليةجدا . ٢-تعميق الدولة العميقة في المركز لصالح الاكراد وحلفاءهم الاستراتيجيين من الشيعة والسنة.
٣-تغيير رسم التحالفات الكردية القديمة مع جهات سنية وشيعية جديدة بعيدة عن التأثير الايراني!
٤-الوصول لحالة الهيمنة التامة على قرار المركز لكي يُدعم الاكراد دفعه واحدة من خلال صمت المركز على ( سنجار، كركوك ، نصف صلاح الدين ، نصف ديالى ، ربع واسط، ثلث الموصل، واعلان اقليم سهل نينوى بدعم فرنسي ومسيحي )

#الانتباه الايراني التركي أفشل الخطة الكردية :-

ما ورد في النقاط اعلاه وخصوصا في النقطة رقم (٤)الخاص باستراتيجية الهيمنة على القرار العراقي وقضم ما يريده الأكراد دفعه واحدة وفرض الأمر الواقع على العراقيين…. تنبهت له ايران وابلغت الاتراك بالمخطط الكردي الأخطر. والذي رسمته غرفة عمليات اربيل والذي يصب على هيمنة الاقليم على النظام السياسي في العراق وباغلبية مفاصله .
#حينها سارعت ايران لقصف تلك الغرفة بطائرة مسيرة وقتل فيها بعض الخبراء الإسرائيليين حسب التقارير الايرانية .والتكتم على قتلى الجنسيات الاخرى .وهي التي ادخلت الرعب لدى الاميركان والغربيين اي ( الطائرة المُسيّرة ) التي ضربت غرفة العمليات السرية في اربيل وضربت القاعدة السرية بمطار اربيل!
#بعدها بفترة قصيرة قررت تركيا التوغل في الاراضي العراقية وضمن عمليات عسكرية معلنة وعلى مراحل .ولقد وصلت الى مراحل خطيرة جدا داخل شمال العراق. وباتت تلامس تضاريس دهوك والموصل . بحيث ان القياسات الرياضية والهندسية على الأرض باتت تؤشر الى حصار أربيل تماماً،وعلى المستوى الاستراتيجي باتت تؤشر فصل اربيل عن الموصل ودهوك تماما عند ساعة الصفر !

#كل ما يفعله الأتراك الآن في العراق ليس بعيدا عن طهران وموسكو .
#أولا :-فطهران تريد
١- أسقاط جميع الاحلام الكردية في العراق
٢-انهاء العلاقة الكردية الإسرائيلية
٣- تفريغ يد اسرائيل من اي فائدة تجنيها إسرائيل من اقليم كردستان !.
٤- ومنع تأثير اربيل على المصالح الايرانية في العراق

#ثانيا :- وتركيا تريد
١- تطويق احلام اربيل بالوصول الى اكراد سوريا والتلاحم معهم !
٢- تطويق اربيل ومن ثم جعل اربيل وال برزاني تحت رحمة تركيا
٣-اسقاط الحلم الكردي بولادة دولة كردية
٤- منع اقليم كردستان من التوسع نحو الموصل وكركوك
٥-منع التحالف بين اربيل وحزب العمال PKK

#ثالثا:-وروسيا تريد
١-تفريغ يد الولايات المتحدة والفرنسين من الورقة الكردية
٢- ايقاف الدعم اللوجستي من اقليم كردستان الى “قسد” والى الجبهة الكردية في سوريا
٣- منع التلاحم الجيوسياسي بين اكراد العراق واكراد سوريا !

#الخلاصة :-
١-الى حد هذه الساعة سقطت جميع مخططات وأحلام ال برزاني من الاستحواذ على كركوك وعلى مايسمى بالمناطق المتنازع عليها.
٢-ولم يبق بيد ال برزاني الا رهانه على تحالفات سياسية وتكتيكية مع اطراف شيعية وسنية بعيدة عن طهران لتكون مخلب قط يحقق للاقليم بعض الانجازات ولكنها مقامرة غير مضمونة.
٣- وكذلك لم يبق أمام ال برزاني الا تجذير الدولة العميقة في بغداد وفي مصدر القرار وفي النظام السياسي في المركز وبمساعدة حلفائه الجدد! ونعتقد ان هذا الموضوع غير غائب عن الايرانيين !
٤- وبقيت بيد ال برزاني ورقة الدور الكردي السري بالتأجيج ضد الحشد والفصائل وان الحشد والفصائل يعرفون هذا الدور ويدهم على منصة الطائرات المسيرة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى