أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

تشرين خارج الأنبار …!!!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - منهل عبد الأمير المرشدي

في مشهد يدعو الى الأسى ويندى له الجبين ويستحي منه ويخجل كل ذي ذرة من حياء او بقايا من بقايا عقل وبصيرة ذلك المشهد المذل والمخزي الذي ظهر فيه قائد أبطال تشرين ( ضرغام ) مع جماعته من ثوار تشرين الذين اصطلوا بنار شمس آب على اعتاب سيطرة الصقور حيث تم منعهم من دخول محافظة الأنبار لممارسة الثورة التشرينية ضد الفساد والفاسدين . بكل قوة وبكل جرأة وبكل صراحة قالها لهم قائد عمليات الأنبار شكرا لكم قدمتم مطالبكم ارجعو من حيث جأتم ممنوع عليكم دخول الأنبار . قالها لهم أيضا بكل وضوح ومن دون حياء محافظ الأنبار وبلهجة اهلنا في الرمادي ( يا ول يابا يا ضرقام إنت جيت هين وقدمت مطالبك وحّنا استلمناها .. فتوكل.. ) سأله ضرغام بلهجة جنوبي تشريني منكسر خانع ذليل .. ( يعني شنو) فقالها بوجهه المحافظ وكل مشايخ الأنبار وابنائها (إكفونا شركم ياول يابه مانريد نخرب مدينتنا ) . كان (الثائر) ضرغام ومن معه من الثوار في منتهى الذّلة والإذلال والحرج والإحراج تحت لهيب الشمس فقال بتردد وانكسار : ( زين ليش تمنعونه أشو إحنا ما منعاكم من جيتو يمنه بساحة التحرير والناصرية وكربلاء ) فردها عليه محافظ الأنبار وجها لوجه . (هذا الكلام مالو داعي .. توكل وإرجع ) .. كان مشهدا مخجلا مزريا تافها سخيفا جدا ونحن نرى بعض العسكريين من الأنبار يوزعون قناني ماء الشرب وصمون (الجيش) على ثوار تشرين الأبطال الذين عادوا بخفي حنين بكامل العدد والعدة بما فيها من إطارات حملوها معهم كي يحرقوها بشوارع الأنبار وسياراتهم ومنشآتهم وكل برنامجهم الثوري العظيم بما فيه من حرق وفوضى وتخريب . عاد ثوار تشرين بخيبتهم وصدمتهم حيث وجدوت ـهل الأنبار وقد ادركوا الحقيقة ولا يريدون عودة تلك المأساة كما لم يجدوا بإستقبالهم ابناء الفلوجة والأنبار الذين شاركوهم بحرق المحلات في شارع الرشيد وشارع الحبوبي والقنصليات الإيرانية ومقرات الحشد الشعبي وافواج منع الدوام وحرق الجامعات. لم يجدوا الثائرة التشرينية ماري أم الببسي في استقبالهم ولا مذيعة الشرقية الخرساء التي تتبرع ب(الكلينكس) للثوار وأبو التكتك ولم يجدوا احمد البشير بإنتظارهم ولا كل ابطال الفيس بوك وقنوات الثورة . فيما عاد محافظ الأنبار الى مدينة الرمادي لتستقبله جماهير الأنبار ( هلا بيك هلا وبجيتّك هلا) وينثرون الحلوى على موكبه محتفلين بالنصر الكبير على ثوار تشرين وحفظ مدينتهم من الفوضى والدمار !!! هل عرف ضرغام ومن معه ومن كان بين يديه وكل ثوار تشرين من يكونوا هم في عيون الآخرين وماذا كانوا وكيف آل بهم الحال . هل عرفوا قدرهم ورحم الله إمأ عرف قدر نفسه . هل أدركوا انهم ربما ارادوا الحق فأخطأوه وكان من حيث يعلمون ولا يعلمون ادوات ليس إلا حيث ثاروا ضد الفساد وسلموا امرهم للأحزاب الفاسدة وأمسوا رهنا في يد الفاسدين والمنافقين وحركتهم ارادات أقليمية ودولية دمرتهم ودمرّت بهم العراق وحاضره وما مصطفى الكاظمي بكل مساوئه وفشله وإنصياعه للبره زاني وما جلبه على البلاد والعباد من ويل وبؤس وفوضى إلا نتيجة حراكهم وثورتهم التي أضاعت البوصله وأشاعت الإنفلات . وهل من فرصة لصحوة وعودة للذات . سؤال نرسله الى ضرغام ومن كان معه سرا او علانية . عسى ولعل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى