أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

تصدعات في جدار جزيرة العرب

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

عندما أمر رسولنا الكريم محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وسلّم” بطرد يهود من جزيرة العرب ،بعد أن غدروا به وحاولوا إغتياله رغم المواثيق التي وقعوها معه،قال :”لا يجتمع في الجزيرة دينان”،وأينع ذلك القرار سلاما وسلما مجتمعيا في جزيرة العرب،بعد أن كان يهود يشعلون حرائق الفتنة بين القبائل العربية ،وأخطرها في المدينة المنورة التي نجم عنها حرب الأوس والخزرج ،التي لم تتوقف إلا بعد دخول نبينا الكريم إلى المدينة المنورة ،وبنائه هناك دولة مجتمع مدني.
بقي الوضع على حاله حتى جاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ،وولي عهد الإمارات محمد بن زايد إلى الحكم في كل من السعودية والإمارات،وإرتميا تحت أقدام المقاول ترمب ،وبدآ بتهويد جزيرة العرب من خلال إخراجها من ثوبها الإسلامي ،وإغراقها في بحر التفرنج أو التحرر من جميع القيم والعادات العربية والإسلامية ،عن طريق قراراتهما الصبيانية الموجهة من قبل الماسونية،ومن ثم أغرقا بلديها في التطبيع التهويدي المجاني،لكن بن زايد كان أكثر جرأة من بن سلمان الذي لم يجرؤ على التوقيع علنا ،خوفا من شعبه ومن إيران ،في حين أن بن زايد حرق المراحل ،وعمل على تهويد الإمارات على طريق تهويد جزيرة العرب،وأمر بتجنيس 10 آلاف يهودي في الإمارات ،من كبار رجال المال والأمن والجيش وما أدراك ،ليستفيدوا من قرارات مجلس التعاون الخليجي وينتشروا في كافة أرجاء الجزيرة ،وخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ،ويشتروا الأراضي والعقارات حالهم حال المواطنين الخليجيين.
يبدو أن “كلاحة”بن زايد أوقعته في ورطة لم يحسب حسابها ،وظن أنه قادر على تصفية حساباته مع السعودية الضليعة في تدمير الدول المعارضة لسياساتها،وللتذكير فإن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قال لجلسائه المريكيين أن بلاده لا تتحالف مع السعودية بل تعمل على توريطها لتصفية حسابات وثارات قديمة بينهما،وها هو ذاته يتولى تشويه صورة السعودية في أمريكا من خلال نشر الأسرار والفضائح السعودية،وتصعيدا للموقف نشر أن بن زايد وافق على فتح مكتب للحوثيين في أبو ظبي نكاية بالسعودية.
ما نراه في الأفق حاليا هو أن هناك تحالفا سعوديا قطريا تركيا بدأ يتشكل ضد بن زايد ،الذي يبدو لحماقته أنه يحفر قبره بيديه ،وربما لا يعلم حقيقة أبناء سعود وما فعلوه في العراق واليمن والكويت على سبيل المثال،وها هو الملك سلمان يستدعي سلطان عمان السلطان هيثم ،لإغرائه بالإنضمام إلى هذا التحالف الجديد ،بينما لن يجدوا صعوبة في ضم البحرين إليهم ،ولا ندري كيف ستكون إستجابة الكويت.
لن يصمد بن زايد أامام هذا التحالف ،وسيجد نفسه خارج السور مطرودا مدحورا مذموما ،خاصة وإن ما فعله لا يرضي كافة حكام الإمارات وفي مقدمتهم الشيخ سلطان القاسمي،وربما يطعنه من آواه ونفذ من خلاله العديد من الجرائم وهو الجاسوس الهارب محمد دحلان،الذي سينقلب عليه إنتقاما لإهانات تعرض لها وسيتحالف مع الشيخ طحنون بن زايد ،لطرده وتخليص الإمارات منه ،وسوف لن ينفعه تحالفه مع مستدمرة الخزر في فلسطين ،لأنهم دقّوا أوتادهم في الإمارات،ويريدون ثورا غيره…..وها نحن نشهد حربا فضائحية تدور حول حول نوايا الأميرين المتنازعين لإسقاط بعضهما البعض،وكشف زرعهما لخلايا تجسسية في دوائر بعضهما البعض ومن الأجانب كمستثمرين .
كرة الثلج تتدحرج بقوة خارقة ،ورغم ما نرى ونسمع ،فإننا لم نغادر طرف قمة جبل الجليد بعد ،وسوف لن تنتهي المهزلة إلا بإنتصار أحدهما على الآخر،وربما يأخذ ذلك وقتا،لكن من المؤكد أن فاتورة الوساطات الأجنبية بطبيعة الحال “بريطانيا وأمريكا ومستدمرة الخزر “ستكون باهظة،ولن تحقق إلا الحلب الجائر للطرفين.
نختم أن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله،وإن ما يجري بين الطرفين هو لعنة فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا والجزائر وتونس ومصر ولبنان والأردن والكويت، والتهويد والتعهير الذي فرضوه على شعوب الجزيرة العربية المحافظة،وتعطيل فريضة الحج،وقتل الأبرياء بالسم وبالمنشار …وإن ربك لبالمرصاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى