أحدث الأخبارالإماراتالخليج الفارسيةشؤون امريكية

تطبيع «أبوظبي» مع «تل أبيب» .. دعاية انتخابية لترامب ..!

مجلة تحليلات العصر - أحمد ناصر الشريف / مجلة يمن ثبات العدد الثاني

لا أرى جديداً فيما قامت به «الإمارات العربية المتحدة» من تطبيع علني مع إسرائيل والاتفاق معها على توقيع اتفاقية سلام دائم، وذلك لسبب بسيط وهو: أن التطبيع مع إسرائيل كان قائماً في مختلف المجالات منذ عدة سنوات وإن لم يتم الإعلان عنه .. وإذا كان هناك من جديد فهو يتمثل في حالتين لا ثالث لهما..

الأولى: القيام بعمل دعاية انتخابية لرئيس الإدارة الأمريكية «دونالد ترامب» الذي تدنّت شعبيته ووصلت إلى الحضيض؛ نتيجة لتصرفاته الطائشة، وهو ما يذكرنا بتصرفات الحكام العرب بحيث يكسب أصوات اليهود والمتصهينين العرب الموجودون في أمريكا في محاولة يائسة منه للتغلب على منافسه القوي مرشح الحزب الديمقراطي «جون بايدن» والفوز بولاية ثانية .. والحالة الأخرى الجديد فيها يتمثل في الكشف بأن الإمارات كانت في حالة حرب مع إسرائيل لكن لم يكن أحد يعلم بها وإلا كيف ستُوقّع «أبوظبي» مع «تل أبيب» اتفاقية سلام دائم يشرف عليها ويرعاها الرئيس «ترامب» بنفسه إذا لم تكن في حالة حرب مع إسرائيل.

خلاصة القول: أن «الإمارات العربية المتحدة» ممثلة في قيادتها الشيطانية عبارة عن وكيل ينفذ ما يُملى عليه من قبل أسياده في «أمريكا» و»بريطانيا» و»إسرائيل»، وهو امتداد للدور الذي تقوم به السعودية في المنطقة العربية تحديداً.

ومن المفارقات العجيبة أنه تم اختيار توقيت مريب يتزامن مع دخول العام الثالث والسبعين على احتلال فلسطين، والتي كان للنظام السعودي دور كبير ورئيسي في نكبة الفلسطينيين منذ عشرينيات القرن الماضي، يستكمله اليوم نظام الإمارات الذي يقوده شيطان العرب محمد بن زايد.

وبما أن المؤامرة قد أصبحت واضحة لتصفية القضية الفلسطينية على أيدي العرب أنفسهم، لا بدّ أن نعود قليلاً إلى الوراء لنذكر بالدور السعودي، ونشير إلى الكيفية التي استماتت بريطانيا من خلالها لفرض آل سعود حكّاماً على «نجد» و»الحجاز» بعد ا=أن كانوا قد طُردوا منها مرتين، وكوّنت لهم مملكة في عام 1932م أفقدت شعب «نجد» و»الحجاز» هويته الوطنية الأصلية ونَسبَته إلى الأسرة الحاكمة، بل وربطت تاريخه بتاريخها، وكأن عمر هذا الشعب المغلوب على أمره أقل من تسعين عاماً، وذلك بعد انتزاع بريطانيا من مؤسسها «السلطان عبد العزيز» -الذي تحول فيما بعد إلى ملك- تنازلاً عن فلسطين لليهود المساكين حسب ما جاء حرفياً في وثيقة التنازل التي كتبها بخط يده وختمها بختمه، كما هو موضح في الصورة.

ومن يومها ضمنت «بريطانيا» بقاء تواجدها في المنطقة، من خلال الدور الذي يقوم به النظام السعودي للتآمر على الأمتين العربية والإسلامية، فحظي هذا النظام بدعم أمريكا والدول الأوروبية؛ لأنه يتبنّى مصالحها ويخدمها على حساب مصالح العرب والمسلمين.

وبما يمتلك النظام السعودي من أموال، نصبَ نفسه وكيلاً شرعياً للدفاع عن مصالح العرب وشراء ذمم من يحاول أن يعترض؛ بهدف تكميم الأفواه كما يفعل اليوم في حربه الدولية على اليمن وشعبه العظيم؛ خدمة لأسياده، وفي نفس الوقت اعتقاداً من أسرة «آل سعود» بأن نهاية حكمها في «نجد» و»الحجاز» ستكون على أيدي اليمنيين في حال تمكنهم من بناء دولتهم، واستخراج ثرواتهم، والانتصار عليهم في معركة السيادة والاستقلال، وتحرير اليمن من الوصاية الخارجية، وما أكثر ثروات اليمن التي تختزنها الأرض اليمنية المعطاة.

إن الهدف الأساس من جعل التطبيع مع إسرائيل علنياً، هو: أن يتم جعل الإمارات قاعدة إسرائيلية متقدمة لاستهداف كلما هو عربي وإسلامي، وفي نفس الوقت تشجيعاً لدول عربية أخرى للمسارعة إلى إعلان تطبيعها العلني مع إسرائيل وبناء علاقات متكاملة معها، حيث من المتوقع أن تكون أول اللّاحقين بالإمارات دول: «السودان» و»البحرين» و»سلطنة عمان» .. وكذلك السعودية التي يشترط ولي عهدها الطائش «محمد بن سلمان» على الإدارة الأمريكية للتطبيع مع الكيان الصهيوني دعمه، وإقناع أعضاء الأسرة المالكة المعارضين له للموافقة أن يتم تعيينه ملكاً بدلاً عن والده الملك الحالي «سلمان» الذي لم يعد يملك من أمره شيئًا؛ نظراً لتقدمه في العمر، وإصابته بـ «الزهايمر»، حيث أصبح وجوده على قمة عرش مملكته تحصيل حاصل، وكإبرة مهدئة للمحافظة على وحدة الأسرة قبل أن ينفرط عقدها فيما لو تم تعيين «محمد بن سلمان» ملكاً،.. ولأن «ترامب» بحاجة إلى دعم إسرائيل واليهود الأمريكيين في الانتخابات القادمة، فقد يقبل بشرط ابن سلمان للضغط على الأسرة المالكة للموافقة على اختياره ملكاً رغم الصعوبة التي سيواجهها «ترامب» في إقناع أعضاء الأسرة المعارضين.

لقد فتحت الإمارات بتطبيعها العلني مع إسرائيل المجال واسعاً أمام «تل أبيب»؛ لتكون شرطي المنطقة القادم، إذا لم يتخذ الحكام العرب موقفاً قوياً وينضمون إلى محور الدول المقاومة؛ لوضع حد للتمدد الصهيوني في المنطقة العربية والحؤول دون تصفية القضية الفلسطينية وهم يتفرجون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى