أحدث الأخبارمحور المقاومة

تعاظم الرصيد الستراتيجي لمحور المقاومة

مجلة تحليلات العصر الدولية

حازم أحمد
آب – 2020

لم أؤمن بالصدفة يومًا وما آمنت ولا أفعل إلا بالحكمة والمشيئة الإلهية، هذه الحكمة التي زامنت ذكرى الانتصار التاريخي والعالمي لمحور المقاومة الذي برز فيه حزب الله ضد الجيش الصهيوني، أقول هو عالمي لأنّ المعايير العسكرية الدولية كانت تُصنِّف – لا توصِّف – حزب الله ميليشيا تتكون من جماعة ذات طابع معين، أمّا الجيش الصهيوني في التصنيف الدولي فإنه في صدارة الجيوش في العالم، تزامنت هذه الذكرى الفاخرة المضمّخة بدماء الشهداء، والمخضّبة بحنّاء الأمّهات على جدران البيوت؛ بتاريخ 14-آب- 2006 مع الحدث العالمي يوم الجمعة 14-آب- 2020 برفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي لتمديد حظر التسليح ضد الجمهورية الإسلامية الذي فُرِضَ على وفق القرار 2231، لأن هذا القرار ينتهي بتاريخ 18-10-2020.

إنّ كسر هذا الحظر من قِبَل أغلب الأعضاء الحاضرين وعلى رأسهم دولتين دائمتي العضوية: روسيا والصين، له تداعيات على السياسة الأميركية الخارجية لن تستطيع هضمها، فنحن مقبلون على عملية تفوق اصطلاح (توازن القوى)، الجمهورية الإسلامية بعد تاريخ 18-10 القادم هي غير الجمهورية الإسلامية قبل هذا التاريخ (عسكريًا وسياسيًا)؛ فالباب مُشرَعَة لها لشراء أحدث الطائرات ومنظومات الدفاع والصواريخ والغواصات والمدرعات… وهي تتمتع بعامل مهم جدًا وهو عدم احترام العربدة الأميركية ومحورها، الروس متعطشون لتحقيق هذه الصفقات والصينيون مثلهم ولم تعد أي قوة في العالم بإمكانها حظر هذا الجانب.

أميركا عندما ألغت الاتفاق النووي على يد الرئيس ترمب فإنها قدمت بذلك خدمة لإيران؛ ذلك إنّ إيران صنعت من هذه الخطوة فرصة تاريخية من خلال التعاقد مع عملاق الاقتصاد وعملاق الاستهلاك النفطي الأول (الصين)، وسحبت بذلك ما كان من قوة لدى أميركا يمثلها هذا الملف النووي وأحالتها نقطة ضعف في رصيد الأميركي، ولأجل ذلك فإن الحزب الجمهوري تضاعفت خساراته وضاق الحبل على رقبته أكثر في هذا الارتفاع الستراتيجي الجبّار في رصيد محور المقاومة، ومِنْ ثَمَّ مكانة أميركا إلى نزول أعمق.
إيران صارت لاعبًا عالميًا يجمع الكبار على قرار واحد، وأميركا صارت لاعبًا منهكًا ينطلق من سفاراته لإحراق مدينة هنا وهناك!.
هذا الانتصار السياسي العالمي اليوم أثخن الجراح الأميركية أكثر، وأبطأ من حركتها في غرب آسيا ستراتيجيًا أكثر، وقلَّمَ آمالها أكثر، ما تزال الأوراق حاضرة في كف المقاومة بوجه الأميركي حتى الانتخابات، يُكلِّلها الرد الموازن على عملية الاغتيال الأميركية الجبانة التي نفذتها ضد قادة النصر (رضوان الله عليهم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى