أحدث الأخبارلبنان

تعليق على زيارات ماكرون الى لبنان

مجلة تحليلات العصر الدولية

هل فعلا الرئيس ماكرون يريد مساعدة لبنان بعد انجاز الإصلاحات كما يدعي؟؟ ومن منْ الزعماء الحاليين؟؟ .. منْ هم متأصل في نفوسهم طبع الاجرام والفساد والنهب وسرقة المال العام لعقود من الزمن… ولو ابدوا مرونة وتغيير السلوك الاني بسبب ضغوط “المندوب السامي” ماكرون … وخوفا من العقوبات التي كان من المفترض فرضها عليهم وعلى عائلاتهم…
فبدأت المساومة والصفقة !! يعني القبول بتحوير الفساد والهدر والنهب والسرقة من ايدي الزعماء والاحزاب والسياسيين اللبنانيين الى ايدي مدراء الشركات الفرنسية ومن يبرم عقود النفط والاعمار ومنفذي المشاريع بايدي فرنسيين.. يعني مزراب النهب والهدر واحد وسيستمر وان تعددت الايدي والوجوه..
وهذا الاهتمام المفاجىء للبنان من قبل ماكرون مرده الى اتفاق بينه وبين ترامب: ترامب ينهب العراق ونفطه.. وماكرون ينهب لبنان ومرفأه.. وهكذا يقفلون الطريق على اتجاه لبنان والعراق شرقا نحو الصين وروسيا وايران..
والسياسة في عصرنا الحالي هي فن الممكن في التحايل والكذب والخداع والنصب.. هي كمن يطريك غزلا وحلاوة الكلام ويسقيك شراب العسل المسموم!! ولا يوجد في السياسة صدق ولا جدول غدق، ولا قيم وحق ولا خلق لبق.. ولا بناء صداقات او علاقات بدون جني مصالح وصفقات وتجارات، ولا مساعدة دون استفادة ، ولا فائدة دون ارباح واعدة، و ليس هناك رعاية بدون هدايا، ولا تحالف وصداقة بدون صفقة ووعود غدّاقة..
وفرنسا لا تبدي الاستعداد بالشراكة الا عن حنكة وفبركة ، فهي لا تبني مشروع بدون ذلّ وخضوع ، ولا منفعة بدون طاعة او صفعة، ولا فلوس دون إذلال النفوس، ولا مساندة دون انتهاك السيادة، ولا اموال او قروض بدون شروط وفروض، ولا باريس 1 و2 وسيدر بدون قراطيس وهدر، ولا وعود انتشال لبنان من شفط المال العام والانهيار الا باكتمال قنص فرص عقود النفط والاعمار.. ولا بناء وانماء وماء وكهرباء الا بعودة الانتداب والولاء، على ايدي الفرنسيين الاجلاء، والقبول بمن ينصبونهم رؤساء ووزراء و زعماء عملاء على حساب الاستقلال والكرامة الوطنية.. فالسياسة ليست جمعية خيرية.. بل طريق الى الجاه والسلطة والعبودية والديكتاتورية، وجني ثروات واموال نفطية وفرض نفوذ وقرارات استبدادية.. تستعملها الدول الكبرى تكتيكيا لتكريس حكام خونة فرعونية وامراء طاغية ونفوس صاغرة طاغوتية.. لترويج مشاريع الاستعمار الاجنبية، ونهب الخيرات والثروات الطبيعية، وصولا الى استراتيجية حصار محور المقاومة وتحجيم اذرعه وحركاته الوطنية، وفرض سياسات التطبيع مع “اسرائيل” الإرهابية، لابتلاع القدس الشريف ونسيان القضية الفلسطينية، وجعل بلداننا مرتعا للفئات المارقة وشذاذ الافاق والمرتزقة وعبدة الاصنام والاوثان المرتبطة بالعنصرية والصهيونية ورهاب الاجانب وحثالات اليهود والوهابية التكفيرية، وفرض القمع السياسي والديني والثقافي والعقوبات الاقتصادية، وخنق الحريات والقنوات وحجب المنصات الاعلامية المقاومية، ومنع حرية التعبير وابداء الأراء الاختلافية، الا من الاعلام المأجور المغلف بالاكاذيب والتضليل وتشويه الحقائق وقلب المفاهيم والقيم الانسانية.. وجعل الاعداء المجرمين اصدقاء أنية، والاصدقاء الحقيقيين اعداء ابدية..
والهدف هو عودة السيطرة والهيمنة والاستعمار.. والمشكلة ان الشعوب أصبحت حائرة ومخيرة بين الذين يسرقونهم من زعماء الداخل أو عملاء الخارج.. وفي نهاية الامر، كلهما سارقون والشعوب مستضعفون، وكلهما حرامية محترفون والشعوب ضحية محرومون.. في وطن غارق في فتن واتون ومحن وجنون..
والحل يكمن في إستئصال هذه الطبقة السياسية وزعمائها من كراسيهم وإنزالهم عن الشجرة الملعونة التي أصلها ثابت في نفوسهم الخبيثة وفرعها في فضاء عقولهم الماكرة..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى