أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةالعراقمحور المقاومة

تغريدات مقتدى الصدر المباركة لزيارة الكاظمي للرياض وابو ظبي .. التحول من ” قائد سياسي ” الى ” موظف علاقات عامة

مجلة تحليلات العصر الدولية - احمد حسين كمال

لماذا يحرص السيد مقتدى الصدر على نشر تغريدة في الزيارتين اللتين قام بهما رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الى كل من السعودية والامارات ؟!!!
سؤال يطرح نفسه خاصة وان الكاظمي زار ايران ولم يغرد السيد مقتدى الصدر !!! وزار مصر ولم يغرد ايضا السيد الصدر ؟؟!!
ماهو السر الذي يدفع بشخص مثل السيد الصدر الى ان يغرد على زيارة الكاظمي للسعودية والامارات ؟
وهذا السوال يطرح نفسه بقوة خاصة وان السيد الصدر.
اولا : انه رجل دين وينتمي الى حوزة دينية تتخذ كل من السعودية والامارات موقفا معاديا للحوزة الدينية في النجف الاشرف .
ثانيا : زعيم تيار ديني جميع أتباع هذا التيار يرون في النظام السعودي نظاما وهابيا تكفيريا معاديا للشيعة وكذلك يرى اتباع هذا التيار في النظام الاماراتي نظاما معاديا للشيعة خاصة بعد حملة التسفيرات التي طالبت العراقيين المقيمين في الامارات من العراقيين منذ عام ٢٠٠٥ وحتى وقت قريب بينهم تجار ورجال دين ، وسجلت الحوزة العلمية في النجف لوحدها عودة اكثر من ثلاثين رجل دين اغلبهم من خطباء المنبر الحسيني واسقاط ” اقامة ” الاف العراقيين الشيعة وبينهم تجار كبار مضى على وجود بعضهم في الامارات اكثر من اربعين عاما
ثالثا : تغريدات السيد مقتدى بشان الزيارتين حرصت على التاكيد بانها تساهمان في عودة العراق للحضن العربي !!!!
و ” عودة العراق الحسن العربي !!!” شعار طالما ردده المسؤولون في نظام ال سعود وكان العراق كان مختطفا ومنتميا الى احضان ايران او افغانستان .. لذلك من المستغرب ان يعزف السيد مقتدى على نفس الشغار وكانه مطلوب منه ان يبارك الزيارتين من خلال التاكيد على ان السعودية والامارات عنوان الحضن العربي!!! وهذا خطا استراتيجي لم يلتفت اليه السيد الصدر او انه قلل من مخاطر تكرار الشعار السعودي والاماراتي بضرورة عودة العراق للحضن العربي !!!
رابعا الخطا الاستراتيجي الكبير الذي يقع فيه السيد مقتدى الصدر بتكرار ذات الشعار الذي يطلقه السعوديون والاماراتيون بعودة العراق للحضن العربي ، انما هو مشاركة خطيرة من السيد الصدر وبيعة صدرية مجانية للسعودية والامارات بانهما يمثلان ” مصداق الحضن العربي ” ؟؟. وهذا الترويج الشعار السعودي الاماراتي يعني ايضا اقرار ضمني من السيد مقتدى وان لم ينتبه لذلك ، اقرار بان خيانة السعودية والامارات للقضية الفلسطينية وتوقيع الاتفاقات السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني هو احد النتاجات الطبيعية لتوجهات هذا الحضن العربي ، وهو امر. طبيعي !!! والعكس منه اي ادانة التطبيع وتوقيع الاتفاقيات هو السالب للهوية العربية وهو المخالف لمنطلقات ومصاريف الحضن العربي وهذا اخطر ما يعمل الاسرائليون عليه من خلال الاعلام السعودي والاماراتي ؟؟؟!!!.
خامسا – اصرار السيد مقتدى بمباركته شخصيا وبنفسه هاتين الزيارتين للكاظمي الى السعودية والامارات رغم مشاعر عداء الشارع العراقي للسعودية والامارات ورغم عداء العالم العربي للامارات والسعودية وخاصة بعد تطبيع الاولى لعلاقاتها رسميا مع الكيان الصهيوني وتوقيع الاتفاقيات الامنية والعسكرية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني وبعد التطبيع السري للنظام السعودي مع الكيان الصهيوني وفتح الاجواء للطائرات السعودية وشراء خدمات الاقمار الاصطناعية الاسرائلية وخاصة من ” شركة اميغ سات ” ، هذا الاصرار على مباركة السيد مقتدى لهاتين الزيارتين ، رغم هذا العداء الشعبي في العراق والعالم العربي للنظامين الحاكمين للبلاد بقوة الحديد والنار ، انما يعكس امرين اثنين اما شعور السيد مقتدى بانه مدين للنظامين ” بشئ ما ” وانه مضطر للرد وفق معادلة ” واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها ” !! او انه يريد ام يجسد السعوديين والاماراتيين دور ” القائد الاوحد ” في العراف الذي يزعم انه القادر لوحده على ” لي عنق العراق” دولة وشعبا ليلحقهما بمحور ” الامارات _السعودية” وهو المحور الذي يعني ” محور الرياض – ابوظبي – تل ابيب وواشنطن ” شاء السيد مقتدى الاقرار بهوية وحقيقة هذا المحور ام اصر على تجاهل وجوده !!!!!

سادسا : كما ان السيد مقتدى الصدر باصراره على مباركة زيارة الكاظمي للسعودية والامارات بنفسه شخصيا وليس من خلال كتلة سائرون ولا من خلال مكتبه السياسي انما اراد ان يصعد ذروة التاييد لخطوات الكاظمي في تطبيع علاقاته مع السعودية والامارات ليؤمن غطاء سياسيا له في هذه الخطوات وليوصل رسالتين اثنتين الاولى لحلفاء واصدقاء الكاظمي وخاصة واشنطن والرياض وابو ظبي بانه وحده القادر على حماية خطوات الكاظمي في التطبيع مع السعودية والامارات وبشكل علني وقوي .
كما اراد السيد الصدر ايصال رسالة لغرماء الكاظمي وخاصة المقاومة في العراق وتحالف الفتح مفادها ان الكاظمي ليس لوحده وهو يقود مسار ربط العراق بمحور ابوظبي والرياض ، وانما كامل التيار الصدري وقيادته معه في هذا المسار ويدعمون خطواته بهذا الشان
والملاحظة الاخيرة التي لابد من ذكرها ونحن نتناول تغريدات الصدر المباركة لمشروع ربط العراق بالرياض وابو ظبي وهي ان الصدر دون ان يشعر ساهم في نحوي نفسه الى موظف علاقات عامة لتسخير تغريداته في دعم سياسة رئيس مجلس الوزراء الكاظمي ونيل رضى الرياض وابو ظبي وواشنطن وايضا رضى الكاظمي عنه ، وهذا الدور انما هو جهد العاجز من السياسيين والمتحزبين الذين ينتظرون بفارغ الصبر اي تطور في الاحداث لتسخيرها في تعزيز تملقهم او انتمائهم لحزب معين او شخصية سياسية ما .
والسؤوال الكبير المطروح هو :؟؟؟؟؟
هل يعي مقتدى الصدر حجم السقوط المدوي له بتغريداته المباركة لخطوات الكاظمي بمساع ربط العراق بمحور ابوظبي – الرياض – تل ابيب
ام سيظل جاهلا بما تعنيه تلك التغريدات من تملق متهافت لانظمة ديكتاتورية ولدول عظمى ترسم ادوار وسياسات هذه الانظمة التي لا تعدو ان تكون مجرد ادوات تعمل ليلا ونهارا لخدمة المشروع الامريكي الاسرائيلي البريطاني في العراق والمنطقة !!!!؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى