أحدث الأخبارلبنان

تفجير مرفأ بيروت يحاكي “البرجين”….الموساد هو الفاعل

مجلة تحليلات العصر الدولية

سعد العزوني

لا يختلف عاقلان سويان بعد التمحيص في الصور التي تم بثها مباشرة لتفجير مرفأ بيروت، وتميزت بالدقة المتناهية والحرفية العالية،على أن الفاعل واحد وهو الموساد الإسرائيلي،لأن إسرائيل وحلفاءها من صهاينة العرب هم المستفيدون الوحيدون من هكذا جرائم،تعهدت إسرائيل لتقدمها التقني بتنفيذها في حال يدفع صهاينة العرب تكاليف العملية حسب التسعير الموسادي.
لن أناقش سيل الروايات التي تبرع البعيد قبل القريب بإحضارها إلى المشهد لإبعاد الشبهة عن المجرم الحقيقي،مثل السفينة المهملة وسيناريوهات ابقائها في ميناء بيروت، وأن نترات الأمونيوم هي السبب لسوء تخزينها منذ العام 2014،وغير ذلك بعيدا عن لب الحقيقة،بل سأتعرض بعد المتابعة المتأنية للحدث ورصد ردود الأفعال ،لدلالات الحدث وبعض الإنطباعات المدعمة بالمواقف والتصريحات الصادرة عن جهات لا يمكن شق غبارها.
بداية قامت صحيفة هآرتز الإسرائيلية بنشر خبر أكد مسؤولية “إسرائيل” عن تفجير مرفأ بيروت،لكنها ما فتئت أن كذّبت الخبر وجرى التركيز على ذلك،كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يطلع على التقارير السرية ،صرح بأن مرفأ بيروت تعرض لهجوم،وأن هناك من وضع قنبلة في الداخل،أيده بذلك كبير موظفي البيت الأبيض،لكن البنتاغون قام بتكذيب الخبر ،رغم تأكيد ترمب له حتى اللحظة.
مصدر في الجيش الإسرائيلي قال لريتشارد سيلفو شتاين أن الجيش الإسرائيلي تسبب في انفجار مرفأ بيروت،لكنه لم يكن ينوي اشعال نترات الأمونيوم،بل إستهدف مستودع أسلحة قريب.
وبالمقابل فإن الإعلام السعودي تبرع بتبرئة إسرائيل منذ اللحظة الأولى،وأوعز لرواد وسائل التواصل الإجتماعي الموجهين مثل “خالد زعتر”،التأكيد على ان الرياض لن تقدم الدعم للشعب اللبناني ،لأنه سلم إنقياده للحكومة الحالية،وهذه في علم السياسة تعني الكثيروتؤكد أن للسعودية دور في الجريمة،ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد بادر إعلام التحالف الصهيو-عربي بالهجوم على قطر بعد إعلان تقديم مساعدات فورية للبنان ،والقول أن هذه المساعدات ستذهب إلى حزب الله ،كما أنهم هاجموا تركيا التي بادرت هي الأخرى بإرسال مساعدات انسانية إلى الشعب اللبناني.
انفجار مرفأ بيروت يحاكي إلى حد بعيد جريمة تفجير البرجين في نيويورك في 11 سبتمبر /أيلول 2001،مع إنتفاء وجود الطائرات التي استعيض عنها بالصواريخ،وتبين أن انفجارا داخليا تم بداية أعقبه إطلاق صاروخين،ودلّت التحقيقات التي أجريت بشأن جريمة تفجير البرجين أن تفجيرا تم من الداخل وبعد ذلك ظهر مشهد مسرحية الطائرات.
هناك إتهام مباشر يوجه ل”مبز”في الإمارات بأن له ضلع في جريمة تفجير المرفأ،لعدة أسباب أهمها الإستحواذ على ميناء بيروت كما يفعل في ليبيا والصومال واليمن،ناهيك عن تحالفه المفضوح مع إسرائيل ضد إيران ورغبته الملحة هو والسعودية على تقليم أظافر إيران في الإقليم ومنها بطبيعة الحال حزب الله في لبنان.
السي إن إن أوعزت لمراسلتها في بيروت التي تقطن في محيط الميناء قبل الإنفجار بيوم ،ان تغادر لبنان إلى لندن،وهذه دالّة كبرى إذ كيف تطلب إدارة محطة من مراسلتها ذلك ،ونحن في الإعلام نقوم على السبق الصحفي،وهذا دليل على أن إدارة السي إن إن لديها علم مسبق بالموضوع.
أعتمد في تحليلي عادة على التوقيت الذي يكون حجر الزاوية بالنسبة لي ،وقد جاءت جريمة تفجير المرفأ في وقت حرج ل”كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،بعد الفضيحة التي تعرض لها قبل أيام ،إذ اشتبك الجيش الإسرائيلي مع نفسه في المنطقة الحدودية مع لبنان ،بعد تخيله أن حزب الله أرسل مجموعة من عناصرة إلى الداخل الفلسطيني ،ناهيك عن وضع حكومة النتن ياهو المتعثر ،كما أن التفجير جاء عشية الإعلان عن نتائج التحقيق في جريمة مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري،وأجزم أن منفذ الجريمة له مصلحة في ذلك.
هذا التفجير يشبه تماما تفجير مرفأ تكساس عام 1947 مع فارق بسيط في وجود كميات نيترات الأمونيوم،إذ كان يوجد في مرفأ بيروت 2700 طنا ،بينما كان يوجد في مرفأ تكساس 2300 طنا،لكن المتشابهات كثيرة مثل التصوير الفوري ومن نفس الزاوية وحجم الدمار الهائل،كما أن ظاهرة التصوير تشابكت مع جريمة البرجين ،وتبين وجود 16 كاميرا تقوم بالتصوير المباشر في مرفأ بيروت ،منها كاميرا لمصور اماراتي ظهر بسياراته ذات النمرة الإماراتية في مكان الجريمة وهو يقوم بالتصوير والبث المباشرين.
بادر إعلام التحالف الصهيو-عربي بإتهام حزب الله،وجرى تحميله المسؤولية،ولا أدري ما هي مصلحتنا في ذلك ،إلا إذا كان البعض منا قد تبرع نيابة عن مستدمرة إسرائيل الخزرية بعرقلة أي عمل مقاوم ضد الصهاينة ،تمهيدا لإنشاء مملكة إسرائيل التوراتية.
الروايات التي أطلقت منذ تفجير المرفأ كثيرة ومحبوكة جيدا لكنها غير مقنعة ،لأن الحقيقة تقول ان اسرائيل وحلفاءها في الإقليم هم المنفذون لتلك الجريمة،وكان التنفيذ للموساد ،في حين كان التمويل من قبل المراهقة السياسية في الخليج التي إعتمدت إسرائيل مقاولا في المنطقة للقضاء على أي بادرة إيجابية ربما تغير من واقعنا وتنقلنا إلى واقع نشعر فيه ببعض الكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى