أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

تقسيم أدوار وتنسيق.. تل أبيب: أقوال كوخافي حول الهجوم الإسرائيليّ المُتوقَّع ضدّ إيران كانت بمعرفة نتنياهو للتأثير على إدارة بايدن في الملّف النوويّ والسعوديّة تضغط لتشديد العقوبات على طهران

مجلة تحليلات العصر - زهير أندراوس

ما زالت تصريحات القائد العّام للجيش الإسرائيليّ حول الموقف من إيران تُلقي بظلالها على الأجندة السياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة في دولة الاحتلال، ولوحِظ الانقسام بين صُنّاع القرار والخبراء والمحللين حول الأقوال التي أدلى بها الجنرال أفيف كوخافي في المؤتمر السنويّ لمركز أبحاث الأمن القوميّ (INSS)، والتي أكّد فيها أنّه أوعز لجيش الاحتلال بإعداد خططٍ لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للمشروع النوويّ الإيرانيّ.
محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) العبريّ، رون بن يشاي، قال إنّه في هذه الأيام وقبل بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النوويّ، يستخدم اللاعبون الشرق الأوسطيون أفضل ما لديهم من أدوات ضغط للتأثير في إدارة بايدن ودفعها في الاتجاه الذي يرغبون فيه.
وأضاف:”عامل الوقت يلعب دوراً مهماً. بالنسبة إلى النظام في طهران من المُلِح والعاجل رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب بسرعة، كي يستطيع الاقتصاد البدء بالتعافي، ولكي يشعر المواطن الإيراني بذلك”.
“في الجهة المضادة”، أضاف بن يشاي، المُقرّب جدًا من قادة المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، أضاف إنّه “من المهم لإسرائيل والسعودية والإمارات وسائر حلفاء الولايات المتحدة حدوث العكس تمامًا: أنْ تبتز الولايات المتحدة أكبر عدد ممكن من التنازلات من إيران قبل البدء برفع حظر النفط عليها والقيود على نشاطاتها في الساحة المالية الدولية”.
في المقابل، أوضح المحلل نقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، أوضح “يحتاج واضعو السياسات في واشنطن إلى وقت – أولاً من أجل بلورة مخطط إدارة الحوار الدبلوماسي مع إيران، وبعد ذلك المفاوضات بحد ذاتها، وأخيراً التنفيذ.
وتابع بالقول إنّ “هذه مهمة صعبة للغاية عندما يكون المقصود الولايات المتحدة وإيران، اللتين فُقِدت الثقة بينهما. لذلك يسعى وزير الخارجية الأميركي الجديد طوني بلينكن لخفض التوقعات وإقناع الأطراف بالتحلي بالصبر. هو لا يريد أنْ ينجذب الإيرانيون إلى القيام باستفزازات كي يثبتوا للولايات المتحدة أنهم سيتوجهون بسرعة نحو سلاح نووي إذا لم تسارع إلى رفع العقوبات. وهو أيضاً لا يريد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم إسرائيل، الشعور بأن أمريكا تخلت عن مصالحهم ويتحركون بتسرّع للدفاع عنها”.
من ناحيته أكّد أمس الجمعة محلل الشؤون العسكريّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّ الجنرال كوخافي، الذي تعرّض لوابلٍ من الاتهامات بسبب ما سُمّي “تحدّي بايدن”، أكّد أنّ كوخافي اتخذّ القرار الصائب والصحيح لطرح وجهة النظر الإسرائيليّة الرسميّة، والتي لا تشوبها أيّ شائبةٍ سياسيّةٍ، لافتا إلى أنّه في الوقت الذي يلتزِم فيه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الصمت المطبق، جاء كوخافي ليضع النقاط على الحروف.
واعتبر المحلل أنّ خطاب كوخافي يوم الثلاثاء الماضي كان بمثابة رسالة إلى إدارة بايدن، مُستذكرًا أنّه قبل عدّة أيّامٍ نقل عن مصدر رفيعٍ جدًا في هيئة الأركان العامّة قوله إنّه في حال عودة الإدارة الأمريكيّة الجديدة إلى الاتفاق النوويّ القديم مع إيران، فإنّ إسرائيل تُعلِن على الملأ رفضها لهذه الخطوة، مُلمحًا إلى أنّ المصدر الرفيع كان رئيس الأركان كوخافي نفسه، ما يعني أنّ خطابه المُثير لم يكُن عفويًا، بل خطةً مدروسةً، على حدّ قوله.
من ناحيته نقل أمس الجمعة التلفزيون الإسرائيليّ شبه الرسميّ عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب قولها إنّ أقوال كوخافي حول الهجوم ضدّ إيران جاءت بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأنّ كوخافي “تبرّع” للعب هذا الدور دون التنسيق مع نتنياهو شخصيًا، ولكن بمعرفة المُقرّبين منه، أيْ من نتنياهو، والأخير هو الذي يقود الحملة الإسرائيليّة لإقناع واشنطن بضرورة اللجوء للخيار العسكريّ ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
واستذكرت المصادر أنّ القائد العّام السابق لجيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، لم يعترِض على الاتفاق النوويّ مع إيران في العام 2015 بشكلٍ علنيٍّ، واكتفى بالإعراب عن معارضته له في الغرف المغلقة خلال المباحثات مع العسكريين الأمريكيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى