أحدث الأخبارشؤون امريكية

تقييم الفشل الأمريكي الذريع في مواجهة حزب الله بين شينكر وهيل

*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*قُبيل إجراء الانتخابات النيابية في لبنان، أدلى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق، ديفيد شينكر، بتصريحاتٍ خطيرة تتعلق بالدور الأميركي الذي أدّته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في البلاد، من أجل تسريع الانهيار المالي، وبشأن استغلال الإدارة حركة “17 تشرين” من أجل تشويه صورة حزب الله وإضعافه مع حلفائه.*

*”وخلال ندوةٍ أجراها معهد واشنطن، تحت عنوان “ديناميات حزب الله والشيعة وانتخابات لبنان: التحدّيات والفرص والتداعيات السياسية” ؛ صرّح شينكر بأنّ بلاده في عهد ترامب، “فرضت عقوبات على مؤسسات حزب الله المالية، وعلى بنك الجمّال، وعمدت إلى مزامنة ذلك مباشرةً بعد قيام وكالة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف لبنان”. وتفاخر مع ضحكة شماتة بأن أمَريكا كانت وراء التخفيض. ولفت، في هذا السياق، إلى أنّ “واشنطن لم تكتفِ بهذا الحدّ، بل فرضت أيضاً عقوبات على حليف حزب الله، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل”.*


*ووصل شينكر إلى نتيجةمفادها فشل السياسة الأمريكية في التحشيد ضد حزب الله؛ فخرج عن طوره وهاجم يوم الجمعة الماضية كافة حلفائه بعبارات لاذعة جدًا وهذا ما قاله حرفيًا :-*

*إن “المعارضة منقسمة بصورة مريعة، وتمتلئ بالقادة النرجسيين والشخصانيين، والذين هم مهتمون أكثر بأن يتزعّموا أحزابهم، على أن يتوحّدوا لإطاحة النخبة الفاسدة”.*

*وأضاف، في السياق، أن “هناك نحو 100 حزب تترشّح في الانتخابات، بينها الأحزاب المعتادة وأيضاً كل هذه الأحزاب الصغيرة”، معتقداً أنها “ستأكل بعضها بعضاً، ولن تربح ما يكفي من المقاعد لإحداث تحوّل في التوازن”.*

*وختم شينكر حديثه عن الانتخابات و”قوى التغيير” قائلاً: “أنا شخصياً لست متفائلاً بهذه الانتخابات، ولا أعتقد أنّ على الإدارة الأميركية أن تراهن عليها. هناك نظام معطّل في لبنان، والانتخابات، وفق قوانين انتخابية كهذه، لن تصلحه بصورة واضحة”.*
*وبعد صدور نتائج الإنتخابات ونجاح 10 مستقلين، ونتيجة للتقريع الشديد من الخارجية الأمريكية له؛ أراد ان يركب موجة نجاحهم، فحاول التخفيف من وطاة ما صرح به؛ فل يجد سوى التراجع عما قاله ناسيًا أن هناك فيديوهات موثقة بالصوت والصورة. ووصل الأمر به حتى بالتدخل المباشر بما يشاهده اللبنانيون من القنوات التلفزيونية؛ فدعاهم إلى عدم مشاهدة قناتي المنار والميادين. وأصبح شينكر وأمريكا مدعاة للسخرية على القنوات التلفزيونية َوسائل التواصل الإجتماعي وفاقا بينوكيو شهرة خلال الاسبوع الماضي.*

*وأما مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل الذي دفع مبلغ عشرة مليارات دولار حسب تصريح سابق له لتشويه سمعة حزب الله خلال مدة خدمته؛ كتب مقالاً في موقع “ويلسون سينتر” يوم اول من أمس الأربعاء، تحدّث فيه عن نتائج الانتخابات في لبنان، وعن حضور حزب الله وحلفائه في البرلمان اللبناني وتقسيم المقاعد النيابية.ووصل إلى النتيجة التالية: “تقليل قوة “حزب الله” وَهم!”*

*وقد أثرت نتائج الإنتخابات وتبخر 10 مليارات دولار دون تحقيق أي نتيجة تذكر على توازنه؛ فتكفل هو شخصيًا بشيطنة حزب الله: بالنسبة للمسؤولين الأميركيين، فقد حان الوقت لتقويم ما إذا كان لبنان يمثل أولوية، وفهم سبب نمو حزب الله من “كيان إرهابي” صغير وخطير إلى وحشية كما هو عليه اليوم، على الرغم من أربعين عاماً من المعارضة الأميركية.*

*فقد فشلت أمريكا طيلة 4 عقود النيل َمن سمعة حزب الله وبنيته العسكرية والسياسية وبإعتراف كل من شينكر وهيل. وبدل ان تساعد امريكا الدولة اللبنانية كانت تدفع المليارات على الأحزاب المعارضة لحزب الله، ومؤخرًا على جمعيات المجتمع المدني غير الحكومية(NGO’S).*


*وبناءً عليه آمل من جنابكم الكريم حضور فيديوهي شينكر خلال الأسبوع الماضي، وقراءة ما كتبه هيل في الرابط المرفق لتتعرفوا على التدخل الأمريكي المباشر في شؤوننا الداخلية والتي كان لها الأثر الكبير في الإنهيار الإقتصادي الذي نعاني منه في لبنان.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*20 أيار/مايو 2022*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى