أحدث الأخبار

تقييم الموقف التقرير السياسي الأسبوعي العدد (٢)

مجلة تحليلات العصر الدولية - هادي بدر الكعبي

تقرير سياسي يرصد ويحلل أهم القضايا المحلية والإقليمية والدولية من خلال متابعة المواقف والتصريحات إلى جانب أهم الآراء والتحليلات الصادرة.

•الشأن المحلي:

شهد المشهد العراقي تطورات سياسية وامنية وقضائية تتعلق باستبعاد مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لرئاسة الجمهورية و الأحداث التي جرت في ميسان وما رافقها من مواقف وأحداث وكذلك المبادرات السياسية التي تنطلق من بعض القوى السياسية لأجل فك الاختناق السياسي الحاصل في البلد وايضا انزعاج قيادات التحالف الثلاثي من قرار المحكمة الاتحادية العليا بعدم دستورية قانون النفط في إقليم كردستان وغيرها من الأحداث والتي يمكن توضيحها على النحو الآتي وهو:

1- بعد التغييرات التي حدثت مؤخرا في المشهد السياسي بات واضحا بأن الكتلة الصدرية لا تستطيع تكوين الكتلة الأكبر عددا دون اللجوء إلى المكونات الأخرى، بينما الإطار التنسيقي يستطيع تكوين الكتلة الأكبر عددا من خلال العدد الذي يمتلكه من داخل المكون دون اللجوء إلى المكونات الأخرى.
وبالتالي أضحت ورقة تحييد المكونات الأخرى عن الكتلة الصدرية ولاسيما الورقة الكردية هي انجع الاوراق الفاصلة بيد الإطار التنسيقي وعليه لن يكون أمام الكتلة الصدرية الا :
➖الدخول مع الإطار التنسيقي لتشكيل الأكبر عددا والتي تمثل المكون الشيعي.
➖الدخول مع الإطار في منافسة على تدخل الأطراف الأخرى.
➖الذهاب نحو المعارضة وعدم المشاركة في الحكومة المقبلة.
أما الورقة السنية فما زال اللاعب الإقليمي يدفع ويشجع أطرافها إلى ضرورة بقاء تحالفاتهم مع الكتلة الصدرية وهذا مما دفع الأطراف المستهدفة لكي تبعث برسائل إلى تلك الأطراف الإقليمية والمحلية التي تحاول عبثا تمزيق الصف الشيعي واطالة حالة الشد والجذب بين القوى السياسية الشيعية وكانت الرسائل تحمل دلالات سياسية مؤثرة جعلتها تدرك بشكل واضح وصريح بأن موازين القوة والردع ستكون حاضرة ولن يكون هناك صمت إزاء ما يحدث بل ستكون الخطوات المقبلة تقلب المشهد وتعيد ترتيب الاوراق بما ينسجم والمصلحة الوطنية والقوى الشيعية المستهدفة.
2- أصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارا يقضي برفض ترشيح القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني (هوشيار زيباري) لمنصب رئاسة الجمهورية وجاء قرار المنع على إثر الاستجواب الذي حصل عام ٢٠١٦ بعد تسجيل ملفات فساد وهدر بالمال العام ضده حينما كان يتولى وزارة المالية في حكومة (حيدر العبادي).
هذا القرار كشف عن قضايا هامة ومنها:
➖لم تكن حسابات الحزب الديمقراطي الكوردستاني واقعيا في قراءتها للمشهد السياسي العراقي وايضا أوضحت بأن الحزب لم يعي حقيقة عدم وجود لاعب حاسم في المشهد العراقي.
➖لم يستطيع الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يتخذ الموقف الصحيح بالنسبة إلى مرشحه ولاسيما بعد بيان رأي السيد مقتدى الصدر في زيباري والتي جاء على شكل تغريدة وبالتالي أصبح أمام الديمقراطي خيارين وهما(الانقلاب على التحالف مع الكتلة الصدرية والسيادة) والذهاب باتجاه الإطار التنسيقي وهذا ما يستوجب بوجود ردة فعل من قبل الكتلة الصدرية لا يستطيع الديمقراطي الآن من مواجهتها أو تفكيكها.
أو الذهاب نحو البقاء مع الكتلة الصدرية والسيادة والذي بدء عليه بأنه تحالف فقد كل معاني الوجود ولاسيما إثر التغيرات التي حدثت مؤخرا في المشهد السياسي.
➖تراجع دور الديمقراطي في بغداد بشكل واضح جدا فضلا عن انتقال معركة التنافس بينه و بين الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الإقليم ولا تحسم الا بعد الذهاب مجتمعين نحو قوى المكون الشيعي السياسية لأجل اختيار رئيس الجمهورية و من ثم تشكيل حكومة جديدة.
➖قرار الاستبعاد ينسجم مع رغبة الكتلة الصدرية كون زيباري يشكل ضغط إعلامي وشعبي ضدهم وبالتالي بات أمر استبعاده متنفس لتخفيف ذلك الضغط،فضلا عن إمكانية التحالف مع بعض النواب المستقلين والتصويت للمرشح الجديد للمنصب وبالتالي أفقد الإطار التنسيقي تحقيق عملية الثلث المعطل.
3- يدرك الاطار التنسيقي بشكل كبير بأنه معني بمسالة انتخاب رئيس الجمهورية كون الرئيس هو من سيكلف مرشح البيت الشيعي بتشكيل الحكومة المقبلة وبالتالي هذا يعني أن مسألة اختياره (رئيس الجمهورية) ليست مرتبطة بطرف سياسي دون الآخر.
4- أثبتت الوقائع والأحداث بأن التحالف الثلاثي( الكتلة الصدرية، الحزب الديمقراطي الكوردستاني،السيادة) لا يمتلكون ثلثي أعضاء البرلمان الذي يستطيعون به تمشية رئيس الجمهورية الذي يحتاج تمريره إلى ٢٢٠ نائبا.
كما أن الوقائع كشفت أيضا عن أن الثلث المعطل سيكون له دور أساسي بمنع تسمية رئيس الجمهورية وبالتالي لا تستطيع الأطراف السياسية دون هذا الثلث من انتخاب رئيس الجمهورية.
5- بعد الأحداث الأمنية التي ضربت محافظة ميسان دق جرس إنذار الحرج الشديد لدى بعض الجهات السياسية من تلك الحوادث مما دفعها نحو التصعيد داخل المحافظة محاولة البحث عن ردة فعل تأتي من جانب عصائب أهل الحق لكي تتشبث بها لتخرج من عزلتها وتخلط الاوراق في المحافظة ولكن سماحة الشيخ الخزعلي تعامل بحكمة بوجه تلك المحاولات من خلال عدة خطوات ومنها

إعلانه عن قبول كل المبادرات التي من شأنها نزع فتيل الأزمة وحقن الدماء وافشال كافة المساعي الخارجية والإقليمية الحثيثة التي تريد الفتنة والانفلات الأمني داخل محافظة.
6- انتشرت في الآونة الأخيرة اخبار تتحدث عن وجود طائرات مسيرة تحلق فوق سماء النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والهدف من تسويق هكذا اخبار لغرض ابعاد الأنظار عما يجري في صلاح الدين والانبار.
حيث تذكر اخبار وتقارير بأن ثمة إنشاء مضافات جديدة في محيط صلاح الدين قد تم العثور على البعض منها من قبل الحشد الشعبي،فضلا عن استمرار عقد المؤتمرات من قبل اشخاص من محافظة الانبار خارج البلد والتي تطالب بإخراج الحشد الشعبي والعشائري من المحافظات الغربية.
7- أطلق الإطار التنسيقي مبادرة لأجل حل أزمة الانسداد السياسي الحاصلة في البلد وهي تهدف إلى رمي الكرة في ملعب الكتلة الصدرية كونها وضعته أمام خيارين وهما:
➖القبول بحكومة تضم كل الاطراف المشكلة للاطار مع عدم استبعاد أي طرف سياسي منها.
➖أو ذهاب الإطار إلى ممارسة الحق الدستوري ولاسيما الثلث المعطل،وبالتالي سيكون للاطار الحق في تعطيل الكثير من الخيارات التي تقدم عليها قوى التحالف الثلاثي.
إلى الآن لا يوجد رد رسمي من قبل أي طرف سياسي من التحالف الثلاثي على المبادرة وهذا مؤشر بأن تلك الأطراف لديها تحفظات حول تلك المبادرة.

•الشأن الإقليمي:

1- كشفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن صاروخ بالستي جديد (خيبر) بمدى (١٤٥٠كم) يعمل بالوقود الجامد ويملك مواصفات فنية يختلف عن بقية المنظومة الصاروخية.
الإعلان عن هذه الخطوة مدروس بعناية لم يجري اختبار له وإنما فقط تم الإعلان عنه تزامنا مع المرحلة الأخيرة من مفاوضات فيينا مع عدم الاغفال عن اسم الصاروخ (خيبر) والذي يحمل دلالات رمزية.
الإعلان يعكس عن مزايا للجمهورية وأهداف وهي:
➖تطور القدرة الصاروخية وتقوية الترسانة العسكرية.
➖كان لافتا أن يتم الإعلان عن تلك الخطوة بالتزامن مع الاحتفالات بمناسبة الذكرى (٤٣)لانتصار الثورة حيث سعت الجمهورية إلى توجيه رسائل بأن ثوابت ونهج الثورة مازالت باقي وانها مثلما اعتمدتها في بداية الثورة سوف تبقى متمسكة بها.
➖ردع الخصوم والايحاء بأن لديها من القدرات العسكرية خاصة في مجال الصواريخ الباليستية ما يمكن أن تستعيض به عن شراء مثل هذه الأسلحة من الخارج.
➖الإعلان جاء مقاربا لانعقاد مفاوضات فيينا لكي تمارس قدر من الضغوط على الدول لكي تدفعها إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية.
➖للتأكيد بأن إيران ترفض طرح ملف منظومتها الصاروخية على طاولة المفاوضات كون هذا الأمر سيادي ويتعلق بالأمن القومي والقوة الدفاعية التي لا يمكن وضعها على طاولة الحوار.
2- مازالت مفاوضات فيينا جاري الا انها أفضت إلى تحقيق جملة من الأهداف استطاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحقيقها بغض النظر عن المخرجات النهائية للمفاوضات والأهداف هي:
➖دخول ايران إلى النادي النووي العالمي من خلال إشراك الدول المتقدمة في الصناعات النووية في البرنامج النووي.
➖الجمهورية حسمت منذ اللحظة الأولى لوصول بايدن إلى الحكم بأنها لن تجلس بشكل مباشر مع الجانب الأمريكي الذي انسحب من الاتفاق النووي بشكل أحادي وفرض العقوبات الاقتصادية على إيران،وبالتالي اذا كانت أمريكا راغبة بالجلوس مجددا إلى مائدة التفاوض المباشر فعليها أن تعود إلى تلك المجموعة الدولية ويبقى الوفد الأمريكي يقيم في مكان آخر ويتفاوض مع الوفد الإيراني عبر وسطاء وهذا الأمر له من الرمزية في مواجهة منطق الهيمنة والغطرسة والاستكبار الذي تمارسه أمريكا مع المجتمع الدولي.
➖إيران عبرت بشكل صريح وواضح بأنها غير مستعدة لبحث أي قضية أخرى غير الاتفاق النووي على طاولة المفاوضات بما في ذلك الإقليم وهذا الأمر يعكس مقدر القوة الاقتدار الذي تملك إيران أمام أمريكا وحلفائها.

•الشأن الدولي:

1- عند النظر إلى مجريات الأحداث ولاسيما المتعلقة بالأزمة الأوكرانية نرى بأن روسيا فعليا تصعد بالتجهيز لعمل عسكري ضد أوكرانيا على ما تم ايجاده مؤخرا من أوكرانيا وحلف الناتو وأمريكا بالضد من روسيا.
روسيا يبدو تتعمد هذا التصعيد نتيجة اسباب و لكي تحقق اهداف متعددة ومنها:
➖إعادة بناء دائرة النفوذ الروسي في شرقي أوربا ولاسيما في الجمهوريات السوفيتية السابقة.
➖روسيا تشعر بأن الغرب أصبح اضعف من السابق وخاصة بعد تعرض حلف الناتو للأذى العام الماضي في أفغانستان.
➖كذلك ترى روسيا بأن بايدن ليس بوارد الانخراط في حروب جديدة خصوصا بعد لحاظ أن بايدن أعاد تركيز السياسية الخارجية الأمريكية والموارد العسكرية لمواجهة الصين وليس أوربا.
➖الرئيس الروسي يسعى إلى تحقيق انتصار كبير لتكون له نتائج إيجابية داخل المستوى الداخلي لروسيا لأجل تعزيز وضعه الداخلي وصرف النظر عن الكثير من القضايا الداخلية الملحة.
➖الردع الذي تهدد به أمريكا ضد روسيا حال غزت أوكرانيا لا يخيف الروس على ما يبدو إذ ترفع أمريكا عقابا يعتقد النظام الرأسمالي الغربي أنه سيضر بروسيا فعليا الا وهو العقوبات الاقتصادية الشديدة.
في حين تعتقد روسيا ولاسيما بوتين بأن ثمة وجود ثغرات في نظام العقوبات الدولي كون أن العالم فيه شبكة فساد كبرى فضلا على أن الروس لديهم خبرة فعلية من سنوات العقوبات السابقة.
2- يحتمل عند إقدام روسيا على غزو أوكرانيا فإن ستذهب باتجاه شرقي الأراضي الأوكرانية كونها الأقرب في اللغة والثقافة والوجود العسكري.
وبعزوها تلك الأراضي ستكون روسيا قد فصلت اقليمين من أوكرانيا وهي خطوة تمثل خسارة فادحة لوحدة الأراضي الأوكرانية تحول دون انتقالها إلى رأس حربة لقوات الناتو ضد روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى