أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

تقييم وتحليل التحالفات السنية الجديدة …العزم انموذجا

مجلة تحليلات العصر الدولية - هادي بدر الكعبي

أولا/ المقدمة:

أعلن في العاصمة العراقية ببغداد يوم الخميس ٢٠٢١/١٢/٩ عن تشكيل تحالف سياسي سني جديد تحت عنوان ( العزم) يضم أكثر من {30} نائبا بزعامة خميس الخنجر، هو تحالف يضم قوى سياسية سنية ومستقلين بالإضافة إلى شخصيات سنية كبيرة.
وقد كلف المنضمون اليه خميس الخنجر للتفاوض بشأن التحالفات وتسمية الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة المقبلة.
هذا التحالف جاء نتيجة اسباب متعددة نحاول الوقوف عندها من خلال التعرف على الأطراف السياسية المشكلة له،والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها،فضلا عن الوصول إلى تحليل واقعي إلى بيان أهم الأسباب التي تقف وراء انبثاق هذا التحالف في الوقت الراهن من عمر العملية السياسية في العراق.

ثانيا/ مكونات التحالف:

يضم التحالف السني الجديد قوى سياسية بالاضافة الى بعض المستقلين ليشكل بمجموع الكلي أكثر من ثلاثين مقعدا وهم:

1-تحالف العزم اربعة عشر مقعدا
2-كتلة حزب الجماهير اربعة مقاعد (جماهيرنا هويتنا ثلاثة مقاعد وحزب الجماهير الوطنية مقعد واحد)
3-حركة حسم للاصلاح ثلاثة مقاعد
4-تحالف العقد الوطني ثلاثة مقاعد (المرشحين الثلاثة الفائزين اثنان في نينوى وواحدة في كركوك)
5-التحالف العربي في كركوك مقعد واحد ممثل بمحافظ كركوك ريكان سعيد الجبوري.
6-حزب الوطن مقعد واحد ممثل بالمرشح الفائز مشعان ركاض الجبوري.
7-ستة مرشحين مستقلين فائزين وهم كل من (المهندس خالد حسن الدراجي، والدكتورة هند محمد العباسي، و ناسك مهدي الحشماوي،و مهيمن علي الحمداني،و النائب السابق نايف مكيف الشمري،و النائب السابق الشيخ محمد فرمان الشاهر الجبوري).

ثالثا/ مهام التحالف:

أوضح القيادي في تحالف العزم [سالم العيساوي] أن التحالف يمثل المناطق السنية في العراق وهو يسعى إلى:

1- التأسيس إلى شراكة حقيقية في إدارة السلطة والدولة وعدم القبول بالمشاركة الشكلية من خلال المناصب.
2- إعادة النظر في السياسات المعتمدة والتي أدت إلى احتكار القرار السياسي والأمني والاقتصادي وما نتج عنها من أزمات واشكاليات.
3- الاهتمام بملف النازحين وعودتهم إلى ديارهم،والبحث عن المفقودين وحل مشكلتهم العالقة.
4- إعادة إعمار المناطق السنة من تخصيصات الموازنة العامة للدولة لا من الدول المانحة.
5- الاهتمام بالملف الأمني.
6- إعادة محاكمة المتهمين والمحتجزين لحسم قضاياهم.
7- التواصل مع كافة القوى السياسية للمضي قدما في تشكيل الحكومة الجديدة وتسهيل عقد الجلسة الرسمية الأولى لمجلس النواب الجديد.

رابعا/ التحليل:

يمكن رسم صورة واقعي لبيان أهم الأسباب التي تقف وراء انبثاق هذا التحالف والتي نعتقد بأنها تتمثل بالآتي:

1- إجراء تكتيكي متفق عليه خارجيا وداخليا لكي تكون التحالفات المتعددة نقطة ارتكاز لأي مشاريع بديلة و كذلك لاستقطاب الشخصيات و القوى السياسية السنية التي لا ترغب في الانضمام إلى إحدى التحالفات السنية وبالتالي لا تذهب بعيدا عن تلك التحالفات نحو الأطراف السياسية الأخرى ولاسيما التي لا تنسجم مع توجهات تلك القوى الخارجية.
2- خروج بعض الأطراف السياسية عن الإجماع السني هو مناورة تحاول سلب الأطراف السنية الأخرى جزءا من تمثيلها الكلي للمكون السني وبالتالي هذا الإجراء يدفع الأطراف السياسية الشيعية وغيرها للدخول في حوار مع الأطراف السنية الأخرى التي لم تدخل معها في تحالفات لتكون تلك المناورة فرصة للحصول على مكتسبات سياسية أكثر لا يمكن الحصول عليها فيما لو دخلت كل الأطراف السنية في تحالف واحد.
3- يبدو ان هذا التحالف يسعى إلى تغيير الخريطة السياسية السنية ويعمل ايضا على تغيير موازين التحالفات في المشهد السياسي السني عما كان عليه سابقا ولاسيما بعد نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق.
4- إيجاد هذا التحالف لكي يحقق توازن بينه وبين بقية التحالفات السياسية السنية ولاسيما تحالف تقدم بزعامة [الحلبوسي] وغيرها من التحالفات السياسية الأخرى حتى يستطيع لاحقا من الضغط على الأطراف السياسية والحكومة ويصبح لاعبا مؤثرا و وجودا سياسيا لابد من اشراكه وعدم تهميشه.
5- أحد اهداف هذا التحالف هو ازاحة [محمد الحلبوسي] من منصب رئاسة مجلس النواب والعمل على عرقلة وصوله الى هذا المنصب وحرمانه من زعامة البيت السني مجددا.
6- نتيجة التأثر بالمعادلات الإقليمية و التشظي والانقسام الذي يعاني منه المشهد السياسي السني بسبب الخلافات الشخصية والحزبية في الحصول على المكاسب ظهر هذا التحالف بناء على تلك المعطيات والمؤشرات وغيرها من الأسباب التي لا تزال ضاربة في الساحة السياسية السنية.
7- وجود هكذا تحالفات يضعف من مساعي ومحاولات بعض الأطراف الإقليمية التي تسعى جاهدة إلى بلورة تحالفات سنية يصنع من خلالها القرار السياسي والاستراتيجي، ويكون لديها أيضا الاستقلال التام في عدم الانخراط بأي تحالفات مع قوى سياسية قريبة من إيران.
8- الإيحاء بأن أطراف مهمة في المشهد السياسي السني قد استطاعت من إعادة ترتيب وضعه الداخلي بينما لا زالت الأطراف السياسية الأخرى في مناكفاتها وسجالاتها الداخلية دون الوصول إلى تحقيق هذا الإنجاز.
9- محاولة تصور بداية انتهاء أزمة نتائج الانتخابات وأن التحالف الجديد قد حسم امره في التوجه الفعلي نحو الدخول في تشكيل الحكومة الجديدة.
10- اعتماد التحالف السني الجديد على شخصيات الخط الأول ضمن صفوفه هو لأجل إفشال مساعي الأطراف الخارجية والمحلية بالازاحة السياسية لدور تلك الشخصيات الكبيرة داخل الساحة السياسية السنية.
11- يوجد ميل لدى أغلب القوى السياسية السنية نحو تشكيل الحكومة التوافقية كونها تنطلق من مواقف واقعية ومقاربات براغماتية تجد فيها طريقا بالحصول على منافع ومكاسب كبيرة وبالتالي يمكن القول ان انبثاق هذا التحالف جاء لكونه يجد إمكانية تحقيق ربح أكبر فيما إذا آلت الأمور إلى الحلبوسي وأصبح هو الممثل الوحيد للسنة وبالتالي اضعاف هذه القوى السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى