أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

تمنيات في زمن المناورات

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

في الوقت الذي يوشك العدو فيه على انهاء حملة مناوراته العسكرية ليكون قادرا على الحرب في وقت متزامن على أكثر من جبهة، اختارت كتائب القسام الإعلان عن اجراء مناورة عسكرية كبيرة تشمل كامل قطاع غزة، في ذكرى إحياء فعاليات ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الرابعة والثلاثين.
لا يفوتنا الثناء على جرأة الإعلان عن المناورة تحت سمع وبصر العدو الذي لا تغيب طائراته ومسيراته ومناطيده وعملاؤه عن مراقبة كل ساكن ومتحرك في غزة التي تخبئ في أحشائها أربعة من أسرى العدو أملا في تبييض سجون الاحتلال من أسرانا الأبطال.
وفي الوقت الذي تخشى فيه غزة من تحول كل مناورة للعدو إلى عدوان أو غدر جديد باتجاه غزة، بات على العدو أن يخشى بالمثل أن تتحول كل مناورة للقسام إلى مبادأة تستهدف تحرير بلدة أو مدينة محتلة على حدود غزة، حيث كان العدو الذي يخشى هذا السيناريو قد أجرى مناورة للتعامل مع مثل هذا السيناريو لو تمكنت المقاومة من السيطرة على مدينة عسقلان المحتلة.
صحيح أن كتائب القسام باتت تمثل عنوانا ومظلة للمقاومة في غزة، بل في كل فلسطين، بعد أن باتت صواريخها قادرة على أن تطال كل بقعة فيها، إلا أن في غزة أيضا عشرات الفصائل والقوى المسلحة، التي كنت أتمنى أن تعمل كتائب القسام على تشكيلهم في جسم يوحد قدراتهم، فكما نجحت كتائب القسام في تشكيل غرفة مشتركة تنطق باسمهم، فحبذا لو تمت هذه المناورة بمشاركة جميع الأجنحة العسكرية كي نواجه العدو في أي عدوان قادم كجبهة واحدة متحدة منسجمة متكاملة توظف جميع عوامل قواتها ولا تستثني أحد.
لا نقول تشكيل جيش، فحرينا مع العدو كفرق وسرايا تتبع أسلوب العصابات أوجع وأجدى في مواجهة العدو على شكل جيش ضمن تشكيلات وتكتيكات متوقعة وعمليات مقروءة.
مناورة القسام كانت ستكون أقوى تأثيراً وأعمق اثراً، لو تمت بمشاركة جدية وشاملة من جميع الأجنحة والتشكيلات العسكرية المقاومة في غزة، لجهة ارسال رسائل بالذخيرة الحية إلى العدو الذي يتغول على مدينة القدس، أهلها ومقدساتها، وكانت دلالة عنوان المناورة درع القدس ستكون أكثر إفهاما للعدو كي لا يخاطر بدك مواقعه وحصونه وقواعده مرة أخرى لو واصل انتهاكاته بحق مقدساتنا وأهلنا في القدس المحتلة.
كم كنت أتمنى كأي فلسطيني أن نرى جميع قوانا وقد توحدت في مناورة درع القدس تحت راية وطنية واحدة، بعيدا عن الرايات الحزبية والفصائلية التي فتتنا وقسمتنا وأضعفتنا.
وكانت درع القدس ستصبح عنوانا لصمودنا وحربنا ومواجهتنا وتصدينا للعدو، يحتشد خلفه الشعب، وتتوحد من خلفه الأمة، وصولا إلى التحرير والعودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى