أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةاليمنمحور المقاومة

توازنُ الردع، أم بدايةُ الوجع !

مجلة تحليلات العصر الدولية - منار الشامي

في قوانينِ الحروبِ عادةً أن الحقَّ منصورٌ لا محالة ، وأن الباطِل مهزومٌ بِلا جِدال ، وأن وعدَ اللّٰه حقّ {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} ، بعد أن تلطخت أيادي التحالفِ السافِر بدماءِ اليمنيين المُضرجة بقبيحِ فعلِهم ، ارتفعت هاماتُ المُجاهدين الأحرار بخطوةٍ أولى لتنفيذِ الرؤية الوطنية لبناءِ الدولة “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” .

في ليلةٍ كألفِ ليلةٍ من الوجع ، وفي نهارٍ كانت ساعاتهُ سنينًا عددا ، وبعد تصعيدٍ مسبوقٍ بالجرائمِ المتزايدة بحقِ المواطنين وممتلكاتهم في أنحاءِ المحافظات اليمنية المُحررة امتدت اليدُ الطولى التي لطالما وصلت إلى مملكةِ الشِر صفعاتُها ، لتنهش في قلبِ الجسدِ جُرحًا اهتزت لهُ الرياض ، وهي ذاتُها اليدُ التي تحدث عن خطرِها إن امتدت بغيظٍ وزيرُ الدفاع ، ففي دماءِ اليمنيين لا مُساومة أو رِهان !

توازنُ الردعِ هي أم بدايةُ الوجع ؟! ، وهل مرّت سبعٌ عِجاف لكي تبدأ تداعياتُ الفرجِ بالانفراج مُعلنةً تِلك السمان؟! ، وهل ستستمرُ المهلكة بالغرقِ في مُستنقعِ هزائمها وتلاشيها ؟! ، وهل ستظهرُ الأممُ المُتبلدة لِتُعرِب عن قلقِها الشديد إزاء تصعيدِ من تُسمِيهم “الحوثيين” وهي ترتدي نظارة العمى عن كلّ جرائمِ التحالف ؟! ، وهل سينتظرُ اليمنيين مجلس الأمنِ ليُحقق له غاياته؟!

أسئلةٌ طرحها الواقعُ وأجابت عليها تِلك اليدُ ذاتها عندما صفعت الرياض وجدّة ومواقعًا عسكرية هامة في أبها وجيزان ونجران ، وعندما لوحت لعالمِ النِفاقِ أنها بعونِ الله أقوى من أن تبقى أسيرةَ الاعتداءاتِ المُتكررة بحقِ هذا الشعب ، وأنها ليست أعجز الأغبياء لتنتظِر مُنظماتٍ دولية أحرّ ما في استطاعتِها من تفاعلٍ أن تنشُر من على صفحتها في مواقعِ التواصل الاجتماعي بيان إدانةٍ وتعبيرٍ عن قلق لا أقلّ ولا أكثر !

أجابت عليها بلسانِ القواتِ المُسلحة ، التي نبأت عن يقينٍ ضُعف المنظوماتِ الدفاعية ، وأن “الباتريوت” في حالةٍ صحيّةٍ شديدةَ الحراجة ، وأن كيد الشيطانِ كان ضعيفًا ، وأن الدم هو ما لايُساومُ عليه اليمنيين قادةً وأفراد ، شعبًا وجيشًا وقبائلًا أبيّة ، وأنهُ وحسب تعبيرِها المحلّي ولهجتِها العاميّة “من دق باب الناس دقّوا بابه” فالرياضُ مُقابِل صنعاء وجدة مُقابِل الحديدة وأمّا الأهدافُ العسكرية فمقابل التصعيد في مأرِب.

إلى أيّ حينٍ ستستمرُ حالةُ الاستحمار لدى التحالف وإلى أيّ حدٍّ ستصِل خسارته ، بالأخصِّ أنها عمليةُ ردعٍ هي الثامنةُ من عددِها لجرائمٍ تتالت طاويةً ستةَ أعوامٍ ونيفٍ من الزمن ، وكما يرى محللون سياسيون أن البداية إذا كانت بهذهِ المرارة فكيف سيؤولُ الأمرُ في نهايةِ المطاف ، يوم تنتصِرُ اليمن وتتناثرُ ممالك الزجاجِ وحضارة البعران {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى