أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون اوروبيية

توضيحات مهمة… حول ما يحصل بين أذربيجان وأرمينيا…

مجلة تحليلات العصر-السيد أبو جواد التونسي/حبيب مقدم

أولا: غالبية الشعب الآذري ينتمي للمذهب الشيعي الإثنى عشري، ولا فرق بينهم وبين الشيعة في إيران والعراق ولبنان والبحرين …..إلخ
ومن يقول غير هذا من مشايخ البلاط التركي فهو كاذب ومفتري…

ثانيا: النظام الآذري هو نظام لا ديني لا يهتم إلا بتثبيت عرش الرئيس الوارث للحكم من أبيه، بل لأجل ذالك هو مرتمي في أحضان المشروع الأمريكي والصهيوني بدرجة كبيرة، وهناك تنسيق كبير بينه وبين الكيان الصهيوني، والسير في هذا الخيار هو ما دفع بإيران لتقليل العلاقات مع النظام الآذري للحد الأدنى…
هذا بعد أن كانت إيران تدافع عنه عسكريا قبل سنوات خلت في حربه ضد أرمينيا، حتى أن إيران أرسلت قيادات لإدارة وتدريب الجيش الآذري في حروبه السابقة مع أرمينيا…

ثالثا: حلفاء أذربيجان اليوم هم أمريكا والكيان الصهيوني، أما تركيا فهي تبحث فقط عن مكان لها في المعركة، لذالك نراها تثير ضجة إعلامية كبيرة لدعمها لأذربيجان….

رابعا: حلفاء أرمينيا اليوم هم الروس فقط، أما إيران فليس لها دخالة بالحرب الحاصلة، بل الذي تعمل عليه هو إيقاف الحرب بأي شكل ممكن، رغم أن إيران وخلال السنوات الماضية لديها علاقة مع أرمينيا بلحاظ كونها جارة، افضل من العلاقة بأذربيجان….
وذالك يعود للخيارات والمواقف التي يتخذها كل من أذربيجان وأرمينيا، فالأولى الشيعية فتحت أراضيها للأمريكي والكيان الصهيوني رغم ما يشكله ذالك من تهديد لإيران، بينما أرمينيا المسيحية رفضت ذالك بل وقطعت علاقتها بالكيان الصهيوني للحفاظ على علاقتها بجارتها إيران !!!…
فنحن عندما نتحدث عن إيران هنا، فنحن نتحدث عن قلب وروح مشروع ال.م.ق.ا.و.م.ة لأعداء الأمة الإسلامية، ولسنا نتحدث عن إيران كدولة إيرانية تنتمي للأمة…

خامسا: القاتل يبقى قاتل في نظر ديننا سواء كان سنيا أم شيعيا، مسلما أو مسيحيا، ما لم يكن هناك وجه حق أدى للقتل، وكذالك الحال في الخائن والمجرم…
وبالتالي فهناك استغلال مقرف ومتدني لديننا الإسلامي في هذه الحرب القائمة بين أذربيجان وأرمينيا، والتي كان يجب أن تقف…
فبعض المنخرطين في المشروع التركي من مشايخ وغيرهم، يحاولون استغلال العاطفة الدينية في مشروعهم الباطل والمتنجس بنجاسات الدنيا…
فالأذان الذي يرفع في أذربيجان، وبالتحديد في خطوط المواجهة، هو نفسه الأذان الشيعي الإمامي، الذي حاربته تركيا في سوريا والعراق، ويحاربه الكثير من الأنظمة العربية في السعودية وغيرها…

سادسا: نحن أحق الناس بالدفاع عن إخوتنا من الشعب الآذري، وذالك لإشتراكنا في الدين والمذهب الواحد، ولكن ديننا ومذهبنا وقيمنا الإنسانية تحتم علينا أن لا نكون مطية وضحية لاستحمار الأنظمة والدول السفيهة في أهدافها…
ففي ظل الواقع الحاصل اليوم بمعطياته المعقدة، وكذالك في ظل مواقف ثم خيارات النظامين الآذري والأرميني، فالموقف الأسلم الذي يرتضيه ديننا هو:
الدفع نحو إيقاف الحرب والتفاوض حتى تسترد الحقوق، وأيضا مد يد العون لأبناء الشعب قدر الإمكان…

سابعا: المؤمن بالله ويوم الحساب قولا وفعلا، والعبد الذي يتقي ربه في الدنيا ويخاف نتائج المواقف والأعمال، يدرك أن الموقف الأصيل في الحروب والمواجهات هو حقن الدماء، ولا يحق له النهوض في مشروع يتعلق بالدماء إلا إذا كان لدفاع أو استرداد حقوق أساسية، والنهوض لإسترداد الحقوق مشروط بأمور ومصالح عامة، أهمها عدم الوقوع في جر العباد لتلك الفتن التي يختلط في الحق مع الباطل، وخاصة على مستوى الأهداف ومآلات الأمور…
فنحن أبناء تلك المدرسة المحمدية العلوية الحسينية المضحية بتعقل وثبات، وكل دماء تراق سيترتب عليها حساب أخروي وعقاب، ولن يضيع حق كل روح تزهق بغير وجه حق، مهما كان مستوى صاحب الروح…

أخيرا: موقف إيران ومحور ال.م.ق.ا.و.م.ة الحالي، لن يبق كما هو عليه إذا ما استمرت واشتدت المواجهة، خاصة أن للشعب الآذري حقوق دينية على أبناء المحور، وكذالك للشعب الأرميني حقوق جيرة وعهود مع أبناء المحور…
وعدم البقاء على الموقف الحالي، يعود لوضوح أن ما يحصل في الحرب الآذرية الأرمينية غير منفصل كليا عن حربنا ومواجهتنا للعدو الأمريكي الصهيوني داخل أمتنا وفي منطقتنا…
بل لقناعتنا أن بعض حلفاء طرفي الصراع يعملون ولهم بعض الأهداف من وراء هذه الحرب، والمستهدف الأساسي منها هو محور ال.م.ق.ا.و.م.ة ومشروعه لا أذربيجان ولا أرمينيا…

وليس لنا إلا أن نقول الله وحده المستعان….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى