أحدث الأخبارشؤون آسيوية

تومار منطقة رخوة في جسم اسرائيل

مجلة تحليلات العصر الدولية - المهاجر

لم تكد اسرائيل تنتهي من لعق دماءها نتيجة طعنة في منطقة رخوة من جسمها وهي انفجار مصنع تومار لصناعة الصواريخ دون ان تعلن امام الاعلام العالمي هوية الطاعن والة الطعن، او ربما لم تشأ الاعتراف بقوة الفاعل، حتى جاءتها ضربة اخرى بصاروخ الفاتح الايراني الصنع الدقيق الاصابة في منطقة بالغة الحساسية من الناحية الامنية. كان لسماع مدن الشمال الاسرائيلي دوي انفجار الصاروخ فاتح قرب مفاعل ديمونة هو دليل على قوته التدميرية. ايران المصنعة لهذا الصاروخ، من جانبها، اكتفت بالتعليق في اشارة اعلامية طفيفة لم نشأ ايقاع خسائر بالارواح، مريدة بذلك ان لو شاءت لاصابت موقع المفاعل. التصريح الايراني جعل روايات التبريرات الاسرائيلية الرسمية للضربة الصاروخية بعدم اسقاطه من قبل المضادات الارضية المتطورة تتهافت امام التكنولوجيا التي يمتلكها الصاروخ ذو الرأس التدميري الذي يزن 310 كيلوغرام الدقيق الهدف.

 

عودة الى الانفجار في يوم ١٩\٤\٢٠٢١ الذي حدث في مصنع شركة تومار لانتاج الصواريخ التابع للدولة والمخصص انتاجه حصرا لوزارة الدفاع الاسرائيلية. المصنع يعتبر قمة في اولويات الامن الاسرائيلي. فهو منشا في منطقة محصنة امنيا لايمكن اختراقها بأية وسيلة. تم انشاءه في سنة 2018، قبل تأميم مصانع الصناعات العسكرية، برأسمال إسرائيلي بحت وباشراف مباشر على انتاجه من قبل رئاسة الوزراء مشاركة مع جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية الشينبيت. الانفجار كان فضيعا في كل المقاييس لفداحة الاضرار التي الحقت بالارواح والممتلكات حسب ما تناولته الميديا العالمية. ورغم ان الاضرار باقية قيد السرية التامة عدا تلك التي سربتها المخابرات الروسية، فلربما تكون الخسائر اعلى من المتوقع وهذا ما يجعل اسرائيل تتكتم على خسائر الحادث بسكوت مطبق كاظمة على الم جراح الحدث. الانفجار في المصنع لم يستهدف الا الخط الانتاجي لصاروخ السهم4 دون المساس بخطوط تصنيعية اخرى. الصاروخ يعتبر ذا تكنولوجيا متطورة عالية في الدقة. ربما الغاية من تصنيعه ضرب اهداف في العمق الايراني. الصاروخ السهم4 (4 Arrow )يتم تصنيعه من قبل علماء ومهندسين اسرائليين ١٠٠%، دون اي مشاركة علمية امريكية او اوربية غربية. وتسميته بالسهم4 Arrow4)) لكونه من الجيل الرابع لسلسة صواريخ السهم، فقد سبقه في التصنيع السهم3 ( 3 (Arrow بمشاركة هندية.

تعليق وكالة اكسفلوسف نيوز هو ان شركة تومار لصناعة الاسلحة عادة ماتجري تجاربها في منطقة غاية في السرية ومحاطة بسياج امني في غاية التعقيد قرب مدينة الرملة، بحيث لا يمكن دخولها من اي طرف اجنبي ولايوجد مطلع على موقع المصنع او داخله عدا العلماء والعاملين الاسرائيليين. ورغم ان تعليل الانفجار الذي جاء من الجانب الاسرائيلي ان الصاروخ في مرحلته التجربية وما يحدث هو عادي في هذه المرحلة ما هو الا تضليل للرأي العام الاسرائيلي. الدخول في عمق غاية تعليل اسباب الانفجار نرى ان جله يصب في استبعاد الهجمة الخارجية لطمئنة الداخل الاسرائيلي وإبقائه اعلاميا في منطقة امنية خضراء من ناحية ومن ناحية اخرى كي تبقي اعترافها بالتكنولوجيا الايرانية الالكترونية الصاعدة معلقا وغير وارد في قاموس غطرستها امام العالم مُظِهَّرة بدعم امريكي لامحدود. رغم ان روسيا بحكم الصداقة التي تربط نتنياهو مع بيوتن قد حذرت اسرائيل ان مصنع تومار مستهدف بهجمة سيبرانية ايرانية ،كان ذلك قبل حرب السفن التجارية وتفجير نطنز، ورغم ان السيد الخامنئي قائد الثورة في ايران قالها بكل ثقة ان ماحدث من تفجير في نطنز لابد ان يكون له مثيل داخل اسرائيل الا انها (إسرائيل) لم تأخذ الكلام محمل الجد لاستهزائها بالتكنولوجيا الايرانية.

 

الحقيقة هو ان فكرة التدمير من الداخل باب موصود لطبيعة المنظومة الامنية المعقدة المحيطة بالمصنع. وهو الشيئ الذي تؤكده المخابرات الاسرائيلية ان ليس هناك خيانة داخلية في مصنع تومار. من وجه أخر فإن ما تؤكده المخابرات الاسرائيلية يؤيد التعليل الروسي ان الهجمة ليست بمعزل من ان تكون خارجية. نتيجة هجمة سيبرانية اما استهدفت ارباك المنظومة الكهربائية ما ادى الى انفجارها او انها (الهجمة السيبرانية) استهدفت المنظومة الامنية للمنصع باكملها وادت الى النتيجة نفسها. السؤال هو بلاشك بعد حادث الانفجار في تومار وسقوط صاروخ فاتح قرب مفاعل ديمونة قد غير قواعد الاشتباك مع اسرائيل لصالح دول المقاومة، فماذا ياترى نتوقع مستقبلا هل سوف تتغير قواعد الاشتباك مرة اخري ولصالح من؟ الجواب؛ عندما تأتي قادم الايام ستنبئنا عن ذلك ونحن بانتظار القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى