أحدث الأخبار

تيارات إسلامية في قلب العاصفة بعد إنهيار الإخوان بداية تفتيت السلفية الوهابية

مجلة تحليلات العصلر الدولية - احمد محمد سعيد

الكيانات والفرق الإسلامية لها إيجابياتها وسلبياتها

نشر الوعي بمفاهيم وقيم الاسلام السمحاء

وتثبيت العلوم والمعارف الإسلامية للجيل الإسلامي على مر القرون

والتنافس على إبراز دور الاسلام ومكانته في حياة المجتمعات والشعوب باعتباره دينا عالميا من رب العالمين

من اجل ذلك تنافست كل الكيانات والفرق الإسلامية في إنشاء مراكزها ومعاهدها وجامعاتها ومراكز أبحاثها ومصادرها الإعلامية و مطابعها ومكتباتها وشيوخها وعلمائها مستندة على المذاهب الإسلامية وساعية إلى إبرازها

عملت تلك الكيانات والفرق والتيارات على تأليف وطباعة واصدار
عشرات الآلاف من المجلدات والكتب والدوريات التي تحوي أدق تفاصيل اصول وفروع الدين الإسلامي

والعديد من الكتب والمراجع والتراحم عن التراث الإسلامي وسير الرسول والخلفاء والصحابة والتابعين وكل علماء ورجالات الاسلام طيلة القرون الماضية

كما أفردت سلسلة من تاريخ الفتوحات الإسلامية وإبراز دور القادة الإسلاميين في مختلف العصور

وعملت على إضهار مبادئ الشريعة الإسلامية وسماحة الاسلام ومكانته

ليحقق الإسلام الانتشار الواسع في بقاع المعمورة ليصبح جوهر النظام وعمود القانون في أغلب الشعوب

هذا الظهور والانتشار هو من القدرات الإلهية لإظهار دينه ولو كره المشركون

بروز الإسلام السياسي

الإسلام السياسي برز عقب ظهور المنظومة الاشتراكية بقيادة الإتحاد السوفيتي سابقا وانتشارها وتناميها وتنامي المد القومي التحرر للشعوب العربية المطالبة بطرد المستعمر ونيل حريتها واستقلالها

أن اشتعال الثورات العربية التحررية في كل من مصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا وموريتانيا والسودان ولبنان والصومال والجزائر واليمن الشمالي واليمن الجنوبي
حيث تم طرد المستعمر الأجنبي من تلك الشعوب وإقامة أنظمة جمهورية

ايضا اشتعلت الثورات في كثير من البلدان المستعمرة

أن المستعمر الغربي ذهب يؤسس لحروبة ضد تلك الأنظمة التحريرية واحتواء توجهاتها وعرقلة تطورها من خلال الاسلام السياسي سعيا لمحاربة تلك الأنظمة والإطاحة بها

كان تيار (الإخوان المسلمين) هو النبتة الاولى في الوسط الاسلامي ابتداء بحركة أنشأها حسن البنا في مصر باعتبار مصر قائدة التحول الثوري ضد الاستعمار والداعمة لثورات الشعوب العربية

تلقت حركة الإخوان المسلمين دعمها ظاهريا من الوسط المسلم وتلقت توجيهاتها من المستعمر الغربي
لتأخذ على عاتقها احتواء ومحاربة كل توجهات الجمهوريات العربية في مختلف الاقطار

في الوقت الذي كانت فيه الثورات العربية التحررية تنادي بتوحيد الأمة العربية من المحيط الى الخليج
ذهب الإخوان الى رفض ذلك قائلين إن ثورتهم أعم وأشمل هي ثورة محمديه تؤمن بواحدية الأمة الإسلامية
كما ذهبت حركة الإخوان الى رفض كل تحول عصري في تلك الشعوب
ترافق ذالك مع حملات منظمة واستقطابات وانتشار واسع في كل الأقطار العربية التحررية وبتوجيه ودعم لا محدود من المستعمر الغربي وحلفائه الاعراب

كانت عناصر هذا التيار تواجه كل الأنظمة العربية التحررية وبكل الوسائل حد الاغتيالات كما حدث لكثير من رجالات الفكر والسياسة وليس آخرهم إغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات

تم التصعيد ضد هذا التيار وبتوسيع الدعم الاجنبي له ليزداد انتشاره للأهداف المرسومة له وهي القضاء على تلك الأنظمة التحريرية ذات الطابع الجمهوري

كان شعار الإخوان وحدة الأمة الإسلامية قد تغلغلت بين أتباعه وأنصاره وصدقها الجميع
انتشر تيار الإخوان انتشار الريح في الهشيم في كل الجمهوريات وفي كل الوطن العربي والإسلامي

كان الموجه الأجنبي يرسم الخطط والتوجيهات ويرشد المرشد وينظم أعماله لمحاربة المد القومي العربي
ومحاربة التوجه الاشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي انذاك

كانت الرؤوس الموجهة لهذا التيار من مصر والأردن وقطر والكويت والسعودية وتركيا وبدعم خليجي قوي في إطار الحرب العالمية ضد المنظومة الاشتراكية والقوميات العربية

ومن أجل الحفاظ على الممالك والإمارات والمشيخيات الدائرة في الفلك الاستعماري الغربي تم تقوية التيار السلفي الوهابي المتشدد

هذا التيار التصق بالنظام السعودي منذالبدايه وتقاسم معه السلطة والحكم
حيث أعطيت لهذا التيار السلطة الدينية المطلقة في المملكة دون منازع
ليتم انتشاره في عموم الخليج والجزيرة العربية ويقدم له الدعم الا محدود وتسند له مهام حماية الأنظمة الدائرة في الفلك الأمريكي الغربي

كانت سلطة التيار السلفي الوهابي توجه الشعوب نحو تعاليم الإسلام السمحاء وإقامة حدود الله لكل مخالفة صغيرة أو كبيرة في الوسط المسلم

بينما لايحق لهذا التيار اي حديث عن أعمال الأنظمة وموالاتها للأجنبي أو مايعتمل من نهب ثروات وخيرات الشعوب

اعتمدت السعوديه على الوهابية اعتمادا كليا وجعلتها تقود المراكز المنتشرة في كل أصقاع العالم في إطار منظومة سياسية عسكرية غربية استعمارية

كل تلك الوقائع لم يخفها ولي العهد السعودي حيث صرح بذلك في منتهى الوضوح

سار تيار الإخوان المسلمين وهو واثق أنه الوريث للقوميات العربية هكذا تم إلايماء له من مموليه وموجهيه الامريكان وحلفائهم
أعطيت لهذا التيار حرية الحركة والانتشار والتطور وقيادة التظاهرات والقتال وكل وسائل إسقاط الأنظمة العربية التحررية ذات الطابع الجمهوري

كانت أقوى المحطات لتيار الإخوان المسلمين هي ثورات الربيع ضد الجمهوريات العربية
حيث صعد هذا التيار نشاطه وبكل ما يملك من وسائل وهي أقوى محطاته قبل العاصفة

ذهب التيار الوهابي السلفي يأخذ مكان الإخوان في بعض المواقف وينتشر في تنافس شديد

كانت بذور هذا التيار قد تم زراعتها بعناية استخباراتية محضة في أوساط أشد تناقض في كل البقاع العربية وخاصة في الجمهورية اليمنية

صعدة وذمار هي رأس الزيدية وكرسيها لهذا سعت الدول الاستعمارية وبتمويل وإشراف سعودي إلى بناء أكبر مراكز للسلفية الوهابية في ذلك الوسط المناقض

دماج صعدة ومعبر ذمار هناك تم اختيار إقامة كبريات المراكز السلفية الوهابية

تم إمداد تلك المراكز بكامل امكانيات النشاط والتطور والانتشار إلى كل بقاع اليمن

كان التيار السلفي الوهابي جسدا متماسكاً يعمل تحت إشراف ودعم سعودي وبحماية النظام ويتوجه وفق الخطط المرسومة له سلفا وبعناية

تم استقطاب عناصره من كل زوايا اليمن والعالم وبنفس العناية والدقة والتركيز والامداد دون معرفة الايادي الخفية الداعمة الا من كلمة (فاعلي الخير) أو هذا من فضل الله تلك العبارات يتم الرد بها دون تمحيص
كانت هذه المراكز بما تجده من دعم كبير تشكل الحالة الافضل في الوسط الزيدي الذي لا يجد أدنى مقومات التطور
حتى مساجد الزيدية المجاورة لتلك المراكز في دماج ومعبر وغيرها لم يقدم لها ولو قطعة حصير لقاعات مساجدها العتيقة التي بنيت بعضها ايام الهادي رحمه الله
كما أن تلك المراكز السلفية الوهابية لم تقدم ولو وجبة واحدة في العام لساكني القرى الزيدية الفقيرة الملاصقة لهذه المراكز
هكذا كانت السياسة المرسومة تسير دون إجابة بل دون الحاجة الى الأسئلة

التيار الزيدي متقارب حد الذوبان مع الشافعية ومتقارب ومتسامح مع اغلب الفرق مثل الاسماعيليه البهرة ومهادن مع الوافد الجديد السلفية الوهابية لكنه لا يندمج ولا يتقارب في الأفكار

استمر التيار السلفي الوهابي في اليمن يؤدي دوره المرسوم وفق التوجهات السعودية حسب الخطط المرسومة له والموجهة لنشاطه وانتشاره

كانت ثورات ماسمي بالربيع العربي الذي ركب موجتها وقادها تيار الإخوان المسلمين والتي رسمت لها إسقاط الأنظمة القومية العربية
بينما التيار السلفي الوهابي على النقيض من ذلك بنادي بموالاة السلطة ولي الأمر معتبرا أن الخروج فتنة اشد وجرم كبير يضع صاحبه في دراجات الكفر وهي من المبادئ لهذا التيار منذ التأسيس اي (حماية الأنظمة)

قفز الإخوان الى سدة الحكم عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك في مصر حيث لم يتمكنوا من مضغ حلاوة الحكم إلا وتم الانقضاض عليهم من المفاصل الرخوة التي تركت في جسم التيار(التنظيم) وأولها التسرع في الإقصاء وإعلان المسارات قبل احكام القبضة

ثم إن المرشدين للمرشد قد تخلوا عنه وسحبوا البساط والتهموا الصنم

تم إنهاء حكم الإخوان في مصر إلى الأبد وسايروا بعضا من التوجهات في اليمن بالتحايل عبر المبادرة الخليجية إلى أن وصل الإخوان الى سدة الحكم
ليتم بعدها فتح عقد المسبحة للتيار السلفي الوهابي وإبعاد قياداته وعناصرة من دماج صعدة وتحييد نشاطة في معبر ذمار وإعادة الانتشار جنوبا وشرقا في الوسط الشافعي حيث نشاط تيار الإخوان (الإصلاح) في مفاصل الحكومة المسمى شرعية

وقع تيار الإخوان(الاصلاح) بين فكي كماشة الحوثي الذي أزال نشاط هذالتيار لتصبح مناطقه خاليه من أي نشاط له أو للسلفيه الوهابية
وفي مناطق ماتسمى الشرعية تم تقليص نفوذ عناصر تيار الإخوان(الإصلاح) بالتدريج البداية من الضالع وعدن ولحج وأبين ثم تصاعدت مؤخرا إلى شبوة وحاليا يتم تقليص نفوذ عناصره في مفاصل السلطة الوسطية وتحييد نشاط قيادته في ماسمي (الجيش الوطني) وتحميله كل الاخفاقات السابقة واستحداث جيوش موازية مدعومة من السعودية والإمارات لقيادة معارك مخطط لها دون معرفة الأهداف والنتائج

كانت منظومة التيار السلفي الوهابي متماسكة إلى أن اقتربت رياح الربيع العربي من نهايتها هنا تم البدء التدريجي في التفكيك لهذا التماسك ليصبح هذا التيار موزعا في بقاع اليمن ولكن بين جماعات متنافرة لا تتلاقى بل وذهبت بعض الجماعات تدون المثالب على بعضها وتتهم البعض بالمخالفة وتقوم بالتحريض وكان من ضحايا هذا الاختلاف الشيخ عبدالرحمن العدني الذي اغتيل امام مسجده ومنزلة في مركزه بالفيوش لحج
وبروز السلفي الوهابي هاني بن بريك مشاركا في السلطة (الرجل الثاني في المجلس الانتقالي الجنوبي) وقد تم نسب كثير من الموبقات عليه

إستمرت الحرب ضد مكون الإخوان(الإصلاح) في كل بقاع اليمن وتقليص نشاطه ودوراعضائه ليتم إفساح المجال للتيار السلفي الوهابي المنقسم على نفسة وبإمكانيات ضخمة لكنها توسع لمزيد من الإنقسام لهذا التيار
كانت ألوية العمالقة تحوي النسبة الأكبر من التيار السلفي الوهابي ممن كانوا في مراكز دماج وغيرها تم الزج بهم في قيادة تلك القوات وفي الأحزمة الأمنية للعمل دون معرفة العواقب

أن الأهداف المرسومة في أفكار تلك القيادات لاتنسجم مع خطط التحالف وتوجهاته شرقا وغربا في تقليم اظافر ثم غربلة وتفتيت وانهاء لتلك العناصر

تيار الإخوان استوعب المخطط متأخرا لكنه يصارع للبقاء هنا وهناك قدر الإمكان
والتيار السلفي الوهابي حاليا يدفع كلفه باهضة من عناصرة وقياداته في بداية مخطط كبير لا احد يدرك نهايته وهي بداية حرب تفكيك لهذا التيار

وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى