أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

ثورة الوعي اليمنية

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل العزي

كان يحكى لنا في زمن ليس ببعيد أن هناك شيء أسمه عروبة وقومية عربية ومسميات يصعب سردها، كان يقال لنا في المدارس ونحن ما زلنا صغار بلاد العرب أوطاني وان الدم العربي يسري في عروقنا و أن العرب ذات مرة قادوا حرب لسحق الكيان الخبيث والغدة السرطانية في قلب مقدسات الأمة وأن وأن ….الخ
لكن ماذا حدث
بعيدا عن الكلمات الرنانة، العرب في نهاية المطاف خسروا خسارة فادحة بعد حربهم مع الكيان الغاصب واستسلموا بعدها ونحنوا لأمريكا ذلا وخزي وسلموا رقابهم لهم طمعا في الدنيا وحطامها ومقابل أن يبقى الحكام على ركام هذه الأمة، وقرر حكام السوء مصير الملايين من أبناء الأمة، فكانت النهاية لكل تلك المصطلحات التي بقيت لأعوام فارغة المضمون والحقيقة، بينما ستفحل هذا الكيان وشن هجوما على دولة عربية صغيرة تدعى لبنان ، أحكم قبضته عليها لما يقارب الـ 20 عام
بينما العرب بعسكرهم وجيوشهم جلسوا يترقبوا فقط، في ذات الحين لم يألوا الأعراب جهدا في قتال الثورة الإسلامية مطلع الثمانينات نفسها ويقفوا لها بالمرصاد لقرابة 8 أعوام لسبب واحد هو أن هذه الثورة تهدد الكيان الصهيوني الذي صاروا أمامه اذلاء راكعين. ..
لم يكن لهم بد أهل ذاك البلد المحتل قريبا آن ذاك، سوى شحذ الهمم ورص الصفوف لمواجهة هذا الكيان فتلقوا الدعم من ( الأعراب ودولهم وممالكهم ) قد ربما هذا الذي سيتبادر لذهنك لكن لا!!!
لم يقدم العرب لتلك المقاومة حتى سلاح واحد من الكلاشنكوف..
سوى دولة عربية وحيدة أخذت على عاتقها دعم المقاومين هي سوريا (الشام ) والثورة الإسلامية في إيران وهي كانت تحت حصار وقتال العملاء العرب دروع إسرائيل واسيادهم الأمريكيين والصهاينة …
انتصرت المقاومة وطردت المحتل فرد ماء وجه الأمة هؤلاء المؤمنين القله، رغم بساطة ما يمتلكون مقارنة بالترسانة العسكرية الإسرائيلية توالت الأحداث وما زال العرب هم العرب ولئك الذين سلموا أنفسهم وامورهم لأمريكا فصاروا خدام لها ولربيبتها إسرائيل …
مضى الوقت وزدادت صحوة الشعوب فخرج من بين جبال اليمن مشروع القرآن الذي حمله الشهيد القائد رضوان الله عليه، فشعر الأمريكيين وعملائهم بخطر هذا المشروع، فسعوا لمحاولة طمس معالمه، فكلما أرادوا اطفائه زاده الله وكان معه، فكانت إرادة الله وكلمته هي العليا فنتصرت ثورة الوعي اليمنية على مشروع الهيمنة والإذلال الذي استمر لسنوات.
فما كان من الاعراب إلا أن هبو هبة رجل واحد ليس لإنقاذ المقدسات بل ليقفوا في وجه ثورة الشعب اليمني وإرادته، فخاض شعبنا معركته المقدسة بستبسال فنتصر، وصار اليوم في عامه السابع يذيق تحالفات الأعراب مرارة الهزيمة المنكرة ، في حين أن عينه على المقدسات، ومشروعه هو القرآن ، تراه ينتفض من بين غبار الحرب ليمد يده للمستضعفين في الأرض من وقفوا حجر صلب في مواجهة الهيمنة والاستكبار والصلف الأمريكي الصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى