أحدث الأخبارالعراق

جدل ومصارحة مع الذين انتقدوا قانون الدمج سابقا وقرار الضم لاحقا في الجيش العراقي

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. محمد العبادي

قبل أن أدخل في هذا الموضوع أود الإشارة إلى أنني غير محسوب على جهة سياسية وليس لي مصالح شخصية أو نفعية من هذه المصارحة والمطارحة.
من المتعارف عند سقوط الأنظمة السياسية الديكتاتورية يتبعها تغيير في كثير من المؤسسات والأجهزة التابعة لتك الانظمة القمعية .
وعندما سقط النظام السابق صدرت بعض القوانين ومنها قانون الدمج رقم ٩١ في ٢٠٠٤م وماتبعه من تعديلات أو قرار ضم تشكيلات الحشد الشعبي إلى الجيش .
لست بصدد مناقشة قانون الدمج أو قرار ضم تشكيلات الحشد ، لكن اريد ان أطرح مصارحة نقدية وألقيها على الضفة الأخرى من الموضوع .
لقد صاحب هذه الاوامر والقرارات كثير من الجدل وخاصة من الدولة العميقة ومن أصحاب خدمة المشاريع الخارجية وتحدثوا بغزل مفرط عن مهنية الجيش في ظل النظام السابق أو العهود السابقة . ونعترف بالمهنية العالية للجيش ، لكن اريد ان اناقش في مسألة التمثيل الطائفي والمناطقي ، وفي دخول كثير من غير العسكريين اليه.
الجيش العراقي منذ تاسيسه في سنة ١٩٢١م وحتى سقوط النظام سنة ٢٠٠٣م قد اقتصرت قياداته من طائفة معينة دون باقي الطوائف فقد تولى اكثر من (50 ) وزيرا للدفاع ولرئاسة أركان الجيش ولم يعين سوى رئيس أركان واحد للجيش وهو عبدالواحد شنان آل رباط !!! وربما فقط وزير دفاع واحد في خمسينيات القرن الماضي.
عندما انتهت الحرب مع إيران كان قوام قوات الجيش العراقي اكثر من خمسين إلى ستين فرقة عسكرية ، وجميع قادة تلك الفرق هم من الإخوة اهل السنة ولم يكن فيها قادة فرق عسكرية من الشيعة سوى ٣الى ٤ من القادة وايضا هذا التهميش ينطبق على الإخوة الاكراد !!!
وقد تخرجت دورات متتالية لم يكن فيها إلا ما ندر من الشيعة والاكراد والتركمان!
وفي مقابل وجود كل هذا الكم الكبير من القادة ألعسكريين من طائفة ومناطق معينة يوجد في مقابل ذلك كم كبير من نواب الضباط والعرفاء من مناطق الوسط والجنوب بحيث عرفت مدينة الناصرية ب (مدينة المليون عريف )!!!
هذا الكلام المتقدم لم يكن من عندياتي بل قد اعترف به قادة عسكريون سابقون في الجيش العراقي .
لقد منحت الرتب العسكرية الكبيرة بسخاء إلى كثير من ازلام النظام السابق من دون وجه حق ولم ينبس المنتقدون والمتربصون حاليا ببنت شفة خشية من بطش النظام السابق بهم .
لقد وهب صدام حسين لنفسه أعلى رتبة عسكرية في تاريخ الجيش العراقي ( المهيب الركن ) مع أنه شخصية مدنية أو انه كما يقولون ( خريج حقوق) ! .
لنترك الحديث عن صدام حسين لناتي إلى أخيه ( علي حسن امجيد [المجيد] ) لقد كان برتبة عريف لكنه قفز بلاتسلسل وظيفي إلى رتبة ( فريق ركن )! وأذكر لكم حادثة ينقلها الفريق الركن ماهر عبدالرشيد عن الفريق الركن ثابت سلطان حيث كان هذا الأخير يستعد لتسنم منصب رئيس أركان الجيش العراقي وعند تجوال الاخير في أروقة وزارة الدفاع صادف ان ناداه ( علي حسن امجيد) من الخلف (ثابت ) من دون ان يقرن اسم ( ثابت ) برتبته العسكرية التي يحملها ، فالتفت الفريق ثابت سلطان اليه واجابه: نعم تفضل عريف علي ..!
نعم اصبح هذا العريف ( عريف علي) وزيرا للدفاع ولم نسمع من المتربصين حسيسا ولانجوى.
وتعالوا معي إلى حسين كامل صهر صدام وابن عمه ! فقد شق طريقه من رتبة نايب عريف أو نائب ضابط إلى ( فريق ركن ) وزيرا للدفاع وايضا وزيرا للتصنيع العسكري و..و..الخ.
وتعالوا إلى عبدالجبار محسن فقد كان كاتبا صحفيا لكن صدام حسين اعطاه رتبة لواء وناطقا باسم القوات العسكرية العراقية وغيرهم كثير قد تم منحهم رتبا عسكرية كبيرة لكن لم نسمع ولو كلمة واحدة من اولئك الذين يعترضون على الدمج أو قرار الالحاق لتشكيلات الحشد الشعبي بالجيش !.
ليس هذا فحسب بل قام النظام السابق بوضع قيادة الجيش تحت رحمة قيادة الحرس الجمهوري ! نعم من غير الممكن لو اجتمعت قيادة الجيش مع قيادة الحرس ان تكون القيادة للجيش بل ستكون القيادة للحرس الجمهوري على الجيش وليس العكس ورتبة عقيد في الحرس الجمهوري اقوى من رتبة لواء أو فريق ركن في الجيش العراقي .
لقد أضيفت إلى الجيش العراقي السابق تشكيلات من خارج الجيش كما هو للجيش الشعبي أو جيش القدس أو غيره ولم يعترض هؤلاء المعترضون لكن قريحتهم قد وجدت طبيعتها التي جبلت عليها ضد اولئك الذين دافعوا بإخلاص عن بلدهم (قل موتوا بغيظكم) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى