أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

جنبلاط يتخَبَّط بين اعتِزال سعد سياسياً، وعزلهِ في الإقليم سُنِّياً

مجلة تحليلات العصر الدولية - اسماعيل النجار

لا شيء سيتغيَّر في لبنان، طالما أنَّ جنبلاط وأمثالهُ باقون وغير مستعدين لترك الساحة حتى لأبنائهم.

تمسُّك جنبلاط بمغريات الدنيا، حال دون تنازله لولدهِ تيمور عن زعامة الطائفة الدرزية بشكلٍ جِدِّيّ، وهو لايزال متمسكاً بزعامة الحزب الذي ورثهُ عن أبيه.

جنبلاط المتقلب سياسياً، كتقلبات طقس شباط، يمُر اليوم بأزمة فرضتها الرياح السعودية العاتية على لبنان،
فاضطر للِاحتماء تحت جناح سمير جعجع، ليصبح التابع، بعدما كان يعتبر نفسه الأوَّل، أو النَدّ.

جنبلاط في أصعب مرحلة جارَ الزمان فيها عليه،نتيجة اعتزال الحريري الإبن، وتَشَتُتِ أصوات الطائفة السُنِّيَة في لبنان عموماً،وفي منطقة إقليم الخروب خصوصاَ، الأمر الذي ترَكَ أثراً كبيراً، في حظوظ نجاح أي مُرَشّح سُنِّي يسميه “البيك”، للمرحلة الِانتخابية القادمة.

جنبلاط الذي شعَر بخسارته المَدوِّيَة في الِانتخابات المنوي إجراؤها في ١٥ أيار، أوحين إقرارها،شَنَّ هجوماً كاسحاً على إيران وحزب الله، عبر الشاشة الصهيونية(أل MTV)في لبنان، مغازلاً أعداءهم، مرسلاً إشاراتٍ إلى بهاء، بأن: أنا هنا، التَفِت إلَيّ، ومُبَيناً للرياض أنّه باقٍ على العهد، طالما بقيت ريالاتهم ودولاراتهم خُضر العيون .

عصفورالدوري الإشتراكي قال:إنّ حزب الله جاءَ بباخرتَي مازوت واختفَىَ! وكأنّ الحزب خَلَّف وليد جنبلاط ونسيه!
لقد فات”البيك”، أن الشعب اللبناني كانَ يدفع الضرائب لخزينةالدولة التي نهبها هو ومَن معه، طوالَ ثلاثين عاما ،
ولم يكونوا(هؤلاء الناس) يدفعون الضرائب لحزب الله.

البيك قال:إنَّ إيران تريدأن تمحوَ لبنان!
ولا نعلم علامَ استَنَد”البيك” في كلامه؟
لذلك، وتوضيحاً له، نؤكد أن إيران هي التي دعمت بقاء لبنان، وتحرير لبنان، ودحر المحتل الذي جِئتَ بهِ أنت وبشير الجميِّل، واستقبلتهُ في دارتَك في المختارة بعد دخوله الى لبنان،

إيران يا”بيك” قدَّمَت المال والسلاح والعتاد والتكنولوجيا والمشورَة للمقاومة،لكي تنتصر على المحتل الذي سقيت،أنت بنفسك،قادته القهوة المُرَّة في المختارة ذاتَ مَرَّةٍ يا”بيك”، يومَ رفضت والدتك رحمها الله تقديم الضيافه والماء لشيمون بيريز، وقمت أنت بواجبه، رغماً عن أنفها، الأمر الذي تسبب بانتقالها للعيش وحيدة في منزلها في بيروت، لحين وفاتها.

فلماذا تخونك الذاكرة يا”بيك”، عندما تتعلق الأمور بكرامة لبنان؟!
أتقول يا”بيك”: إنّ حزب الله هو سبب حصار لبنان، وأن لا مجال لأي فرصة إيجابية له، في ظل النفوذ الإيراني المتمثل بالحزب.

ونحنُ نقول لكَ يا”بيك”: إنّ لبنان العزيز الشامخ المحاصر من أسيادك الأمريكان والسعوديين، هو بألف خير، وأفضل ألف مرةمن لبنان ١٧ أيار، الذي تتغنىَ بإسقاطه عام ١٩٨٤، وهوَ افضل بمليون مرة، من لبنان الذي تريدونه منبطحاً ذليلاً لِابنِ سلمان، ومُطبعاً مع إسرائيل.

أما بالنسبة لِاعتراضِكَ على تهجُّم الحزب على المملكة وأسيادها، فلا بأس عليك إن ذكَّرت محمد بن سلمان: انَّ حزب الله الذي يصفه بالإرهابي،هوَ مقاومة تقاتل اسرائيل،وليست داعش التي تقتل المسلمين،وأن الإرهاب خرجَ من مساجدهم، ومن دوائر استخباراته وافواه دعاته، وانّكم كنتم، في فترة، خير مَن يرسل لهم المال والمازوت، الى جرود عرسال يا”بيك”.
ووائل أبو فاعور لا يزال حياً يُرزَق، ولَم يَمُت بعد.

أما فيما يخص توجُّهَكَ إلى حائط المبكَىَ في موسكو، لتطالب إيران بِاحترام لبنان،فنقولُ لك: لقد تأخّرت كثيراً بالزيارة، وأخطأت في مقاربة الزمان والمكان، و كانَ الأجدر بكَ الذهاب إلى أروِقَة مجلس الأمن ،إذ ربما تجِد هناك مَن يواسيك، ويسمعك ويمسح الماء عن مدامعِك.

كذلك يا “بيك”، فإنّ ترسانة حزب الله التي تقول: إنّها تمتلكها جماعات شيعية، في أبشع تحريضٍ على طائفةٍ بحجم لبنان،ما هيَ إلَّاودائع ربانيةٌنحن نختزنها، ونقفُ حُرَّاساً عليها لجيشِ الإمام المنتظر(عج)فالمساس بها ممنوع وقاتل.

لقدقررت المواجهة السياسيةالسلمية بوجه الحزب، لا بأسَ، فأنت حسبتها “صَح” هذه المَرَّة.
وكيفَ لا… وأنتَ تنفُخ في اللبن لأنك إكتَوَيت جيداً من حليب ١١ أيار؟

أما في اِتِّهامك لحزبِ الله بتهريب المخدرات إلى الخارج!
فنؤكد لكَ يا مُهرِّب الأموال المنهوبة، أنَّ حزبَ الله حزبٌ ديني إسلاميٌّ عقائديّ، وإنّ دينَ مُحَمَّد، عليه أفضل الصلاة والسلام، حرامه حرام وحلاله حلال، حتى قيام الساعه، والمخدرات فيه حرام.
فَمَن يسرق ويعرف أن السرقة حرام، ويهرِّب تعب الناس إلى الخارج،هوَ مَن يُهرِّب المخدرات ويرتكب الموبقات، وليسَ حزب الله، فاحفظ ما عندَك.

أمّاقرارات مجلس الأمن يا”بيك”، فنقول لك: بلُّوها واشربوا مَيِّتها.
يا”بيك”، سعد الحريري كانَ سعودياً وهو كان أيضاً، أول الغيث السعودي، وستلحق به أنتَ،لأنكَ الحلقة الأضعف، وسَيَلِيكَ جعجع.

ولوأردنا أن نزيدك،فإنّ اللائحة ستطول، أما حزب الله فباقٍ ،باقٍ، باقٍ، حتى يظهر الإمام الحجة، ويُسلَّمَهُ الراية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى