أحدث الأخبارشؤون آسيوية

جنرالٌ إسرائيليٌّ يقترِح العودة إلى حلم الصهيونيّة القديم بتقسيم الوطن العربيّ: يجِب تبنّي إستراتيجيّةً جديدةً للتحالف مع الأقليات في المنطقة وإقامة “دولياتٍ عرقيّةٍ” تكون مُتحالِفةً مع الكيان لعزل سوريّة عن إيران.. ويتعيِّن على حلفاء إسرائيل في الخليج المُساهمة في إخراج الخطّة إلى حيّز التنفيذ

مجلة تحليلات العصر الدولية

زهير أندراوس:
قال جنرالٌ إسرائيليٌّ في الاحتياط وأكاديميٌّ إنّ هناك حاجة لإستراتيجية أكثر شمولاً، من تلك التي خاضتها إسرائيل ضد إيران، وهي “المعركة بين الحربين”، في ظلّ جهود لإقناع الولايات المتحدة، بعدم التخلّي عن إسرائيل في الاتفاق النووي.
وأضاف إيلي كارمون الباحث بالمركز متعدد التخصصات في هرتسليا، في مقاله بصحيفة (معاريف) العبريّة، أضاف أنّ “الصراع ضدّ إيران يدخل فترة صعبة بالنسبة لإسرائيل، عقب انتخاب الرئيس المنتخب حديثًا إبراهيم رئيسي، وهو زعيم محافظ ومتطرف مقرب من المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الأمر الذي جعل فرص مساعي الولايات المتحدة بقيادة الرئيس جو بايدن إلى توقيع اتفاق نووي مع إيران، أسوأ من سابقتها”.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الأكاديميّ الإسرائيليّ كارمون، المعروف بمواقفه اليمينيّة، أوضح أنّه “في الوقت نفسه، تقلص الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط، أمّا إيران من جهتها فلم تتخلّ عن تطلعاتها لتأمين مرساة إقليمية لها في سوريّة، وتعزيز علاقاتها مع حماس في غزة، وتمتين التحالف مع الحوثيين في اليمن في قتالهم ضد السعودية، وفي الوقت ذاته فإن إسرائيل في مواجهتها ضد الغزو الإيراني لسوريا، وتسليح حزب الله بصواريخ دقيقة، يبدو أنها مطالبة بصياغة إستراتيجية أكثر شمولاً”.
وشدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ “هذه الإستراتيجية قد تكون على غرار التحالفات الطرفية الإستراتيجية في الستينيات والسبعينيات، ففي سوريّة والعراق، هناك أقلية كردية كبيرة تسعى إلى الاستقلال، أو على الأقل الحصول على الحكم الذاتي، في هذه الحالة من الأهمية لإسرائيل بناء منطقة عازلة بين إيران وسوريّة”.
وأكّد أنّ “إيران نفسها لديها مشكلة أقلية حادة، لأن 55 بالمائة فقط من سكانها من أصلٍ فارسيٍّ، والبقية من الشيعة الأذريين، وبعضهم يعمل لصالح أذربيجان، أما الأقليات السنية فتتركّز داخل حدود إيران، وهناك تنظيمات تعمل في أراضيها معارضة للنظام في طهران، وتسعى لإنهاء قمعه اقتصاديًا، وفي لبنان يلقي قسم كبير من السكان باللوم على حزب الله وحسن نصر الله شخصياً وحلفائه بسبب الإهمال، والاستيلاء على أصول الدولة”.
وشدّدّ الجنرال على أنّ “إسرائيل مطالبة بأنْ تتعلّم من أخطاء الماضي وأوهامه، وألّا تتردد في العمل بنشاط واستنارة لمساعدة المجموعات العرقية الرئيسية للتحرر من قبضة حزب الله وإيران، صحيح أن القادة الإسرائيليين يهددون لبنان بتدمير البنى التحتية الوطنية في حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله، لكن السؤال هل تريد إسرائيل أن تصبح كل الطوائف في لبنان أعداء لها، وهل سيسمح المجتمع الدولي بذلك رغم التوجه الإسرائيلي؟”.
وأشار إلى أنّه “من الواضح أن حزب الله لن يشن حرباً شاملة ضد إسرائيل إلا بأمر من طهران وفقاً لاحتياجاتها الإستراتيجية، وتحديدًا في سياق مشروعها النووي، فإطلاق الصواريخ المكثفة من لبنان على الأراضي الإسرائيلية يمكن أنْ يتسبب في سقوطٍ عددٍ كبيرٍ من الخسائر في هذه المنطقة، ولذلك يجب أنْ يكون التهديد الإسرائيلي الرئيسي لتحقيق الردع موجهًا إلى إيران، وليس لبنان، حيث يهرب 30 بالمائة من سكانه وقت الحرب”.
وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّه “من المفترض أنْ يكون حلفاؤنا الجدد في الخليج وما وراءه على استعداد للمساعدة في هذا المسعى الاستراتيجيّ، ويجب الإعلان عن سياسة إسرائيل هذه ودعمها بالأفعال من أجل تحقيق التأثير الواعي أيضًا بين جميع الجماهير المستهدفة”، على حدّ تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى