أحدث الأخبارشؤون امريكية

جونسون ..النسخة الثانية من ترمب

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزوني

هي النهايات ،وقد هيأت حكومة العالم الخفية القابعة في جزيرة ما في عرض البحر اللجي،كافة السبل لتحقيق أجنداتها،فجاءت أولا بالمقاول الأمريكي البعيد عن السياسة والعسكرية دونالد ترمب ،من أجل تدمير أمريكا بعد عزلها عن العالم وإشاعة الكراهية ضدها بسبب سياساتها الشوفينية العنصرية ،وها هو العبث الترامبي متعدد الصور والوجوه يؤزم الوضع الداخلي في أمريكا،ويعمق العنف والتطرف الداخليين حد الإرهاب،ويبرز رغبة الأمريكيين في الإنفصال الذي يأخذ مجراه في ولاية كاليفورنيا.
أما معول الهدم الماسوني الثاني فهو رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ،الذي جاءنا بشعره المنكوش على طريقة المعول الأول ترمب،وهو مصر على إخراج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي ،الذي كنا كعرب نتغنى به وبقدرته على توحيد أوروبا أم الصراعات والنزاعات الدموية الداخلية، وجاء إصراره على ذلك ومواجهته للقوى البريطانية الرافضة للإنفصال”البريكسيت”،دليلا واضحا على تمسكه بالتوجيهات الصادرة إليه .
هيأت هذه القوى الخارقة بالأمس فوزا ساحقا لحزب المحافظين بزعامة جونسون في الإنتخابات الأخيرة،من أجل ضمان تنفيذ مشروع “البريكسيت”،علما أن القوى البريطانية المعارضة ممثلة بحزب العمال لها وزنها السياسي وتحظى بإحترام داخلي ودولي،ومع ذلك كان الفوز من نصيب “الأشعث الأغبر”جونسون،الذي إطمئن لعدم إمكانية إجراء إستفتاء ثاني على البريكسيت كان مقررا في 31 يناير 2020.
وللتجانس الوظيفي وتشابه الدور المحوري والأجندة الخاصة المشتركة لكليهما ،سارع ترمب لتهنئة جونسون بفوزه “الساحق”ووصفه بالرائع ،تعبيرا عن الفرحة الغامرة التي خلفها نجاح بوريس جونسون في نفسيته ،وهو الذي يشببه في كل شيء،وجيء به بالطريقة ذاتها التي جاء بها ترمب نفسه،فكلاهما لم يكونا معروفين في عالم السياسة،رغم إن جونسون ينتمي لحزب المحافظين في بريطانيا لكنه لم يكن علما يشار له بالبنان.
إن معركة الوجود التي يخوضها ترمب للبقاء في البيت الأبيض تدل بوضوح أن الرجل مدعوم من قبل قوى خارجية خارقة هي ذاتها التي أعادت جونسون إلى الحكم مرة أخرى،وهذه القوى هي الماسونية والمسيحية الإنجيلية ،التي تعمل على تقريب نهاية العالم بتمكين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،إستقبال المسيخ المنتظر الذي سيشن “حرب هرمجيدون “على المسلمين ويقضي عليهم ،ويسود الدين اليهودي بعد القضاء على المسيحية والإسلام.
لقد إنكشف عري ترمب السياسي وحتى العسكري منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض ،وثارت القوى الأمريكية في وجهه،ولكنهم لم يتمكنوا من زحزحته قيد أنملة ،رغم أن فضائحة زكمت حتى أنوف الموتى في مقابرهم ،بدءا من فضيحة دعم المخابرات الروسية له لإيصاله للحكم ،وآخرها فضيحة أوكرانيا –بايدن، التي يصوت الكونجرس الأمريكي لعزله من الحكم ،ولكنه يتمسك بحبل داعميه ويتباهى كاذبا أنه أفضل صديق لمستدمرة الخزر في فلسطين ،ووصف اليهود الأمريكيين الذين صوتوا لمنافسته السيدة هيلاري كلينتون بالجبن وبأنهم قتلة.
التطابق بين ترمب وجونسون حتى على المستوى الشخصي كبير جدا ،ويتعدى الدور السياسي إلى التصرفات الخارجية والهيأة ،فكلاهما لا يوزن الأمور ويتصرف بعشوائية ويتحدث بسلاطة لسان،ولا يهمه شيء،ولا يدل مظهرهما على أنهما يفقهان شيئا في عالمي السياسة والدبلوماسية،كل ذلك لأنهما مدعومان من القوى الظلامية العالمية المتربعة على عرش العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى