أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

جيزان رسالة سياسية بلغة النيران

مجلة تحليلات العصر الدولية - رضــوان مــحــمـدالـزين

ما بين عمليات “نصر من الله” عام 2019 على محور “نجران” و”البنيان المرصوص” عام 2020 شرق صنعاء، تنوعت الرسائل السياسية والميدانية اليمنية، ورغم ان حجم هاتين العمليتين كان كبيراً وواسعاً وامتد على مساحة متقاربة تجاوزت الـ 2500 كلم مربع، فالهدف المتوخى من كلا العمليتين كان تأكيد السيطرة والقدرة واظهار اليد الطولى للجيش واللجان الشعبية في كافة الميادين والمحاور والجبهات من حدود اليمن الدولة الى حدود العاصمة، والضرب عميقاً في البنية التحتية العسكرية للعدوان ومرتزقته،

إلا أن الرسالة التي حملتها عمليات محور جيزان كانت أكثر وضوحاً للعدو وكانت مباشرة وبطريقة متعددة العناوين وبمختلف الأساليب سلمت عن طريق البريد المضمون، ليكون وصولها للمرسل إليه بشكل مباشر لا يحتمل أي لبس في العنوان أو المضمون أو النتائج…….
على المستوى العسكري هناك مايسمى بالتقييم العسكري فعلاً ابناءالجيش وللجان ابتكرو نظرية جديدة في التعامل العسكري الميداني في أن يكون للمقاتل هذه الروحية والكفائة وهذا الإقتدار في تنفيذ الخطة الموصولة إليه ويتعامل مع ابرز المتغيرات في الواقع الميداني

ونستطيع أن نقول أن هذه النظرية العسكرية سيكون لها تأثير وقرائة معمقة ستدرس في الأكاديميات العسكرية مع قادم الأيام

وهذه العمليات جاءت تتمة “منطقية” وطبيعية للرسائل الجوية والصاروخية التي حملتها المسيرات اليمنية المتطورة والصواريخ البالستية الدقيقة الى العمق السعودي، للتذكير بقدرة الجيش واللجان على استهداف العمق السعودي برياً عبر عمليات واسعة ومتزامنة، تثبت من جديد ان استقرار السعودية الاقتصادي والأمني والعسكري وحتى “السيادي” مرتبط بوقف العدوان وانصياع حكام الرياض لإرادة اليمنيين وحقهم في تقرير مصيرهم…..
ورفضهم لانتهاك سيادة بلدهم وأن لهم الحق المشروع في بناء بلاد ذات سيادة واستقلال

وهذه العملية وأن كانت عسكرية الا انها سياسية لكن بلغة النيران،

أما هدف الاعلان عن العمليات سياسياً، فهو اسقاط مناورات المبعوث الأممي مارتن غريفيث من البوابة السعودية، ومن خلفها واشنطن وايصال رسالة مفادها توقفوا عن تضييع الوقت بمحاولة فرض شروط “تحفظ ماء وجه العدوان”
بهذه الشروط السخيفة كسخافة من يضعها…..

ميدانياً، فهذه العملية جاءت على ثلاثة مسارات مختلفة مشابهة لمسارات العمليات السابقة،
هذه العملية وتحديداً من جيزان تعيدنا إلى حرب 2009 عندما استطاعوا مجموعات قليلة وبأمكانيات محدودة السيطرة على مواقع عسكرية كثيرة ابرزها جبل الدخان،وقد سبق أن استطاع ابطال الجيش واللجان الشعبية السيطرة على مدينة الخوبة في عام2016
رغم صعوبة التضاريس الجغرافية والفارق الشاسع في الإمكانيات العسكرية ….
وأظهرت العمليات من جديد هشاشة الجيش السعودي وأنعدام ارادة القتال لدى الجنود والضباط السعوديين والمرتزقة اليمنيين والسودانيين على حد سواء، ولجوئهم للفرار “مدبرين”

تكتيكياً ، لاحظنا استخدام القيادة لاسلوب مختلف تماماً في هذه العملية حيث وأنها لم تعتمد على موجات الهجوم البشرية حصراً،
إذ اظهرت المشاهد استخدام الكمائن المحكمة المعززة بعبوات ناسفة مصحوبة بصواريخ مضادة للدروع واستخدام نيران القناص الذي تكفل بأزهاق كل من يحاول الفرار عبر المسالك المعدة سلفاً ، فقد تمت دراستة الأرض والجوغرافيا المحيطة بمنطقة العمليات بحيث يتم خنق العدو وحبس أنفاسه وحرمانه من الوسيلة الوحيدة التي يتقنها وهي الفرار الجماعي….

في النتائج، أكدت البيانات الصادرة عن الاعلام الحربي تحرير 40 موقعاً على طول محاور العمليات في جيزان، وسقوط ما لا يقل عن 200 جندي سعودي ومرتزق يمني وسوداني بين قتيل وجريح واسير، وتدمير واحراق أكثر من 60 آلية ومدرعة، واغتنام كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمعدات المتطورة.

وأمام المحاولات الفاشلة للإعلام المساند للعدوان للتشكيك بالعمليات وزعم تصويرها وفبركتها، أظهرت عدسة المسيرة وزير الإعلام اليمني الأستاذ ضيف الله الشامي يتجول في المناطق المسيطرة عليها لدحض كل عمليات التشكيك لبوق العدوان،
كما وعد الإعلام الحربي بتوزيع مشاهد جديدة
خاصة بالمرتزقة لأن المشاهد الموزعة كانت للجيش السعودي….
هذه العملية اوصلت رسالة للعدو مفادها،
أذا لم يتم إيقاف العدوان ورفع الحصار علينا
فنحن قادرين على اسقاط مدن بأكملها والسيطرة عليها واجباركم على إيقاف هذه الحرب العبثية التي تستهدف الأرض والإنسان ؛
وفي المقابل فأن ابطال الجيش واللجان لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيكرروا مثل هذه العمليات والتي ستكون في اتساع متزايد حتى إعلانكم الهزيمة وتتويجنا بالنصر المؤزر،
الرحمة للشهداء الشفاء للجرحى.
الخلاص للإسراء. النصر لشعبنا المظلوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى