أحدث الأخبارالإمارات

حتى لا تصبح الإمارات الأولى وبعدها ثانية وثالثة

مجلة تحليلات العصر الدولية

✍️محمود مرداوي

لا يخفى على المتابع أن التحالف واتفاق التطبيع الإماراتي الصهيوني المتوالي في أبعاده السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية يمثل خطوة أولى على طريق صنع الوجود للاحتلال وكيانه الغاصب وفق إعادة مرصوفة الأصدقاء والأعداء في شرق أوسط ملائم لما هو قادم .
هذا الاتفاق يشكل خطرا على مستقبل القضية يتجاوز خطورة مشروع الضم الذي جُمد لصلابة الموقف الفلسطيني السياسي والعسكري بعد التلويح في غزة من أن الضم سيكون له انعكاسات خطيرة على القضية ولن تسكت المقاو.مة حيال ذلك، إضافة للعوامل الداخلية الأمريكية والصهيونية والتي ساهمت بمجملها لاتخاذ قرار التأجيل
لكن صنع الوجود للاحتلال وترويض الشعوب من خلال التطبيع الكامل دون مقابل يشكل خطرا شديدا على القضية والمنطقة برمتها، خاصة أن الصمت في الموقف العربي سيد الموقف
والدول التي علقت رحبت بالاتفاق للأسف.

لا شك أن الشعوب العربية ترفض الاعتراف بالكيان، ومن الصعب ترويضها، لكن إذا صمتت واكتفت بالبيانات والتصريحات من بعض الأحزاب دون أن تتحرك في العواصم والدول العربية خصوصا والإسلامية عموما يعتبر ذلك رسالة مشجعة للدول المترددة والمتخوفة من الاقتداء بالإمارات والسير في مسارها التطبيعي.

ملقى على عاتق الشعوب واجب وطني وقومي وديني تجاه فلسطين ومحاولة عزل الفلسطينيين ، ولا يثمر هذا الموقف وهذا الشعور إلا من خلال ترجمة ذلك لمناشط وفعاليات حقيقية ترسل رسائل واضحة لحكام الإمارات ومن يراقب ردة الفعل على سلوكهم.
فالصمت في هذه الظروف تخل عن المسؤولية والواجب تجاه فلسطين، فإن لم تبادر الأمة وشعوبها في هذه اللحظة للدفاع عن فلسطين من خلال التنسيق بين الحركات الإسلامية والوطنية لاستنهاض المجتمع المدني والنقابات وكل التجمعات المهنية والطلابية للخروج بموقف واضح وصوت صادح ترسل رسالة لعيال زايد تشرد بهم من خلفهم ، تمنع انفراط العقد وانهيار الموقف .
في هذه اللحظات والمحطات يُنتظر من الأمة وشعوبها موقفا تاريخيا يشكل حاجزا في وجه التطبيع وسورا عاليا يحمي قدسية فلسطين ومكانتها العربية الإسلامية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى