أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

حدث بعيد مباحثات القاهرة

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. يوسف رزقة

انتهت جولة القاهرة بين الفصائل ببيان ختامي توافقي. بدأت القيادات بالعودة إلى غزة. لم تصدر عنها تصريحات محددة تخالف البيان الختامي مخالفة كبيرة. ولكن ثمة مخالفات مهمة منها: رفض الجهاد المشاركة في الانتخابات لعدم تضمين البيان فقرة تخرج الانتخابات من سقف أوسلو. وتحفظت الجبهة الشعبية لذات السبب وتركت موقفها معلقا بين المشاركة وعدم المشاركة. وانتقد موسى أبو مرزوق القيادي في حماس تأجيل بعض القضايا الخلافية، ومنها : قضية الموظفين وحقوقهم ووضعهم القانوني.
بعد هذه الجولة من المباحثات باتت الأراضي االفلسطينية أقرب لإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها بحسب المرسوم الرئاسي، ولكن لم نصل لدرجة اليقين حيث اتفقت الفصائل على لقاء أخر يعقد في مارس لمقاربة ما تمّ القفز عنه، وبعض ما تم القفز عنه يمثل ألغاما قابلة للانفجار إذا لم تلمسها يد وطنية وحدوية وتصالحية أي التعطيل وارد .
ولأننا على مسافة قريبة من العملية الانتخابية حدث أمران غير ما سبق بعيد مباحثات القاهرة: الأول: تمثل في بدء عودة كوادر من قيادات تيار فتح الإصلاحي الذي يرأسه دحلان لغزة، بغرض الإعداد العملي للمشاركة في الانتخابات بقائمة مستقلة على أرجح التوقعات، حيث يرفض عباس إدماجهم في قائمة فتح، وهذا يعني أننا ربما نشهد ثلاثة قوائم لفتح في انتخابات التشريعي، الأولى قائمة عباس، والثانية قائمة البرغوثي، والثالثة قائمة دحلان. والحدث الثاني هو إرسال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس رسالة لامير قطر فيها أربعة مطالب ذات مغزى، وهي : مطالبة قطر بضمان إجراء الانتخابات الثلاثة في مواعيدها بحسب المراسيم، والثاني: ضمان نزاهتها وحريتها في الضفة والقطاع. والثالث: العمل مع المجتمع الدولي لمنع (إسرائيل) من عرقلتها، والرابع ضمان إجرائها في القدس. واحترام المجتمع الدولي للنتائج.
هذه المطالب ذات مغزى لحركة حماس ولمشاركتها التي جاءت استجابة لمطالب دول عديده ومنها دولة قطر، وهي مطالب تشير لتخوفات حماس المشروعة، وتشير أيضا إلى أن احتمالات الإخلال الذاتي والغيري بهذه القضايا هي احتمالات قائمة ولا يمكن إغفالها، ومن ثمة تقول الرسالة إن حماس تقدم على الانتخابات وهي تعلم مسبقا مخاطر هذا الإقبال، الذي يصفه بعض المنتقدين لتنازلات حماس بالمغامرة. حماس بعد هذه التجربة الطويلة والغنية في السياسة وإدارة الحكم، والمعرفة الجيدة بالعلاقات العربية والدولية أظنها تضع أقدامها ثابتة على طريق جيد رغم مخاطره المتعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى